آخر الأخبار
The news is by your side.

أفكار حرة … بقلم: عبدالحليم عباس

أفكار حرة … بقلم: عبدالحليم عباس

الفترة الحالية، فترة ما بعد 30 يونيو، تحتاج الى تنظير و فتح افق سياسي جديد.
الفرضيات التي تحكم تفكير الكثير النشطاء و السياسيين لم تعد صحيحة؛ فرضيات تفويض الشارع لقوى الحرية و التغيير، و فرضيات العلاقة بين الشارع و هذه القوى، و العلاقة بين الأقطاب الأسياسية للمشهد كلها تحتاج الى مراجعة.

كذلك الفرضيات المتعلقة بالقوى المعادية للحرية و التغيير، من اسلاميين و غيرهم، من أجل القراءة الدقيقة للواقع و من أجل التحليل الدقيق، يجب مراجعتها. يجب ان تفهم ماذا يريد خصمك أو عدوك بشكل موضوعي دقيق، بعيدا عن الاسطوانات الثابتة المكررة التي يتم ترديدها لأجل الاستهلاك السياسي (مثل اختزال كل الاصوات المعارضة في كونها تريد عودة الانقاذ.

لو نطقت الانقاذ نفسها هل ستقول بأنها تريد العودة من جديد ؟ ). على الأقل عندما تفكر فكر بشكل صحيح، و افهم الواقع بما في ذلك واقع أعداءك، و اذا كنت ستمارس الالاعيب السياسية فليكن ذلك على مستوى الممارسة، لا على مستوى تفكيرك ايضا.


أعداء قحت باطيافهم المختلفة يريدون سلطة مستقلة ليست بيد خصومهم الفكريين و الايديولوجيين يستغلونها ضدهم بشكل غير قانوني. هذه هي الحقيقة التي يهرب منها البعض. المطلب المفقود هو العدالة. حينها على الأقل ستكون أقمت الحجة على الجميع.

إن أهم ما حققته مظاهرات 30 يونيو، هو تأكيدها على قابلية الشارع للخروج و التظاهر بشكل مستقل عن كل القوى السياسية، و في الحقيقة هي أكدت خروج القوى السياسية كلها من معادلة الشارع، بمعنى لا أحد يمكنه الرهان على تحريك الشارع لتحقيق أجندة حزبية. لقد عاد الشارع الى طبيعته الخام المتوحشة بالنسبة للأحزاب و القوى السياسية.

و معنى هذا الكلام هو استحالة حسم الصراع السياسي بواسطة الشارع، خصوصا بالنسبة لأحزاب تحالف السلطة فهي المتضرر الأكبر من اي تحرك في الشارع.

من أجل تحقيق استقرار للفترة الانتقالية و للبلاد، ينبغي التفكير في ازالة كل دواعي الاحتقان و التوتر السياسي. هذه هي مهمة التنظير السياسي للفترة القادمة على ضوء المتغيرات الكبيرة الماثلة.
الذي ساد طيلة الفترة الماضية لم يكن تفكيرا سياسيا؛ كانت -و ما تزال- هناك هتافات و شعارات أصبحت فارغة من المعنى و عديمة الجدوى، خصوصا عندما ترددها الطبقة السياسية التي يُفترض بها التنظير لحلول للمشاكل و الأزمات بما في ذلك أزمات القوى السياسية نفسها.

الشارع و التظاهر ليس حلا سحريا لأي شيء، ان خروج الجماهير الى الشوارع هو مجرد علامة على أن الواقع الراهن لم يعد قابلا للاستمرار كما هو عليه. إن المستفاد من التظاهر هو الدلالة و المعنى؛ معنى حركة الجماهير بكل ما تحمله داخلها من تعقيد. و هو ما يستدعي التفكير في أفق سياسي جديد.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.