آخر الأخبار
The news is by your side.

أمين ديوان الزكاة بولاية كسلا في ضيافة سوداني بوست

الأستاذ مبارك علي عثمان أمين ديوان الزكاة بولاية كسلا في حوار مع موقع سوداني بوست الاخباري

تعتبر الزكاة واحدة من المؤسسات الاجتماعية التي تساهم بقدر كبير في معالجة العديد من الإشكاليات والتحديات التي تواجه التنمية وذلك من خلال إعداد مشروعات إنتاجية من صميم الاحتياجات الفعلية للشرائح المستهدفة، تحقيقا للاكتفاء الذاتي، وتحسين الأوضاع الاقتصادية، موقع (سودانى بوست) جلس مع الأستاذ مبارك علي عثمان أمين ديوان الزكاة بولاية كسلا لتتعرف على مجمل السياسات والاستراتيجيات المتبعة في تنفيذ المشروعات الإنتاجية بالنسبة المستهدفين….
فإلى مضامين الحوار:

حاوره: عبد القادر جاز

& إلى أي مدى غطت ميزانية العام 2022م المستهدفين من قبل ديوان الزكاة؟

منذ أن تولينا أمر هذا الديوان كان همنا الكيفية التي يمكن بها تحقيق سياسات الزكاة عبر اللجان القاعدية بالنسبة للمجتمع، على ضوء ذلك تم تنفيذ حزمة تدريبية متكاملة مع جامعة كسلا وفقا للشراكة الذكية المبرمة، بجانب تنفيذ موجهات المركز المتعلقة بضرورة التعامل مع البرامج والأنشطة وفقا للبيانات والمعلومات الناتجة من عمليات الحصر التي تسهل عملية التدخل لمعالجة أي قضية، أو مشكلة مراد معالجتها، على هذا الأساس تم تجهيز السجل بالصورة المطلوبة، باعتباره القناة الرئيسة، ومن ثم بعدها لجان الزكاة القاعدية على مستوى المحليات المختلفة، نعتبر بعد إعادة تشكيل اللجان القاعدية وتدريبها وإعداد السجل تبقى الخطوات التي تتيح لنا تحقيق رؤيتنا عبر استراتيجية الوصول إلى المستهدفين من بيت إلى آخر، لتقليل التردد على الديوان تجنبا لأي مخاطر وتحديات قد تحدث، وذلك من أجل تغيير المفاهيم الخاطئة، والصورة الغير السليمة، وهذا لا يتم إلا بالمشاركة المجتمعية الفاعلة، وحول ميزانية العام 2022م فقد بلغت (5) مليار، وتم تحقيقها بنسبة 110%، وانعكس أثر الزيادة على الشرائح المجتمعية المختلفة، هذا الإنجاز تم بمجهودات الشراكات القوية مع عدد من مؤسسات الولاية، واعتبر أن أداء العام 2022م كان متميزا على مستوى الجباية والمصارف.

& الملاحظ أن خارطة ولاية كسلا مشابهة لخارطة ولاية القضارف من حيث كثافة وتواجد اللاجئين بالمعسكرات، ما الخطوات التي اتخذتموها للمساهمة مع حكومة الولاية في تقديم الخدمات الإنسانية التي تعكس دوركم في معالجة أزمة النازحين؟

واحدة من الشرائح التي يهتم بها الديوان مسألة النزوح، لكنها في ولاية كسلا ليست بالصورة الكبيرة والمزعجة، في حالات متفرقة بين الفينة والأخرى، نحن بذلنا جهدا كبيرا بهذا الخصوص، الديوان وحكومة الولاية يعملون بانسجام تام في كل ما يتعلق بخدمة المواطن والشرائح المتاحة للزكاة.

& الغريب في الأمر أن خارطة الأحياء الأقل فقرا بالولاية قد اتسعت في الفترة الأخيرة بصورة مزعجة، ما الحلول والمعالجات التي تمت في هذا الملف ؟

المشاكل الاقتصادية التي تمر بها البلاد قد ترتبت عليها تبعات وإفرازات اجتماعية كبيرة جدا، مما ضاعف دور ديوان الزكاة وأصبح تحديا أمامها، باعتبار أنها هي المؤسسة الاجتماعية الرائدة في المجتمع في مجال تقديم الخدمات، بجانب منظمات المجتمع المدني، أعتقد أن ديوان الزكاة وحده لا يستطيع أن يتصدى لكل المشاكل وإذا اعتقدنا ذلك سنبقي مكابرين، ونحن عشان نكون جادين وعندنا هدف يمكن تحقيقه عبر التنسيق وتفعيل دور الشراكات مع المنظمات والمؤسسات والشركات والبنوك بغرض إحكام الجهود مع كافة الأطراف ذات الصلة، وهذا ديدن الزكاة في تحقيق أهدافها من خلال تبادل البيانات والمعلومات مع تلك الجهات، لقد وصعنا نصب أعيننا توسيع دائرة المشاركة خدمة للمصلحة العامة.

& ما المشروعات التي يمكن أن تخرج هذه الشريحة من دائرة الفقر إلى دائرة الإنتاج التي قمتم بوضع تصورها؟
نحن بدأنا في منتصف العام 2022م بفكرة إنشاء مجلس متخصص في إدارة المشروعات من خارج الزكاة برئاسة مدير جامعة كسلا ويضم عضوية كل من منظمات المجتمع المدني وخبراء مختصين من وزارة المالية وآخرين، ويقتصر دوره في تحديد خارطة المشروعات وفقا للمواجهات والسياسة التنموية بالولاية، وهذا ما يوفر لنا الكثير من الجهد والوقت، مع تفادي تنفيذ مشروعات لا أثر لها على أرض الواقع، بجانب تحديد الخارطة الاقتصادية والمشروعات، وتبقى لنا حلقة مهمة ومكملة هي التدريب قبل تمليك المشروعات، وهذا برنامج تدريبي يتم تنفيذه عبر الشراكات مع المنظمات ومؤسسات تعليمية من ضمنها كلية كسلا التقنية التي نفذت البرنامج التدريبي الذي استهدف المرأة المنتجة من شريحة الأرامل والأيتام ومن بعد ذلك تم تمليكهن المشاريع الإنتاجية وفقا لمهاراتهن وقدراتهن التأهيلية التي تساعدهن في تحقيق ألأهداف المرجوة بالصورة المطلوبة.

& تُعد الأمانة العامة للديوان أحد الواجهات الاقتصادية الداعمة للبناء والتنمية وفقا لهذه المعطيات أعطنا فكرة عن مخطط التوظيف للعام 2023م، والفرص المتاحة للخريجين؟
اعتقد أن الأزمة الاقتصادية الراهنة قد انعكست على واقع توظيف الخريجين بصورة أو أخرى، ومسألة توظيف الخريجين واحدة من المشاكل والهموم التي تواجه الدولة، المسألة واضحة أصبح وجود جيش كبير من الخريجين بدون عمل، مما يفرز واقعا اجتماعيا سالبا تنتشر فيه المخدرات، وتتسع فيه دائرة العطالة والبطالة وافرزاتها على المجتمع، رغم من ذلك ديوان الزكاة لا ينفصل عن مؤسسات الدولة ومرتبط ارتباطا وثيقا بتلك المؤسسات، في العام 2022م تمت إجازة الهيكل التنظيمي لديوان الزكاة بواسطة مجلس الأمناء الولائي الغرض الأساسي منه مراجعة الأداء والهيكل الوظيفي، بالتالي سينتج عنه إضافة فرص، وضخ دماء جديدة تمكن الديوان على من استيعاب الكثير من الخريجين للعام 2023م.

& في إطار توسعة البرامج الخدمية اعطنا فكرة عن الشراكات الجديدة لهذا العام التي يمكن أن تمثل بشريات للشرائح الضعيفة؟
في الحقيقة نحن بنينا سياستنا ورؤيتنا على تأسيس شراكات قوية مع التأمين الصحي ووزارة المالية ومنظمات المجتمع، باعتبار أن الشراكات تساعد في توظيف الجهود مع بعض، وتوزيع الفرص بمعاير العدالة تحقيقا للمشاركة الواسعة للمستهدفين، وهذا منهج أطرناه عبر تكوين جسم مختص بإدارة المشروعات، أفتكر أن خطة العمل في الديون، أو المنظمات خلال العام 2023م ستكون بصورة مختلفة.

& خدمة طلاب المدارس والجامعات تظل تمثل تحديا كبيرا تواجه لهؤلاء الطلاب اقتصاديا، ما رؤيتكم لمعالجة أزمات الطلاب غير القادرين على دفع رسوم الدراسة؟

واحدة من الإفرازات المتجددة في المجتمع السوداني والتي تشكل ضغطا كبيرا على الأسر هي الرسوم الدراسية للطلاب بمختلف المراحل، الديوان له تجربة مبنية على قاعدة متينة ظل يساهم بالتدخل لمعالجة رسوم الطلاب باعتبارهم العمود الفقري للأسرة، وفي تخفيف العبء الاقتصادي من خلال التوظيف في أي مؤسسة، واعتبر أن هذه المسألة في غاية الأهمية لدينا تنسيق محكم مع لجان الزكاة والجامعات الموجودة بالولاية لتسهيل الأمر للوقوف على الحالات ودعم الطلاب ليواصلوا مسيرتهم التعليمية بمختلف المراحل، ويعتبر سداد الرسوم الدراسية واحدا من العوامل التي ساعدت على الاستقرار الأكاديمي.

& في ظل انتشار ظاهرة المخدرات بصورة أزعجت الحكومة وكافة قطاعات المجتمع، ما خطتكم لمحاربة هذه الظاهرة مساهمتكم للحد منها ؟

تعتبر ولاية كسلا واحدة من الولايات التي تتصدر انتشار المخدرات على مستوى السودان، كنموذج لزيارة الأمين العام الاتحادي لولاية كسلا في الخامس من يناير من هذا العام، ومن الأشياء التي وقفنا عليها هي مركز الإدمان بأحد الأحياء وهو قائم بجهد شعبي والنتيجة التي خرجنا بها من خلال الزيارة نتيجة مؤسفة جدا نعتبرها واحدة من المشاكل التي يجب أن تنتبه لها الدولة، وقد تم تقديم دعم لمركز الإدمان من قبل الأمين العام الاتحادي، تأكيدا على الجهود الرسمية وتضافر الجهد الشعبي لمجابهة هذه الظاهرة التي استشرت بصورة واضحة، في تقديري إن أحكمت كافة الجهات عملية التنسيق في فترة وجيزة يمكن أن تتعافى الولاية من هذه الظاهرة.

& حدثنا عن الكيفية التي تم بها قياس أثر المشروعات الإنتاجية للأعوام السابقة على واقع المجتمعات المستهدفة؟

أثر المشروعات أصبح ديدن ثابت لديوان الزكاة، ويتم على حسب المنهج المتبع في كل سنتين أو ثلاث سنوات لمعرفة وتحديد نقاط القوة، ونقاط الضعف، والعمل على تقوية نقاط القوة، ومعالجة مواضع الخلل، على ضوء ذلك لدينا شراكة مع جامعة كسلا عبر لجنة متخصصة بها خبراء وعلماء لقياس أثر وتقييم المشروعات التي تم تنفيذها منذ العام 2018 م حتى العام 2020 م وذلك تنفيذا لموجهات الأمانة العامة بالمركز، بالأمس تم عقد اجتماع مع اللجنة المكلفة بإعداد الدراسة وأطمأننا على مرحلة قياس الأثر والتقييم والتي وصلت إلى نسبة 75%، وحسب توقيت الأمانة العامة أن تسلم هذه الدراسة بنهاية الشهر الجاري، لكن اللجنة واجهتها بعض المشاكل الميدانية البسيطة والتي حالت دون ذلك، واتفقنا خلال الاجتماع الأخير مع اللجنة على إكمال هذه الجزئية خلال فترة أقصاها أسبوع من انعقاد الاجتماع لنحقق النسبة المطلوبة، وسنكون من أوائل الولايات التي ستسلم هذه الدراسة إلى المركز.

& هل توجد دراسة توضح مؤشرات النجاح أو الخلل لمشروعات الأعوام السابقة وعلى ضوئها تنبني المسألة على المشروعات الحالية أم لديكم رؤية مختلفة؟

مسألة قياس الأثر قديمة ولها عدة سنوات وهي واحدة من الآليات والمؤشرات التي يقاس بها مدى نجاح المشروعات على المستوى الولائي والاتحادي وهذه ليست أول تجربة ولها أبعاد كبيرة جدا، الاستفادة من خلال الملاحظات والاقتراحات التي تدعم الدراسة بجانب تحديد المجلس لنوعية المشروعات المقدمة بهذا نعتبر أن الصورة قد اكتملت.

& يرى البعض أن المشروعات الجماعية والفردية فيها مفارقات من حيث تقديرات نجاحها كيف تقيم هذا الملف؟
اعتقد أن ولاية كسلا إذا في شيء يميزها فهي تمتاز بمشروعاتها الجماعية وهي خاصية ليست وليدة اللحظة، بل بدأت منذ وقت مبكر، ويعتبر نموذجا على مستوى السودان، باعتبار أول نموذج تم عمله بكسلا هو عبارة عن برج يحتوي على مجموعة من الصيدليات بمختلف محليات الولاية، وهي صيدليات استثمارية يعود ريعها لكفالة أسر بمبالغ مقدرة، إضافة إلى عمل روافد جانبية تدعم الميزانية العامة، وافتكر هذه واحدة من ميزات المشروعات الجماعية التي استشهد بها، بجانب مركز للحياطة والذي تعول عليه شريحة الأيتام والأرامل لكسب سبل العيش الكريم، بهذا نقول إن المشروعات الجماعية بالضرورة التركيز عليها باعتبار أنها ستحدث أثرا وتحول دائرة الفقر إلى الإنتاج على واقع المستهدفين،

& لضمان نجاح هذه المشروعات ألديكم وحدة متابعة وتقييم لتلك المشروعات؟

واحدة من الأشياء التي ابتكرناها في العام 2022م والتي نتوقع أن تحدث أثرا طيبا خلال هذا العام، في السابق لم يكن لدينا جسم أو قناة لإدارة المشروعات، حاليا توصلنا إلى جسم لمتابعة وتقييم المشروعات بصورة مستديمة. وتقارير تقدم في كل ثلاثة أشهر، وفرغنا في تكوين الجسم فقط كنا منتظرين بداية العام الجديد لنبدأ بكل مشروعات الأعوام السابقة، أعتقد أن هذه الخطوة ستمكننا قبل مسألة القياس التي تم تطبيقها قبل سنتين عبر المؤسسات الأكاديمية سنكون عرفنا موقفنا من المشروعات المنفذة، سنبذل كل ما بوسعنا لأجل تعميم هذه التجربة على بقية الولايات، بهذا سنكون قد وصلنا إلى درجة عالية من تقييم المشروعات.

& لجان الزكاة القاعدية تشوبها العديد من الإشكاليات خاصة اختيار المشروعات ومتابعتها وتقيمها، لدرجة أن البعض نادى بضرورة بناء قدراتهم عطفا على هيكلة إدارة المشروعات بالمحليات؟

تعتبر لجان الزكاة القاعدية الساعد الأيمن لنا، وأي عمل بدونها سيكون مبتور وناقص وغير مجدي، التجارب الإنسانية بتختلف على حسب اختلاف الثقافة والتعليم ونوع البشر، أعتبر أن الصورة المثالية في نوعية البشر دائما بكون بنسبة معينة وليست كاملة كما يتعقد البعض والكمال لله وحده، في العام 2022م عمل الديوان على إعادة الهيكل التنظيمي من جديد باستيعاب عناصر جديدة من الشباب والمرأة، ومن ثم إعداد منهج تدريبي لكل لجان الزكاة القاعدية، وذلك بشراكة مع جامعة كسلا، هذا البرنامج مفيد وسيظهر أثره خلال هذا العام والذي يليه، أفتكر دي واحدة من محاسن الصدف حضوركم معنا اليوم هذا الاجتماع مع لجان الزكاة القاعدية التابعين لمحلية كسلا، والروح التي سادت والتفاعل الكبير، سنعول كثيرا على هذه الروح، ودورنا هو إحكام التنسيق في سبيل تحقيق هدف عدم تكدس المواطنين في المكاتب والوصول إليهم في منازلهم وأماكن تواجدهم، بهذا سنكون حفظنا لهم كرامتهم وحققنا الشرعية التي فرضها المولى عز وجل على عباده.

& يعتقد البعض أن المشروعات التي قدمتها الزكاة ليست من واقع الاحتياجات الفعلية للمستهدفين ماذا أنت قائل؟

نحن نعمل مع مجتمع، والمجتمع عادة ما يختلف على حسب الثقافة والتعليم والعزيمة والجدة، وتعتبر هذه من المعايير الأساسية التي تحدد مدى نجاح المشرعات وكذلك اختيار الشخص المناسب وفقا لهذه المعايير التي تساعد في نجاح المشروع، نحن لن نفرض مشروعا معينا على شخص، أو أسرة معينة، كل المشروعات المقدمة عبر لجان الزكاة القاعدية بواسطة طلب محدد أو بدراسة جدوى، وأحيانا لا تتوفر هذه المعايير في المشاريع، بل على حسب فهم اللجنة وتفاعلها وثقافتها لكن سيحدث تقصير، وهذا لم يكن متعمدا، وعلى هذا الأساس سنويا نجري تقييم لاستيعاب المشكلات والعمل على وضع الحلول والمعالجات اللازمة لها.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.