آخر الأخبار
The news is by your side.

أصداء الساحة … بقلم: معاوية عبد الرازق .. مداهنة الجماعة وتبديل المواقف

أصداء الساحة … بقلم: معاوية عبد الرازق .. مداهنة الجماعة وتبديل المواقف

أبدى الرئيس العام لجماعة انصار السنة المحمدية بالسودان د.اسماعيل عثمان محمد الماحي ترحيبه بالحكومة الجديدة ووعد في خطبته بمسجد بالمركز العام بالوقوف معها ورهن ذلك بالإلتفات إلى مهامها، ويمض جليل الحكومات المتعاقبة بتقديم صوت لوم لبعض التصريحات التي لم يجانبها التوفيق حسب رأيه، كما حذر راعي الجماعة بلهجة حادة وكأنه اخرج سيف بعدم المساس بالدين الإسلامي وقال انهم سيقفون أمام كل من يريد النيل منه، ورمى دعاية سمجة عن الجماعة بدعوتهم للإعتدال والمنهج الوسط والتعاون مع الجميع.
ما يزال الماحي يخرج علينا بالتأييد ونسى ان عهد الاستخفاف بالعقول واستحمار الأفكار قد ولى مع سقوط نظام الإنقاذ الذي شاركه الدكتور و(كسر التلج) للحزب الحاكم والرئيس المخلوع في اكثر من مناسبة آنذاك، وليته يعلم ان التاريخ يسطر كل كلمة قالها واتعجب لخروجه بهذا التصريح عقب تأييد ترشيح حزب المؤتمر الوطني لرئيسه المخلوع قبل فترة وجيزة وتحديداٍ في مايو من العام الماضي حيث قال ان ترشيح الوطني للبشير خطوة ايجابية ومؤشر لإصلاح حال البلد والإستفادة من الطاقات والكفاءات، ولم يكتفِ بذلك بل دعا الأحزاب والقوى السياسية إلى التوحد والإتفاق، وان لم يتذكر قائد القطيع عليه مراجعة الصحف والإنترنت.
حدثنا فارس الجماعة التي لا علاقة لها بالمجموعة الكادحة عن غيرتهم ووعيدهم بمن يمس الدين وتناسوا ان ذات الدين الذي يتصدون لكل من يقف امامه حرم الربا الذي تم تمريره في برلمان العهد البائد وهم صامتون بجانب الاحتفالات التي اقيمت امام اعينهم دون ان يتفوهوا بكلمة وهذا بسيط من تجاوزات كثيرة حدثت وهم شركاء في الحكومة التي ارتكبت تلك الخروقات الدينية والدنيوية.
اكثر من ستة اشهر والشعب يقتل ويسحل ويضرب ويُعتقل امام نظر منظراتية من يسمون انفسهم بجامعة انصار السنة المحمدية التي لم يمن الله عليهم بكلمة حق قرأوُها من كتاب المولى عز وجل او سنة نبيه الكريم هذا ان لم يكونوا جزءً مما حدث للثوار اذ انهم مشاركون في السلطة الباطشة قبل سقوطها ولهم فيها مناصب بينها وزير الصحة الاتحادي ومناصب اخرى شغلتها الجماعة المتسلقة للسلطة عبر مهمة دينية ودعوية سقطت فيها الاقنعة خاصة بعد تقبلهم لحقيبة السياحة والآثار التي كان يرونها اصناماً لايجوز صنعها ناهيك عن حمايتها وتطوير وتشييد مواقع لحفظها مما يوضح ان مايرفعوه مجرد شعارات فقط.
للأسف لم تسجل (تمومة جرتق) الإنقاذ موقفا ايجابيا يشفع لها قبل واثناء وبعد الثورة بل جاءت مواقفها سلبية ومداهنة مره ومهادنة مره اخرى وارتفع صوتها بـ(حرمة الخروج على الحاكم) دون ذكر تحريم المولى في كتابه الكريم لـ(قتل النفس إلا بالحق) فهل تتخيرون من الدين ما يتماشى مع تماهيكم السياسي ام ان الإسلام اباح القتل الذي شاهدتموه في ابشع صوره وانتم مخرصون؟ ابتداء ً من شهيد عطبرة حتى اخر روح ارتقت لبارئها قبل ايام.
من الواضح ان جماعة الغفلة ورئيسها العام ادمنت ( الإنبطاح) وتبديل المواقف السياسية مع الحكومات المتعاقبة وها هي تمارس هوايتها بالتقرب زلفى للحكومة الإنتقالية وتعلن الوقوف معها علها ترمي لها فتاتاً من المناصب التي تبرع في التملق لتسنمها، وقد فات على حواريو الجماعة ان تلك الحكومة احضرها الشارع الذي خرج على الحاكم، مما يضعهم في كماشة حرمة بالجانيين (دينيا وسياسيا) حسب تصريحاتهم وتفسيرهم، فعندما كانوا جزءً من الحكم في السابق قالوا لا يجوز وعندما سقط النظام هرولوا بقرابين الى الحكومة غير الشرعية والتي جاءت بمنكر الخروج.
صدى اخير
في رده على سؤال في اسبوع العقيدة بمدينة بورتسودان في العام ٢٠١٦م قال د. الماحي قائد سفينة الأمواج المتلاطمة بأن الجماعة ليست حزباً سياسياً ، ولكننا نتعاطى السياسة وفقا للضوابط الشرعية، فيا عزيزي اذا لم يعلمك الشرع ان قتل النفس من اكبر الكبائر تعلّم ان السياسية التي تتعاطونها وليس معها اذا جاز التعبير هي ان الوقوف مع الشعب وقت ارادته اكبر مكسب سياسي يخلق ارضية بعيدة عن الإستعطاف والإستغفال الديني.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.