آخر الأخبار
The news is by your side.

أطلع برة الذي عاد إلى الحياة من بين الركام   … بقلم: قور مشوب

أطلع برة الذي عاد إلى الحياة من بين الركام   … بقلم: قور مشوب

بعد ثلاثة أعوام، كانت أبرز عناوينها: الفوضى، التخبط، خيبة الأمل، العشوائية، والفشل في المنافسة أو التتويج بأي لقب، عاد أطلع برة الذي نعرفه، إلى الحياة من بين الركام. في هذه الفترة، حدثت الكثير من التغييرات التي لعبت دوراً في هبوط الفريق من القمة إلى القاع، وعودته إليها، مجدداً.

الرحلة التي إنتهت قبل أن تبدأ

هذا ما يبدو عليه الأمر، حالياً، فرحلة العودة، ربما، تنتهي أسرع مما كان يتوقع لها، إفريقياً، على الأقل. الدور التمهيدي من مسابقة دوري أبطال إفريقيا، لهذا الموسم، يعتبر أقصى ما يستطيع أطلع برة الوصول إليه، غاية مشاركته في البطولة من الأساس، ليس بسبب قسوة القرعة ووضعها له في مواجهة الأهلي المصري، إقامة مباراتي الذهاب والإياب، هناك، في مصر، فحسب، بل لأسباب أخرى، تُضاف إلى هذه الأسباب.

حسناً، تاريخ مشاركات أطلع برة في مسابقات دوري أبطال إفريقيا، كأس الإتحاد الإفريقي، وبطولة شرق ووسط إفريقيا، يُشير إلى فشله في تخطي عقبة الدور الأول، وخروجه، مبكراً، في كل هذه المسابقات في مشاركاته السابقة، إذ خرج من الأبطال أمام تشيلسي، البوليس في الكونفدرالية، ومازيمبي، رايون، وكي ام سي من سيكافا.

كل هذا، في وقتٍ لا يعيش فيه الفريق، بالفعل، أفضل أوقاته، إذ يُعاني من تخبط موريس مايكل، المدير الفني لأطلع برة، فنياً، غياب الإستقرار، ومعاناته للوصول إلى التوليفة الأفضل، حيث دفع بثلاث تشكيلات مختلفة في سيكافا، وكان العامل المشترك، في هذه المباريات، هو ثبات الثلاثي الهجومي.

لذا، فلنعترف بالحقيقة، نواجه أنفسنا بالواقع والمعطيات الراهنة، فأطلع برة، حالياً، أضعف، أقل إستقراراً، وثباتاً، مقارنةً بما كان عليه الوضع قبل ثلاثة أعوام، كما أن هوية الخصم، اسمه، ومكانته، لا تدعو للتفاؤل، أبداً. فلماذا لا يكون توقع خروجه من دوري أبطال إفريقيا، مبكراً، شيئاَ طبيعياً؟!

«هبوط إضطراري»

بالنسبة لكثيرون، كان مفاجئاً ما وصلت إليه الأمور في أطلع برة بعد وفاة وليم باتيستا، سكرتير النادي التاريخي، في المواسم الثلاث الماضية، خصوصاً في الموسمين الماضيين، فالوضع لم يعد كما كان، إذ تراجع الفريق على كافة الأصعدة: إدارياً، إقتصادياً، وإدارياً، حيث لم يعد فريقاً قوياً وصلباً، من أندية القمة، يُخيف أحد، يُنافس على التتويج بالألقاب، يُمثل لاعبيه المنتخب الوطني، ووصل التراجع والإنهيار، إلى حد، انه لم يعد يضم في صفوفه أية أسماء كبرى.

أكثر من هذا، فإن الإدارة لم تفشل في تدعيم الفريق فحسب، بل لم تنجح من الأساس في الحفاظ على جيله الذهبي، وقامت بثورة تغيير شاملة، إذ تخلصت من القوام الرئيسي لأطلع برة ليرحل زكريا أسكوفاس، فابيان إلياس، إلياس جيمس، مكير ألبينو، دينق مقيق، توماس باتيستا، فائز تعبان، خميس ليون، وسبت أجاك، وليتبقى كوجبور داك، متوكل عبد الكريم، ومانديلا مايكل.

«أنا أطلع برة»

كان طبيعياً، أن ينتهي الأمر بأطلع برة، بهذا التراجع الكبير، الإنهيار، الفشل في المنافسة أو التتويج بأي لقبٍ، طوال المواسم الثلاث الماضية، لأن هذا، ما كانت تؤدي إليه كل الطرق، بعد وفاة وليم.

الفريق كان قد تم بناؤه ليعكس شخصية الراحل، يُمثل إنعكاساً له، لدرجة انه لم يكن ممكناً الحديث عن أطلع برة أو وليم، دون أخذ الآخر في الإعتبار، فأطلع برة كان هو وليم والعكس. ذلك حدث، لأن وليم لم يكن مجرد سكرتير فحسب، بل كان الرجل الذي يمسك بكل الملفات، والعقل المدبر، لكل شيء، في أطلع برة والمسؤول الأول والأخير عن كل شيء يتعلقه، من قريب أو بعيد.

هذا، يُضاف إليه حقيقة انه لم يكن هناك، مشروعاً أو خطط، تم بناء الفريق وفقاً لها، فالراحل كان، بكل بساطة، هو الخطة، الفريق، وكل شيء آخر، ما تسبب في معاناته لاحقاً بمجرد وفاته، لأنه لم تكن هناك خطط واضحة تجعل الفريق يعمل كمنظومة ولا تعتمد على أشخاص حتى لا ينهار في حالة غياب هؤلاء الأشخاص. لكل هذا، حدث ما حدث ووصل أطلع برة إلى الحضيض.

تحت البناء

هذا الموسم، تجاوز الفريق إخفاقات المواسم الثلاث الماضية، عاد إلى مساره الصحيح، خرج من الظلام إلى النور، عاد ليُنافس على التتويج بالألقاب، ويفوز بها بعدما توج بلقبي الدوري المحلي والعام، ويعود للمشاركة قارياً، للمرة الأولى، منذ وفاة باتيستا.

لكن، هذه العودة لم تكن ممكنة بدون العمل الكبير الذي قامت به إدارة النادي، وقوفها على إيجابيات وسلبيات الفريق على مدى السنوات الثلاث الماضية، إدراكها لأماكن الخلل ونقاط الضعف، العمل على تفادي الخطأ الذي وقعت فيه أبان فترة وليم باتيستا، ثم وضع خطط قصيرة وطويلة الأجل، العمل على إعادة الفريق إلى سابق عهده، إعادة البناء  وفقاً لخطط وأفكار وليس شخصيات، عدم الإستعجال في تحقيق النتائج، ووضع هدف يتطلع النادي لتحقيقه.

ليحدث هذا، تم البناء على من تبقى من الجيل الذهبي، جعلهم حجر الأساس للمشروع الجديد، إضافة الكثير من الأسماء الشابة والموهوبة إليهم، والتركيز على الشباب دون التعاقد مع لاعبين كبار أو نجوم، إلا، في ظروف إستثنائية، من أجل بناء فريق يكون قادراً على العطاء لسنوات قادمة، ولتقليل الإنفاق المادي على تدعيم الفريق، في الفترة المقبلة.

ليس بعد

صحيح، أطلع برة لم يخوض مباراتيه ضد الأهلي بعد، لم يخرج من دوري الأبطال، ولديه الفرصة لتحقيق مفاجأة. لكن، هذا يبدو رهان خاسر لا ينبغي دخوله من الأساس، فالفوارق كبيرة بين الفريقين على كافة الأصعدة، كما ان أطلع برة لا يزال في مرحلة البناء، حتى الآن.

فقط، ما هو واضح، حالياً، انه لا يمكن الجزم، بشكلٍ قاطع، بخروج أطلع برة، والحكم على مشروعه، بالنجاح أو الفشل، مبكراً. مع ذلك، نتطلع لرؤية ما تحمله الأيام للفريق، في الفترة المقبلة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.