آخر الأخبار
The news is by your side.

أفكار حرة  … بقلم: حليم عباس … مفارقات ومبرارت 

أفكار حرة  … بقلم: حليم عباس … مفارقات ومبرارت 

من المفارقات العجيبة أن أحد مبررات قوى الحرية و التغيير لطول مدة الفترة الانتقالية و عدم الذهاب للانتخابات هو مشكلة الحرب و اللاجئين و النازحين، بينما أول مشكلة داخل هذا التحالف هي المشكلة مع الجبهة الثورية التي تمثل الحركات المسحلة داخل هذا التحالف.
يريدون أن يحكموا بدون انتخابات باسم اللاجئين و النازحين و لكنهم لا يريدون أن يقبلوا بحركات دارفور.
كنا نُطالب قوى الحرية و التغيير بالجلوس مع قوى الحوار الوطني لأنها تضم أحزاب ذات طابع جهوي و بعضها كان حركات مسلحة متمردة، و لكنهم الآن يُقصون حتى حلفاءهم !
فلقد اكتشف بعض ناشطي قحت فجأة أن مني أركو مناوي مرتزق و كان مساعدا للبشير ووو … ، و ذلك بعد أن بدأ بانتقاد الحرية و التغيير.

السودان دولة في منتهى الهشاشة، و وحدتها الوطنية لا ترتكز على أي شيء في هذه اللحظة التاريخية سوى ما تبقى من قبضة الدولة المركزية المتراخية، و هزة بسيطة ستعصف بها.

لكل ذلك يجب أخذ قضية الحكم و تمثيل الأقاليم، خصوصا دارفور، بكل الجدية الممكنة. إن النار التي اشتعلت في السنوات الماضية لم تخمد، و هي موجودة تحت الرماد، و ان اشتعلت مرة أُخرى فلن يخمدها أحد.

نظام الانقاذ برغم كل مساوئه و أخطاءه الكارثية، قد كان قادرا على الحرب و استطاع، برغم انفصال الجنوب، أن يحافظ على ما تبقى من كيان الدولة من خلال الفبضة العسكرية. قوى الحرية و التغيير لا تملك هذه القدرة، لا تستطيع أن تحافظ على وحدة البلاد أمام أي تمرد.

و لذلك، فإن الرهان على الضعف العسكري للحركات المسلحة، أو الرهان الشاعري على أن الشعب قد مل الحرب و أن طلقة واحدة لن تخرج مجددا (كما قال أحد نشطاء قحت لمناوي) هذه كلها رهانات ساذجة و خاطئة، خصوصا في سياق الاستخفاف بطرح الحركات المسلحة و تصورها للسلام و للمشاركة في السلطة في الفترة الانتقالية.

إذا كانت القضية هي من الأحق بتمثيل الشعب في السودان في الخرطوم أو في دارفور، فإن الفيصل هو صناديق الاقتراع، و إذا كان الأمر هو محاصصة حزبية أو غير حزبية فإنه لا يوجد طرف يملك شرعية أخلاقية و سياسية أكثر الآخرين، و ليس هناك حل سوى توافق وطني مرضي للجميع، بدون وصاية من أحد.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.