آخر الأخبار
The news is by your side.

أخر النزيف..فارس النور … بقلم: عمر الحلاوي

أخر النزيف..فارس النور … بقلم: عمر الحلاوي

والأيام الماضية من عمر الفترة الانتقالية تمضي مثقلة كيوم كئيب ارتفاع جنوني في الأسعار والدولار، ثبات في الرواتب.. لا عدالة تحققت أو تمضي بطيئة فتأخر الحق احد درجات الظلم، حتى أضحى نهار الثوار كليل بَهيمٌ ، يرون تساقط الرفقاء وتكالب الساسة علي المناصب وتقاسم الشلة للغنيمة ومعارضة الكيزان الانتهازية فما كانوا من قبل يتحدثون عن حميدتي حينما كان جزءَ من الإنقاذ الملعونة ، واضحي جرحا لا يلتئم، وامتدادا للعسكر واستنزافهم الدائم للدولة والشعب السوداني ، فلن يكون فارس النور أخر النزيف، وما كان يكون إلا حيث أن يكون
وحميدتي يريد أن يشغلنا بأنفسنا ليغطي سوءته، فلو تمعن احمد خير المحامي صاحب مؤتمر الخرجين فما حاجة نظام عبود لمثله ليصبح وزير خارجيتها دون غيره ولكنه غضب احمد خير علي الأحزاب التي اضاعت الديمقراطية الأولى، فارتمى وزيراً للدكتاتورية، كما سقطت كل دعاوي المحجوب الاستقلالية لينتمي لأحد الأحزاب الطائفية ليظل جدالنا 70 عاما، أدخول المثقفين الشراكة مع الطائفية أكان انتهازية أم واقعية، فعبود كان وجه العسكر في ذلك الزمان الذي لم يولد فيهو البرهان ولم يتقلد فيه حميدتي المناصب إلا بما يمتلكه من قوة السلاح واحتكار الموارد والذهب، فلو لم يكن حامي البشير فمن أين كان له ذلك…
فالإنقاذ من قبل كانت تغطي فشلها وفسادها وانهيارها وسقوطها الأخلاقي باستقطاب الأصوات العالية في المعارضة، نشطاء ذلك الزمان، ليفقد بعدها الشعب السوداني الثقة في الشباب الثائر كما فقدها سابقا في زعمائهم
واليوم أرى وجوه النشطاء وقد كستها الحيرة كأنهم لا يعرفون بعضهم البعض يتقاذفون النكات للسخرية علي أصعب المواقف حينما يمضي الرفيق إلى الضفة الأخرى من النهر فحينها تعجز الكلمات عن الوصف ، يصبح الصمت سيدا للموقف، ولأني لا اكتب بحبر القلم ، بل اكتب بدماء الفواجع ، فقد كتبت عن أصدقائي الذين سقطوا حتى لا يسقط منهم المزيد فتوشحت الصفحة بالسواد حينما استوزر حسن إسماعيل…..
واللجنة الأمنية للبشير عذرا، المكون العسكري يخرج لسانه طويلا لكل ناشط سياسي أو ثائر في بلادي ليقول بصمت ” لكل معارض ثمنه”، فقد كان غازي سليمان من قبل ، ملأ الدنيا ضجيجا للمعارضة ثم ضجيجا للحكومة ثم أفل مع الآفلين، ومن بعد جاء حسن إسماعيل
وحديثي اليوم لا للشامتين ، بل للقابضين على الجمر ، ابحثوا عن العلل التي تدفع بأحمد خير ابو الديمقراطية ، ليصبح وزيرا ، لأول دكتاتورية ، فقد استهلكنا عبارات الانتهازية وأخواتها مع احمد سليمان وسبدرات والمرضي ، وحسن إسماعيل
حتى أضحينا نستهلك ” القول ” دون الفعل ، ويستهلكنا المكون العسكري نزيفا متواصل لا يشفى …
كنت أظن أن الثوار ولجان الأحياء هي خط الثورة الأول ابتعادهم عن السلطة دليل علي النقاء ونكران الذات، فأن أخطأت الأحزاب، وحادوا الوزراء عن الحق سيكون الثوار عند الموعد ..
فماذا سيقولون إذا فشل حمدوك وتغول حميدتي علي السلطة وزور الانتخابات ، ماذا سيقول الثوار للشعب السوداني لقد كنا شركاء معهم ولم نتمكن من منعهم …
وماذا سيكسب حميدتي عند توظيف ثائر ، وماذا يكسب ذلك الناشط حينما يصبح مع حميدتي …
فلن يكون فارس النور النزيف الأخير.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.