آخر الأخبار
The news is by your side.

أراضي الفشقة… تقاطعات المصالح الإقليمية…!!!

أراضي الفشقة… تقاطعات المصالح الإقليمية…!!!

تقرير: عبد القادر جاز

تظل قضية الفشقة مؤرقة للحكومة السودانية مع عدم اعتراف الحكومة الإثيوبية بأيلولة أراضي الفشقة للسودان، والتوقع باستعانة النظام الإثيوبي ببعض فصائل المعارضة السودانية ككرت ضغط لاستخدامها في مثل هذه النزاعات بالمنطقة، كيف تنظر لموقف النظاميين الإثيوبي والإريتري، وما يترتب عليه من اصطفاف لكل طرف وتأثيره على دول الجوار؟ ومدى تأثير عصابات الشفتة كحركة” فانو” الخارجة عن القانون على مجريات الأحداث في المنطقة؟

علامات استفهام: أراضي الفشقة... تقاطعات المصالح
أوضح الأستاذ مصطفى حبشي صحفي من إقليم التقراي أن جميع الحكومات المتعاقبة على حكم أثيوبيا لم يصرح مسئولوها بتبعية أراضي الفشقة إلى إثيوبيا على الإطلاق، مستطردا بقوله إلا أننا نجد النظام الحالي من خلال تصريحات وزير الخارجية دينا مفتي المتكررة بأن السودان استقل انشغال إثيوبيا بحربها العبثية التي شنتها على إقليم التيغراي بالتوغل داخل أراضي الفشقة، مشيرا إلى أن هذه تعتبر علامات استفهام، ودلالات توحي بنوايا النظام الإثيوبي تجاه الجارة الشقيقة السودان.

شيطان القرن:
أكد بأن النظام الإثيوبي استعان بعبد العزيز الحلو في زعزعة أمن واستقرار السودان بحدوده المتاخمة لإثيوبيا بالنيل الأزرق، وكشف بأن النظام الإثيوبي وتحالفه مع شيطان القرن الإفريقي أسياس أفورقي يدل على أنهم يخططون لزعزعة أمن دول الجوار كمثال: إشراك مرتزقة من الصومال وإريتريا في حرب التيغراي، مبينا أن العصابات التي تستخدمها إثيوبيا في حربها ضد التيغراي ما بين عشية وضحاها أصبحت ملاحقة من قبل النظام الأثيوبي وتم اعتقال العديد من قياداتها وفر الآخرون، وأضاف بأن هذه العصابات تخوض حربا مع بقايا الجيش الأثيوبي وهي معروفة باسم عصابات “فانو” المتطرفة.

الأفعال:
أعتبر حبشي بأن عصابات “فانو” تستطيع أن تغير مجريات الأحداث، ولكن ليس بالحجم الكبير، بل طفيف كمثال: اختطاف بعض السودانيين والأطفال بإقليم الأمهرا مقابل طلب فدية لإطلاق سراحهم، مؤكدا أن مثل هذه الأفعال الغير حميدة ستؤثر في استقرار وأمن وسلامة المواطن السوداني والأثيوبي في إقليم الأمهرا.

الشفتة المغلفة:
قال اللواء مهندس ركن د. أمين إسماعيل مجذوب خبير إدارة الأزمات والتفاوض إن عدم الاعتراف أثيوبيا بأحقية الفشقة لدولة السودان تدحضه الاتفاقيات التي أبرمت عام 1972م لترسيم الحدود، وعام 1903م لوضع العلامات واتفاقية عامي 1970 _ 1972م للسماح لبعض المزارعين لمزاولة نشاطهم الزراعي والعودة بعد موسم الحصاد مؤكدا بأن أرض الفشقة من الناحية القانونية حسمت لصالح السودان، كاشفا أن الجانب الأثيوبي يعلم تماما بأحقية السودان بمنطقة الفشقة، موضحا أن ما تم في نوفمبر الحالي لإعادة انتشار القوات السودانية، وتأمين وحماية الأراضي الزراعية مستبعدا أن يكون ذلك احتلالا باعتبار أن هذه المنطقة لم تكن فيها قوات أثيوبية بقدر ما هي مجموعة من المزارعين وعصابات الشفتة، واصفا أثيوبيا من الناحية السياسية بأنها تحاول أن تدير الشأن الداخلي بافتعال أزمة خارجية للحصول لتأييد من قومية الأمهرا، للاستفادة من أراضي الفشقة اقتصاديا، بجانب استخدام عصابات الشفتة المغلفة كساتر للقوات الأثيوبية التي تمتلك أسلحة خفيفة وثقيلة، نفى استخدام أثيوبيا لأي مجموعات سودانية معارضة ككرت ضغط على الجانب السوداني، موضحا بأن المعارضة المتواجدة في شرق السودان هي ليست معارضة عسكرية، ولا ضد نظام دستوري قائم، واعتبر ذلك صراع ما بين القبائل في حدود الهيمنة السياسية داخل الإطار القبلي، مؤكدا أن لا معارضة هنالك بالحجم الذي يمكن أن تستغله أثيوبيا ضد السودان كملف الفشقة.

التفكيك:
أراضي الفشقة... تقاطعات المصالحأكد أمين أن الصراع الأثيوبي الأريتري حول الأراضي في بداية تسعينيات القرن الماضي، ونوه إلى أن السودان في تلك الحرب كان محايدا إلى أن تم توقيع اتفاقية ما بين أثيوبيا وأريتريا، ولفت إلى أن لهذه الحرب تأثيرات داخلية أكثر من إقليمية، مؤكدا بأن تلك الحرب يمكن لها تفكيك الاتحاد الإثيوبي القائم على القوميات الإثينية ربما تنعكس آثارها على الصومال وجيبوتي، والسلام في منطقة القرن الأفريقي، وأقر بأن السودان قد يتأثر بتدفقات اللاجئين، وبمحاولة المتنازعين فتح طريق الإمداد من داخل الأراضي السودانية، وأعترف بأنه من الواضح أن السودان كان محايدا في الحرب ما بين إثيوبيا وأريتريا، وليس لديه مصلحة. مضيفا أن المنطقة تشهد بعض التصدعات على حسب تواجد بعض القوميات الأثيوبية في الصومال وجيبوتي وجنوب السودان، مشيرا في هذا الخصوص، وأي صراع سيكون محكوم بالمصالح الإقليمية والدولية، والسودان جزء من المنظومة، وأضاف بالقول إن السودان له دور كبير سيلعبه في إيقاف الصراع وتمدده على نطاق الحدود الواسعة ما بين دول الجوار.

ورقة:
أقر أمين بأن عصابات الشفتة وحركة “فانو” ليست خارجة عن سيطرة القوات الأثيوبية الحكومية كما تدعي ذلك، واعتبر عصابات الشفتة ورقة ضغط تستخدمها أثيوبيا ضد السودان، مرجحا أن هذه العصابات لا تؤثر على أحقية السودان بأراضي الفشقة وتأثيرها على الواقع الأثيوبي الشعبي بين القوميات الإثنية.

المتغيرات:
أوضح الأستاذ أنور عثمان كاتب وصحفي إثيوبي أن بعض الخبراء يتوقعون استعانة النظام الإثيوبي بعض المعارضة السودانية بالرغم من أن المنطقة تختلف من حيث المتغيرات السياسية التي تؤكد على عدم استعانة المعارضة في مثل هذه الملفات، مبينا أنه في ظل المتغيرات التي طرأت بالمنطقة، والملف الإثيوبي السوداني المحتلمين بشكل كبير، مضيفا في هذه الفترة يصعب استخدام المعارضة كسلاح في بعض التحركات التي ترتبط بملف الحدود وسد النهضة وملفات أخرى.

حالة من الغموض:أراضي الفشقة... تقاطعات المصالح
أكد أنور أنه في ظل حالة الغموض التي تكتنف علاقات النظاميين الإثيوبي والإريتري خاصة الدعوات المتكررة للنظام الإريتري بمغادرة الأراضي الإثيوبية في ظل مشاركته في حرب التيغراي، واتضح جليا بأن النظاميين يواجهان ضغوطات وتحديات إقليمية ما أحدث حالة من الفراغ السياسي، استبعد أن تكون هنالك تحركات مشتركة ضد السودان، وأتوقع بهذا الخصوص أن تكون هناك متغيرات على حسب التحركات الإقليمية والدولية محدودة بوضع خارطة سياسية جديدة لمنطقة القرن الأفريقي كمثال: التغيير الذي طرأ في الصومال بمشاركة بعض الدول وغياب البعض منها، أتوقع أن تكون هنالك العديد من المتغيرات في العلاقات الإثيوبية السودانية، إذا استطاعت الدول التي تلعب دورا محوريا في ملف سد النهضة والحدود التوفيق ما بين الطرفين، في حين أتخوف من أن يكون هناك تأثير على الجانبين خاصة بملفي الفشقة وسد النهضة.

قطع الطريق:
أقر بأن العصابات المسلحة تواجه صعوبات حال حاولت الدخول في مواجهات مع الحكومة أو في حرب في مناطق متفرقة خاصة بعد إعلان الحكومة بإنفاذ القانون بإقليم الأمهرا لقطع الطريق أمام حركة “فانو” المسلحة، تغير الموقف تماما لعدائهم للحكومة، مطالبا الحكومة بضرورة الإسراع بإزاحة هذه العصابات المسلحة من الشريط الحدودي حتى تتمكن من التوصل إلى حلول مرضية مع الجانب السوداني، مرجحا أن عدم تحقق ذلك سيجعلنا نشهد نوعا من الضغوطات المختلفة من أجل جلوس الطرفين لحوار التقارب لتجاوز قضية الفشقة، وأشار إلى أن الحركات المسلحة ستواجه تحديات كبيرة خاصة من الحكومة الإثيوبية التي تواجه ضغوطا خارجية لحلحلة بعض الخلافات في بعض الملفات التي تعتبر الحركات المسلحة جزءا منها.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.