آخر الأخبار
The news is by your side.

أسباب اقالة الجنرال (الوالي) .. بقلم: بشرى احمد علي

أسباب اقالة الجنرال (الوالي) .. بقلم: بشرى احمد علي

ادت الثورة السودانية الي الاطاحة بعدد من جنرالات الحركة الإسلامية، فقد هوت المقصلة برأس كل من ابنعوف وزين العابدين وعبد المعروف، ولم تتوقف سنون المقصلة عند هذا الحد بل هي اطاحت اليوم اطاحت برأس الجنرال عابدون من منصبه كوإلي للخرطوم، فهذا او جنرال تمت تنحيته عن منصبه عن طريق الحكومة المدنية وليس عن طريق العسكر كما جرت العادة، وتعيين الجنرالات لشغل منصب الولاة هي إحدى بدع المخلوع البشير والذي لجأ للمؤسسة العسكرية بعد أن خاب مدنيو الحركة الإسلامية في تثبيت اركان حكمه، ثم سار الفريق برهان على نفس النهج فاستعان بالمؤسسة العسكرية تحت ذريعة حالة الطوارئ ثم لقطع الطريق أمام تمدد المدنيين في الحكم..
وربما تكون اقالة الفريق عابدون هي بداية المفاصلة بين العسكر والمدنيين في السودان، فإن قبل المكون العسكري بهذه الخطوة فسوف يكون قد رسم خط النهاية بالنسبة لبقية الولاة، وأن رفض فربما يواجه استقالة حكومة الدكتور حمدوك وربما يصطدم مع الشارع الغاضب من التهاون مع اتباع النظام السابق والذين أصبحوا يستجدون العسكر الانقلاب على الحكم ، ومهما قلنا عن حكومة الدكتور حمدوك الا انها لا زالت تمثل الملاذ الآمن للعسكر واستطاعت ان تمتص غضب الشارع كما انها وفرت لهم واجهة دولية وجدت القبول من الخارج ..
منذ لحظة تعيينه كوالي للخرطوم استعان الجنرال عابدون بفريق عمل سلفه السابق عبد الرحيم محمد حسين، وحوّل الخرطوم لثكنة عسكرية وساهم في تعطيل الكثير من القرارات الخاصة بتطوير الخدمات وضمان انسياب السلع التموينية بين نواحي العاصمة ، فهو يعمل منفرداً ولا يؤمن بفكرة العمل الجماعي، ورفض التعاون فيما يخص بالإجراءات التي وضعتها وزارة الصحة لاحتواء مرض الكورونا، وعلي الرغم ان وزارة الصحة في السودان تمكنت من التحكم في انتشار هذا المرض الا انه بقى بعيداً عن هذا المجهود ولا يشارك حتى في التوعية الاعلامية او يبادر الي زيارة مراكز العزل او محاولة معرفة الاحتياجات الخاصة بالكادر الطبي او المرضى..
نهاية هذا المسلسل اتضحت عندما أصبح هذا الوالي يجتمع مع رموز النظام السابق في وضح النهار وتحول مكتبه لمقر حزبي يعزف بعيداً ونشازاً عن لحن الاوركسترا التي تعمل من أجل درء الكوارث ، وتسرب للشارع قبل يومين انه اجتمع بالطيب مصطفى لمدة طويلة ولا يعلم احد عن طبيعة الاجتماع او الغرض من ورائه ، وكلنا نعلم الموقف السلبي للطيب مصطفى من الثورة السودانية منذ لحظة اندلاعها، فهو كان يحرض عليها من زمن المخلوع البشير، فهو يدافع الان عن مصالحه وامتيازاته الخاصة والتي تضررت بسبب الثورة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.