آخر الأخبار
The news is by your side.

أطياف … بقلم: صباح محمد الحسن .. وكمان بيكفتونا !!

أطياف … بقلم: صباح محمد الحسن .. وكمان بيكفتونا !!

ليس بالغريب أن يعتدي فرد من قوات الدعم السريع على مذيعه تلفزيونية ، فماذا يعرف الدعم

السريع عن قيمة الاعلام والشخصية الإعلامية، او بالأحرى ماذا يعرف عن قيمة الإنسان، ومنذ

أن خرجت الأخبار بأن قوات الدعم السريع اعترضت وزير الثقافة والاعلام الاستاذ فيصل محمد

صالح ومنعته من دخول التلفزيون وجعلته يذهب مغاضباً، كانت هذه الحادثة كافية لتبرهن

وتترجم العقلية الخاوية لبعض أفراد هذه القوات وفرض سيطرتها الإجبارية على المشهد، فهي

لا تعرف غير مبدأ القوة والعنف، تعاني من عقم السلوك فتتدخل في عمل مؤسسات لاعلاقه لها

بجهل وحب للفوضى والعبث.

والتلفزيون القومي هو من أهم الأجهزة الاعلامية بالدولة ويعُد أبو المنابر وهو جهاز قومي ملك

للمواطن، فكيف لقوة مثل الدعم السريع تتحكم في دخول وخروج وزير يجلس على كرسي

وزارة الاعلام ومن بعدها تتدخل في عمل الموظفين والعاملين فيه ولا تستبعد ان يدخل واحد

من هذه القوات ليوقف نشرة الاخبار تحت تهديد السلاح.

وكنت أظن ان لا يسكت الاستاذ فيصل على هذا التصرف وان لا يمر مرور الكرام وظننت انه ومنذ

وصوله الى مكتبه يصدر قراراً صارماً او يوجه خطاباً الى وزير الدفاع وان قوات الدعم السريع كان

من واجبها الاعتذار له رسمياً، لكن (عداها) فيصل ولم يحرك ساكناً، بالرغم من ان هذا التصرف

أساء لكل الإعلاميين في شخص فيصل، ولكن رغم ذلك لم يرد فيصل للإعلام كرامته ولم يرد

حتى حقه الشخصي وتعامل بأدب مع الإساءة التي لحقت به، الأمر الذي جعل هذه القوات التي

منعته من الدخول تشعر بأنها سلطة أعلى تمتلك القوة والسيطرة ويمكن لها ان تفعل ماتشاء

كيف لا وهي القادرة ان تعترض وزيراً وتوقفه بأمر أصغر جندي، واعتداء أحد قوات الدعم السريع

على مذيعة وصفعها (كف) على وجهها هو ليس مجرد كف على خد اعلامية ولكنه كف على خد

الثورة وإهانة لكل مبادئها وقيمها في احترام الآخر وهو أمر يؤكد همجية وبلطجة هذه القوات

وان ماتقوم به من تفلتات وتعدي غير قانوني يحتاج الى تحرك قانوني ضدها.

وكيف للتلفزيون القومي كجهاز اعلامي في عهد الثورة ان يكون تحت سيطرة هؤلاء وان تكون

أرضه محتلة من قبل قوات الدعم السريع ولماذا حراسة التلفزيون لا تكون من قبل القوات

المسلحة، او غيرها من القوات التي تعرف قيمة التلفزيون وتعرف من هو وزير الاعلام وتعرف ان

تقدر الاعلامي حق قدره وتحترمه وتعرف أيضاً قواعد واتيكيت التعامل مع الضيوف وزوار

التلفزيون.

ولم ينته مسلسل الاعتداءات على المواطنين من قبل هذه القوات ويتعرض طالب الطب بجامعة

الرازي، محمد حافظ محمد نور بمحطة وقود بالقرب من شركة كنانة شرقي الخرطوم، لإعتداء

من قِبل جنود قال انهم ينتمون لـ “قوات الدعم السريع” وذلك بسبب اعتراضه على تجاوز سيارة

برادو مظللة وأظهرت صوراً للمعتدى عليه تداولها رواد التواصل الاجتماعي آثار الضرب بسياط

على ظهره، وبدا وهو متعباً يتلقى العلاج بأحد المشافي.

ومحمد حمدان دقلو الذي يتباكى على التغيير بقوله التسوي بأيدك يغلب أجاوديك) يجب ان يمنح

هذا المثل للمواطنين عله يكون خير عبارة لعزاء أنفسهم انهم سمحوا لثورتهم أن يكون على

رأس حكومتها (حميدتي)، ويجب ان يحمد الله حميدتي انه كان ذو حظ عظيم فهو شريك حكومه

بائدة في كل مؤامراتها في دارفور والخرطوم وحكومة جديدة جاء على سدة الحكم فيها بقوة

المال والسلاح فيجب ان يشكر حميدتي المواطن السوداني على سماحته وطيبة قلبه على

تقبله فكرة ان تقاسمه قوات الدعم السريع العيش والسكن داخل الخرطوم بتاريخها وماضيها

وحاضرها، وان يكف عن هذه البكائيات فان انتهت هذه البلد ووقعت على حفرة وهاوية فهو أول

من يدفعها من الخلف هو وشركاء الفشل الذين يتسببون في كل معاناتنا الاقتصادية والأمنية.

وبدلاً من ان يصرف حميدتي ملايين الدولارات على تحسين صورته للناس عبر مايقوم به من

مبادرات يجب عليه ان ينشئ أكاديمية عليا لتأهيل قواته لتعليمهم فنون التعامل مع الآخر

وقبوله، وحسن التصرف وفنون الاتيكيت والسلوك العام وكيفية العيش في بيئة متحضرة تحتاج

الى رجل دعم سريع مؤهل كما لقوات الشرطة والجيش أكاديمياتهم ، فالاحترام يأتي بالسلوك

فالابتسامة مثلاً يمكن ان تختصر لحميدتي مشواراً طويلاً لن تحققه له البندقية ان تحلى بها

رجل الدعم السريع المتجهم الذي يبعث في نفسك الخوف والرعب.

وعظيم ان يقوم عبدالرحيم حمدان دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع، بزيارة إلى منزل أسرة

طالب الطب المعتدى عليه ويتوعد بمحاسبة الفرد ويقول انه لا يمثلهم.

وهل سيعتذر دقلو للإعلام ومنسوبيه ؟ وهل هذه التفلتات سيمحو أثرها السييء مجرد اعتذار

ام انه كلما دفع مبلغاً طائلاً لقافلة خيرية او أخذت مجموعة كلنا حميدتي صورة مع متفوق في

امتحانات الشهادة وقدموا هاتفاً ذكياً خرج واحد من قواته وقام بتصرف همجي جّب كل الزيف

الذي قبله، فالطبع يغلب التطبع دائماً.

طيف أخير:

الأقوال قد لا تحكي عنك جيداً .. الأفعال أكثر تعبيراً منها

الجريدة

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.