آخر الأخبار
The news is by your side.

أطياف … بقلم: صباح محمد الحسن .. لأنك .. إمرأة !!

أطياف … بقلم: صباح محمد الحسن .. لأنك .. إمرأة !!

اليك في في ظلمة الليل ووحشته وبريق الصباح المرهون والموسوم بالعشم ، للجباه التي سجدت في صلاة الفجر وابتهلت، وتوكلت على الكريم ورفعت أكفها بالدعاء ، للوجوه التي حملت خرائط العمر ، للذكريات التي هرمت من الصقيع ، ولقلاع التضحية التي نصبت فيها راياتك التي غرست بأوتاد الصمود،
لدفاتر العشم الضائعة في أعين الأمهات، للدموع المتأرجحة بين الكحل والعين ، للوجوه التي وقفت أمام المرايات النائحة، ولكل هدير صمت تأبط شهية الكلام وخذله الصمت باللاقدرة ، لكل أنثى مرت عليها نسمات عابره فأغمضت عينيَّها و أرتمت في ظل أمنية ، ولكل إمرأة مازالت تنتظر في أرصفة العشم تتوشح بصبر جميل، الى كل امرأة قصيدة تهرق الفراشة ألحانها عطراً في معية الشوق ، و تسجل لهذه الطقوس انتصاراً كلما كبرت شعت من بسمة وجنتيها ومضة ضوء الشمس ليصل شعاعها مرحلة الصهيل،
الى كل أنثى جميلة لهبت خدودها نار الفحم الحارقة وطلت على نور وجهها صبغة حريق ، وهي تنظر الى بخار الشاي والقهوة يتصاعد كما أحلامها، الى كل نساء الدنيا في خيام اللجوء والنزوح ، الى أمي وأمك الباسقات كما النخيل، الشامخات كمآذن المسجد النبوي الشريف.
الى العاملات في المصانع والمكاتب والممسكات على ( الطباشير ) الى كل أم ثقبت الابرة سبابتها وهي تحيك غطاء لطفلها حتى عمّدته يديها، وأنهال عليها الفرح ، عندما شعرت بطقوس الدفء والحب في عينيه ، (ألا ليتهم يعلمون)، اليها كلما طافت أماني فلذات أكبادها حول قامتها ، الى كل إمرأة ضاع بعضها ذات مرة ، فمرت بطريقٍ في ذاكرتها ، طريقٌ لايتوج بالوصول وهي تحمل لافتة بعضها المفقود ، إلى أم كل رجل ناجح وصادق وكريم يفخر بأمه، التي تعبت وسهرت في تربيته وحالت بينه والأحزان الصفراء ، بينه والحاجة الى الناس ، بينه والفقر والجوع ، الى أن وقف رجلاً تفخر به وتتباهى به أمام الظروف، الى اللاتي دفعن بمشاعرهن بعيداً عن قاع الوجع كي لا تترسب الى أولادهن
وخلقن حياة كريمة شريفة استعدن بها لهفتهن في براحات العز والشرف والكرامة، لكل ام يفتقدها ابنها الآن وهي تتوسد الثرى، دعوات الرحمة والمغفرة تغشاك روحاً طاهرة، التحيات الطيبات عليك وعلى روحك التي شطبت همومنا يوماً إعلمي أن مشاعر الحب تجاهك أكبر من أن تموت.
والى أم كل شهيد وأمهات شهداء ثورة ديسمبر اللائي فقدن فلذات أكبادهن في ليل بهيم او صبح موشح بالسواد ، إليكن عندما نما في وعيكن الفقد رغم حسرات الموت وغدر الظالمين ودمعات الفراق فشهقت أصواتكن لتوديع أحلامكن هتافاً شهيداً شهيداً فداء الوطن ، الى المرأة الثورة (الكنداكة) التي تخطى صوتها حاجز الحدود ورسمت طريقاً آخر للمجد عندما جعلت صوت المرأة ثورة.
ولكل أم ظللت أسرتها بشجرة الغربة وبكت على وسادتها ليلاً دون ان يقاسمها أحداً همومها، الى أم كل يتيم باغته السؤال كيف له ان يحتمي من ظلمة اليتم والفقد والسواد ، وكيف له ان يظل مصلوباً على قارعة الإنتظار ، فكانت له النور والسرور وحضن الإحتماء.
اليك انتي والى أنثاك انت عبرك ، كل عام وأنت الأمل والعشم كل عام وطول الأعوام انت الحياة …فقط لأنك إمرأة .
طيف أخير:
تفاءلي الهم ليس إلاَّ جسراً تقف على ناصيته كل قصائدك التي تقاوم الإنطفاء

 

الجريدة

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.