آخر الأخبار
The news is by your side.

أسبوع على وفاة المخرج حاتم علي ولا زال جمهوره يُرثيه

أسبوع على وفاة المخرج حاتم علي ولا زال جمهوره يُرثيه

 

بقلم: د. ولاء أمين

مرَّ أسبوع على وفاة المخرج حاتم علي ولا زال جمهوره يُرثيه؛ جماهيرية حاتم اكتسبها من كون أعماله وُجدت لتداوي جراح أمتنا بشكل ما…أمتنا أمة مكتئبة؛ لديها شعور بالذنب ويعيش أفرادها حالة اغتراب عميق…حاتم كان يُدرك ذلك فيفتح جراح أمتنا ويداويها في الوقت ذاته من خلال حوارات درامية تجعل المشاهد في كل مرة يندمج مع العمل الدرامي وينسى تماماً أنه أمام صور تمثيلية، يحس أنه في معترك الحياة.

فمثلاً في مسلسل التغريبة الفلسطينية نجد حواراً بين صلاح طالب طب مثقف ورشدي قروي بسيط؛ حوار ثقافي رائع يتطرق لجوانب عدة…أحدها مأساة شعب يحلم بحياة طبيعية ويخنقه الواقع والآخر أزمة إدعاء المعرفة والظهور بمظهر المثقف؛ الحوار كالتالي:

-رشدي: النضج ولادة ثانية، والولادة تحمل معها أوجاعها، مع فرق: هون الإنسان نفسه بيمارس ولادة نفسه، لازم يموت فيه اشي حتى ينولد فيه اشي جديد… أوجاع و صراعات وبحث عن شخصية موزعة بين الماضي والحاضر وصورة المستقبل…طبعاً بتتعقد المشاكل لما بيكون الإنسان ذكي…معرفته اكبر من حاجته ،و أكبر حتى من ظروفه، هون ممكن…ممكن لفترة يبطل يميز بين الواقع والوهم، وحتى بين الحلم اللي بينطلق من الواقع وبين الوهم يللي بكون بديل عن الواقع، هون الأفكار بتتعالى عن الواقع، وبتحاول تشكله ضمن قوالبها المسبقة، بس الواقع بيقاوم… بيقاوم… وفي الأخير بيفرض شروطه.

-صلاح: يعني نستسلم للواقع؟

-رشدي: لا أبداً! أبداً!..بس لازم نفهم شروطه، ونتفاعل معها، حتى نغير ونتغير.

-صلاح: وشو هو الواقع؟ وشو هو الوهم؟

-رشدي: الواقع إنك متأزم فعلا، وأنا متأزم، وغيرنا كثير متأزمين، بس اللي مش واقع ان أزمتنا هي أزمة أبطال سارتر يللي بتحكي عنهم كثير، هذا وهم! الواقع أن قضيتنا قضية وطن مسلوب، ومجتمع بيعاني من التخلف، اللي مش واقع هو أن قضيتنا قضية الإنسان المطحون في المدينة الصناعية القاسية، كل إشي بنحلم فيه، كل إشي بنطمح له، أهدافنا، لازم نتخطى الحدود، مش لازم ندير ظهرنا عنها، مش لازم ننساها، وحتى لو حاولنا، رح نلاقيها دايما قدامنا…هذا واقع.

-يكمل رشدي: الواقع إنك ناقم على نفسك وعلى مخيمك، الواقع انك بدك تطلع منه بسرعة، لوحدك أو مع عيلتك…لوين؟! هه- لأشياء تنسيك تماما المخيم وإنك في يوم عشت فيه، عشان هيك بتحب تتصور كل الناس أشرار ،خصوم، أعداء، تآمروا عليك شخصيا وأنت البطل المظلوم اللي عليك انك تواجه الدنيا كلها.

-صلاح: غريب! عمرك ما حكيت معي بهالطريقة…

-رشدي (يضحك): أنا بالفعل بسيط، يمكن لإني عشت أكثر منك في القرية، ووعيت ع البلاد .الريفي- إذا ما افسدتوش الكتب بيظل مخلص للحقيقة البسيطة المباشرة، مهما كانت عميقة …. التعقيد:مكياج، إدعاء، انتفاخ ثقافي كذاب…بيدل انو الشخص بيحمل هم صورتو كمثقف أكثر من هم الثقافة نفسها. هون الشكل بيسبق الوظيفة (يضحك) اذا بدي استخدم مصطلحاتك. انتهى.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.