آخر الأخبار
The news is by your side.

آرسنال الذي يبحث مالكه عن الأموال بدلاً من الألقاب  … بقلم: قور مشوب

آرسنال الذي يبحث مالكه عن الأموال بدلاً من الألقاب  … بقلم: قور مشوب

بالكاد بدأ آرسنال إستعداداته للموسم الجديد، حتى بدأت الصدمات، المشاكل، الإنتقادات، الجدل، الشكوك، والتحديات، تُطارده، حتى قبل نهايتها. يوماً بعد آخر، تطفو على السطح مشكلة جديدة تُلقي بآثارها السالبة على الفريق بأكمله، وإستعداداته.

ماذا يدخنون في الإمارات؟

بالنسبة إلى نادٍ فشل في المنافسة على التتويج بألقاب البريمير ليغ، كأس الرابطة، كأس الإتحاد، خسر لقب اليوروربا ليغ في الموسم الماضي، حجز مقعد يضمن له المشاركة في الشامبيونز ليغ هذا الموسم، يعيش فترةً إنتقالية، ويتوقع منه الكثير هذا الموسم، فأنه كان ينتظر منه القيام بالكثير من العمل والتغييرات هذا الصيف ليكون قادراً على الإرتقاء إلى مستوى التوقعات والتطلعات. لكن، كل هذا لم يحدث، إطلاقاً.

هنا، من الممكن، إقتباس تغريدة الملياردير جون هنري، مالك نادي ليفربول، لتوصيف الوضع، حالياً، في آرسنال، الجميع ينتقد ويتعرض للإنتقادات في آرسنال: المالك، الجهاز الفني، اللاعبين، الجماهير. هذا، في وقتٍ يتم فيه التشكيك حول قدرة الفريق على تفادي إخفاقات الموسم الماضي، تغيير الصورة السالبة عنه، تقديم موسم قوي، المنافسة على التتويج ببعض الألقاب، والعودة إلى دوري الأبطال، في الموسم المقبل.

نحن نهتم

كان لافتاً، الخطوة التي أقدمت عليها مجموعات كبيرة من جماهير آرسنال المؤثرة، من خلال مطالبتها للملياردير ستان كرونكي، مالك النادي، بإظهار بعض الطموح. هذه الجماهير، طالبت كرونكي، من خلال بيانٍ مشترك، بإعادة تنشيط الفريق، العمل على تدعيمه بالصفقات، تحت هاشتاق (نحن نهتم، فهل تهتم أنت)؟

الحقيقة ان مطالب الجماهير تبدو مشروعة تماماً، فهي تُطالب بتدعيم الفريق ليعود إلى موقعه الطبيعي كواحد من كبار أندي إنجلترا، لسد الفجوة التي بين أندية توتنهام هوتسبير وتشيلسي من جهة، ومانشيستر سيتي وليفربول من جهة أخرى، ليعود آرسنال للمنافسة على التتويج بالبطولات.

تلك الخطوة، يُبررها حقيقة ان آرسنال قد تراجع على كافة الأصعدة منذ تولي كرونكي لملكيته في عام 2007،  إذ فاز الفريق بثلاث كؤوس وفشل في اللعب في الشامبيونز ليغ منذ 2017، ما تسبب، تلقائياً، في عزوف الجماهير عن حضور مباريات آرسنال، في الفترة الأخيرة.

كل هذا، رد عليه جوش كرونكي، ابن مالك النادي، بالقول بأن آرسنال يحتاج إلى بعض الإستقرار بعد مرور 12 شهراً من بداية فترته الإنتقالية، والتي ترتب عليها رحيل آرسين فينغر وإيفان غازيديس، ومحذراً الجماهير من التفاؤل بموسم يستطيع فيه الفريق المنافسة على التتويج بالبطولات، بقوة.

الجميع يتطلع لرؤية آرسنال يدعم صفوفه جيداً من خلال التعاقد مع لاعبين جدد، ليعود بقوة، في الموسم المقبل. كل هذا، ربما يكون كافياً لإعادة آرسنال للمنافسة على التتويج بالبطولات، العودة للمشاركة في الشامبيونز ليغ. لكن، لا يبدو بأن مالك النادي يهتم لذلك، إطلاقاً.

الذي لا يتغير

حتى الآن، لم تحدث الكثير من التغييرات التي كانت متوقعة من الفريق بالقياس على معطيات الموسم الماضي والراهن، فالواقع لا يزال كما هو، فآرسنال يُعاني لتدعيم صفوفه بشكلٍ جيد، ترفض الإدارة تلبية مطالب المدير الفني من سوق الإنتقالات، يرفض ملاكه التخلي عن بخلهم ومده بالأموال اللازمة، تطالب الجماهير بالإنفاق وتدعيم الفريق ليكون قادراً على المنافسة على التتويج بالبطولات في الموسم الجديد، تنخفض فيه التوقعات موسماً بعد آخر، وتزداد المنافسة على التتويج بالبطولات في إنجلترا صعوبةً.

حالياً، الوضع يبدو كالتالي: كوسيلني لا يزال متمرداً، إيمري متفائل وواثق من قدرة آرسنال على التعاقد مع لاعبين جدد، لم تحل مشكلة أوزيل بعد، لم يتم ملء الفراغ الذي خلفه رحيل رامزي وأوسبينا وتشيك بالتعاقد مع لاعبين آخرين، إكتفى الفريق بالتعاقد مع مارتينيلي وسالبيا فقط، تتظاهر الجماهير ضد المالك وتُطالبه بإظهار بعض الطموح، وخصصت فيه الإدارة مبلغ 40 مليون جنيه إسترليني للتعاقدات.

كل هذا يحدث، في وقتٍ إرتبط فيه آرسنال بالتعاقد مع العديد من اللاعبين على غرار ويلفريد زاها، ألفيش، تيرني، داني سيبايوس، إيفرتون، وغيرهم. لكن، لا يبدو بأن الكثير من التغييرات ستحدث في آرسنال في الفترة المقبلة، فالوضع مرشح ليظل بذات الشكل، حتى إنطلاقة الموسم الجديد.

أسئلة ليست للإجابة

مع بدء آرسنال لتحضيراته للموسم الجديد، فوزه على كولورادو رابيدز 3/صفر، مواجهته لبايرن ميونيخ، اليوم، فإن هناك الكثير من الأسئلة على الطاولة وتنتظر من أوناي إيمري، المدير الفني للفريق، والإدارة، الإجابة عنها، في الفترة المقبلة.

ما الذي يدفع إيمري للتفاؤل؟ كيف سيتم التعامل مع وضعية كوسيلني؟ ما هو قرار إيمري بخصوص أوزيل؟ من سيكون القائد الجديد في آرسنال؟ وكيف سيتم حل معضلة إفتقار الفريق للقادة، خصوصاً مع إعتزال تشيك ورحيل رامزي وتمرد كوسيلني؟ هل ستواصل الجماهير التمرد والإحتجاج وترفض حضور مباريات الفريق؟ وكيف ستتعامل الإدارة مع هذا الواقع؟ هل سيستجيب كرونكي لمطالبات الجماهير؟

بالطبع، هنك أسئلة أخرى: كيف سيتعامل آرسنال مع مشاركته في اليوروبا ليغ مجدداً؟ هل سيسعى للمنافسة على التتويج بلقب البريمير ليغ؟ هل ستكون الأمور مختلفة هذا الموسم مقارنةً بما كان عليه الوضع في الموسم الماضي؟

لا يشبههم

ثمة فرضية، هنا، أصبحت واقعاً حقيقياً ملموس في الموسم الماضي، مفادها أن آرسنال لم يعد يشبه أندية القمة، انه لم يعد منافساً حقيقياً لأندية تشيلسي وتوتنهام هوتسبير ومانشيستر يونايتد ناهيك عن مانشيستر سيتي وليفربول، حالياً.

الحقيقة ان عدد المتفائلين من جماهير آرسنال بأن هذا الموسم سيكون جيداً، عدد قليل جداً. فالفريق عانى في الموسم الماضي لتقديم أداء قوي، تذبذب في المستوى، تباين في النتائج، وفشل في إنهاء البريمير ليغ في مركز يضمن له المشاركة في الشامبيونز ليغ هذا الموسم، فماذا تغير؟

فقط، لتُدرك الفارق بين آرسنال ومانشيستر سيتي، فإن الواقع يُشير إلى فارق الـ28 نقطة بينهما في الموسم الماضي، في وقتٍ دعم فيه البطل صفوفه جيداً هذا الموسم بينما لا يزال يُعاني آرسنال لضم لاعبين في المستوى ويدخل الموسم الجديد بقائمة أضعف من قائمة الموسم الماضي بعد رحيل رامزي وإعتزال تشيك.

ما ينطبق على مانشيستر سيتي يُنطبق على بقية الأندية أيضاً، إذ دعمت أندية توتنهام هوتسبير ومانشيستر يونايتد وليفربول صفوفها بشكلٍ جيد، في وقتٍ لم يخسر فيه تشيلسي سوى خدمات إيدين هازارد وعوضه بالتعاقد مع كريستيان بوليسيتش.

إذا ظل الوضع على هذا الشكل، فإنه لن يكون غريباً، بعد نهاية الموسم، رؤية آرسنال يُنهي البريمير ليغ يتواجد في وسط الجدول وأسفل ولفرهامبتون واندررز وإيفرتون وليس تشيلسي وتوتنهام ويونايتد وسيتي وليفربول، فليس هناك ما يدعو للتفاؤل، ويُبشر بموسم أفضل وأقوى.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.