آخر الأخبار
The news is by your side.

أصداء الساحة .. خواء الفكرة وسخرية بيان التفكيك

أصداء الساحة … بقلم: معاوية عبد الرازق .. خواء الفكرة وسخرية بيان التفكيك

فيديوهات انتشرت مساء أمس بالسوشيال ميديا كالهشيم لإفطار نُسب لشباب الإسلاميين بساحة الحرية، وأظهرت المقاطع ترديدهم لبعض الأناشيد والقصائد التي اشتهروا بها، وتباينت الآراء بين مهلل بكمية الحضور وساخط على تجمعهم وفئة أخرى متهكمة، حتى هنا الأمر طبيعي وديمقراطي، ولكنه لم ينتهِ بعد حيث تفأجا الجميع بأخبار عن مداهمة الساحة وإلقاء القبض على المشاركين بالإفطار بينهم ضباط برتب رفيعة.

تملكتني الدهشة لإكمل ما حواه الخبر وأجد بياناً منسوباً للجنة التفكيك قالت فيه إن الفيديوهات أظهرت أن الإفطار لم يكن ذو طابع إجتماعي وإنما واجهة لنشاط سياسي لعناصر حزب المؤتمر المحلول، ولكن لم توضح لنا ما هي المعايير التي صنفت بها المتواجدين؟

هل لترديد بعض الأناشيد والأهازيج التي اشتهرت بها الحركة الإسلامية على شاكلة أنا المسلم وخلافه، أم فات عليها أن الاسلاميون يختلفون في إنتماءتهم السياسية فتجد الشعبي والوطني ومن لا حزب له بحانب آخرين بالفطرة تشربوا من تربية بمنازل لا تعرف سوى الإسلام منهجاً لا العلمانية، خلاف التي تعشعش في رأس مناع ووجدي وبعض من يتبعون لهم داخل اللجنة، فأي الإسلاميين حضروا؟

تعامل لجنة التفكيك الموقرة بهذه العقلية يوضح الفلس الفكري والحس الأمني والكياسة حتى تصنف إفطاراً في ساحة وسط جموع غفيرة أكثر من عضويتهم داخل احزابهم التي تؤويهم وتوفر لهم وظائف وسلطة نشاط سياسي تناقش فيه قضايا تنظيمية او ترتيب لاي عمل معادٍ، ويتحفنا البيان بشروعهم في اتخاذ الإجراءات القانونية لما وصمته بالعمل المخالف والقبض على ضابط برتبة رائد واثنين ضباط بجهاز الأمن بجانب على مصور الفيديو الذي اتضح لهم بانه موظفاً بالقاعة.

وتمضي اللجنة في بيانها السمج وتتوعد بالملاحقة، وتضيف بأن المضبوطات أفضت لتحديد هويات العديد من المشاركين ومعلومات عن الجهة المنظمة والداعمة للمنشط، ولمّعت ما كتبته بعبارات على شاكلة الإستمرار في العمل بكل حزم عدم التهاون والتقاعس، وفات عليهم أن هناك من إنضم لإفطار (شباب الاسلاميين) من اسر وأفراد بعد ترديد الأناشيد فهل جميعهم (كيزان).

المضحك المبكي على وجدي وصلاح واخوتهم لم يفصلوا كلمة المضبوطات التي وردت بالبيان ولم يفندوا ما هي المضبوطات في إفطار رمضاني وأواني تحمل أصناف الطيبات، فهل البلح مضبوطات أم أن الإستخدام تم في غير موضعه؟ وأدعوهم ليسألوا رجال القانون عن كلمة مضبوطات وبماذا تفيد في المحاكمات فهل سيوضع البلح وعصير الحلو مر أمام القاضي وقتها ام تضعها الشرطة المضبوطات في ثلاجة حتى لا تفسد وتضيع معالم الجريمة؟

أظن والظن هنا ليس إثم أن هناك تشويش يسيطر على عقلية اللجنة الحركية وتصنيفها تجاه القضايا القومية والأمنية، ومن الواضح أن هناك حساسية عالية تجاه ما اشتهر به الإسلاميين من أناشيد وأهازيج ظلوا يرددوها في جميع محافلهم فهل تفتِنا بكيفية ربط شباب الإفطار وترديدهم لأنا المسلم والمنهج الكيزاني؟

وهل تدخل في دائرة الشبهات وهل ستكون من البينات في المحاكمة؟، حتى يتجنب البعض تردديها واقولها لشحصي (سليم القلب لا أحمل للناس سوى الحب) لنرى هل ستلقي القبض علي كل من قالها؟، ولوهلة تخيلت منظر المحاكمة وسؤالي عن هويتي وإنتمائي وتمضي الأحداث.. أنت متهم بحضورك نشاط مشبوه عبارة عن إفطار في ميدان، وبعد شد وجذب يتم سؤالي هل تحفظ نشيد أنا المسلم؟ نعم بعض الأبيات، وعلى قدر الحفظ يأتي الحكم، وهنيئاً لمن قال (لا أحفظ ولا بيتاً).

تطرق البيان لتوفير معلومات متعلقة بالجهات المنظمة والداعمة للمنشط مثيرة للسخرية سيما وأنه صنف الدعوة لافطار عبر السوشيال ميديا (تنظيم) وكأنه تنظيما لإنقلاب، اولم تسمع اللجنة عن المعنى الحقيقي لـ(تنظيم) أم أن قدرات بعض من فيها متواضعة لدرجة تصنيف الدعوة (الفيسبوكية) تنظيم وترتيب وتجيهيز مبهر لدرجة التحري الأولي؟

الأسبوع القادم أدعو شباب السودان لافطار اجتماعي في الساحة ويصاحبة برنامج ترفهيي تتخلله أناشيد وأهازيج وبعض الشعر حتى ننسى خلف الساسة لوعوداتهم ايام الإعتصام في القيادة، وعلى اللجنة الموقرة تجهيز بيناها من الآن ويمكننا المساعدة في صياغته ليخرج بصورة أجمل لا تدعو للسخرية والتندر.

صدى اخير
كل يوم تثبت لنا اللجنة انحرافها عن مسارها وتخبطها في القرارات وانجرافها لسفاسف الإمور، فضلاً عن كذب بعض أعضائها طبقاً لرواية النائب العام بشأن أمر قبض وزيرة المالية السابقة، فهل تمتلك اللجنة الجرأة لتدوين بلاغ في منسوبها صلاح مناع بداعي الكذب وتقديم معلومات خاطئة ومضللة؟ ام ستمرر ما تود تمريره وتتفرغ لملاحقة الصائمين والشباب في مواقع إفطاراته؟.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.