آخر الأخبار
The news is by your side.

أطباء يستحقون الزكاة – يا للعار … بقلم: جعفر عباس

أطباء يستحقون الزكاة- يا للعار … بقلم: جعفر عباس

بدأت مأساة نواب الاختصاصيين عندما رأت حكومة البشير فرض جبايات باهظة عليهم، فمن يريد التخصص بمسمى “نائب” عليه دفع 20 مليون سنويا- تخيل:

طبيب يصرف على المستشفى والحكومة لكذا سنة، ومطالب طوال فترة التدريب ان يعمل لخمسة أيام أسبوعيا تتخللها نوبة (نبطشية) 24 ساعة متصلة وكل ذلك ببلاش، أما من يريد التخصص في الجراحة العامة ففترة تدريبه قد تكون خمس سنوات يدفع خلالها 100 مليون للوزارة كي يصبح اختصاصيا، وقد تكون ساعات عمله في اليوم الواحد خلال التدريب 12 ساعة أو أكثر إذا تطلب الأمر الدخول الى غرفة العمليات واستقبال المرضى في العيادة.

وهناك الطبيبة التي وقعت ميتة من الإرهاق داخل المستشفى وعشرات حالات الإغماء بين الأطباء بسبب الإعياء وسوء التغذية، وقمة المأساة هي ان هذا الطبيب الذي يعمل بشروط أسوأ من شروط “الطُلْبة”- بضم الطاء- يكمل المناوبة في المستشفى الحكومي ثم يعمل لعدة ساعات في مستشفى خاص كي يضمن العلاج المجاني وبعض الدخل الإضافي، وعندنا أطباء “مريشين” ليس لأنهم يتلقون رواتب عالية ولكن لانهم يقودون سيارات أجرة في أوقات فراغهم، وإذا استمر الواحد منهم على هذا المنوال اما سيقع ميتا او يلعن أبو الطب وسنين الطب.

وعلى الطبيب وهو يدفع “غرامة” اختياره مهنة الطب، ان يدبر أمور مواصلاته ووجباته، ونتذكر أنه يوما ما كان حلم كل فتاة ان تحصل على عريس دكتور، واليوم يبقى الدكتور عبئا على عائلته لأكثر من عشر سنوات بعد “التخرج” يتقاضى مصاريفه من ماما وبابا والأخت او الأخ حتى يتسنى له تحقيق “الاكتفاء المالي الذاتي”.

وظل النواب يخاطبون وزارة الصحة على مدى سنة كاملة كي تنظر في شروط خدمتهم المهينة، ولما فاض بهم الكيل أعلنوا (عددهم 7500 طبيب) اضرابا جزئيا في 24 نوفمبر الماضي ل10 أيام، ثم صار الاضراب شاملا يوم الجمعة الماضي، ثم تم الإعلان مساء أمس الاثنين عن التوصل لاتفاق ينهي الاضراب وينصف “النواب”.

ولا يستطيع احد اتهام الأطباء ب”عدم الإنسانية” وعدم تقدير ظروف البلاد الحالية فما من شريحة مهنية وقفت في الصف الأول في المعركة ضد الديكتاتورية المبادة دفاعا عن حق المواطن في الوقاية والعلاج والحرية كما الأطباء، وعليه فالتهنئة الحارة مستحقة لجماهير الأطباء لوقفتهم الصلبة ليس لتحقيق كسب مادي ولكن لرد الاعتبار للمهنة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.