ﺍﻟﻤَﺪﻳِﻨَﺔُ … بقلم: عبدالعزيز بركة ساكن
ﺍﻟﻤَﺪﻳِﻨَﺔُ … بقلم: عبدالعزيز بركة ساكن
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﺤﻴﻂ ﺧﺎﺻﺮﺗﻲ ﺑﺴﺎﻋﺪﻳﻬﺎ، ﺗﻘﻠﺒﻨﻲ . ﻭﻳﺴﻴﻞ ﻟﻌﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻤﻲ . ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺯﻳﺖ ﻣﺤﺮﻭﻕ . ﻋﻮﺍﺩﻡ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺭﺍﺕ . ﻣﺰﻣﻮﺭ ﻣﺸﻮﻱ ﺑﺰﻳﺖ ﻣﺴﺮﻃﻦ . ﻣﻄﺮ ﺣﻤﻀﻲ ﺍﺯﺭﻕ . ﺑﻄﺎﺭﻳﺎﺕ ﻳﻘﻄﺮ ﻣﻨﻬﻦ ﺣﻤﺾ ﺍﻟﻜﺒﺮﺗﻴﻚ . ﺍﺳﻤﺎﻙ ﻣﻴﺘﺔ ﺗﻄﻔﺢ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻭﺑﻘﺎﻳﺎ ﺟﺮﺫ ﺍﻋﻤﻲ ﺗﺤﻤﻠﻖ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ : ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﻄﻮﻕ ﺧﺎﺻﺮﺗﻲ . ﺗﺤﻘﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﺑﺎﻹﺳﻔﻠﺖ ﻭﺷﺤﻢ ﺑﻼﺳﺘﻴﻜﻲ ﺍﻟﺴﺤﻨﺔ ﺫﻭ ﻭَﺷَﻢِ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺨﺬ ﺗﻤﻴﺰﻩ ﻋﻦ ﺟﻨﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ .
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﺮﺳﻞ ﻓﻲ ﺍﺛﺮﻱ ﺟﻴﺸﻴﻦ ﻭﺟﻴﺶ ﺍﻟﺮﺏ . ﻭﻃﺎﺋﺮﺓ ﺗﺠﺴﺲ ﺗﺘﻔﺤﺺ ﺩﻣﻲ ﻭﺗﺤﻘﻦ ﻓﻲ ﺭﺋﺘﻲ ﻣﺼﻞ ﻳﻤﺴﺦ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ . ﻭﺃﻧﺎ ﻳﺎ ﺍﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺩﺍﻋﺮﺓ . ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻃﻌﻢ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻗﺒﻞ ﻭﻟﻮﺝ ﺍﻟﻠﻴﻞ . ﻭﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﺷﻖ ﻭﺍﻟﺴﻜﺮﺍﻥ . ﻭﺍﻟﺰﻳﺖ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﻳﻄﻬﻮﻧﻲ . ﻭﻋﻠﻲ ﻧﺎﺭ ﺗﻨﻜﺮ ﺍﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻭﻗﻮﺩ ﺍﻻﻣﺲ ﻭﻛﻨﺖ ﺭﻣﺎﺩﺍً ﻓﻲ ﻏﺪﻫﺎ . ﻭﻛﻨﺖ ﻧﺒﻴﺎ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻣﺤﻘﻮﻥ ﺑﺎﻷﺣﻘﺎﺩ ﺍﻟﺘﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺬِﻛﺮ .
ﻳﺎ ﺍﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻥُ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖْ . ﻓﻲ ﺯِﺑِﺮِ ﺍﻟﺠﺮﺡ الخنثى . ﻓﻲ ﻃﻘﻄﻘﺔ ﺍﺻﺎﺑﻊ ﻃﻔﻞ ﻓﻲ ﺑﻄﻦ ﺍﻷﻡ . ﻓﻲ ﻟﻮﺯﺓ ﻗﻄﻦ . ﻓﻲ ﺳﻨﺒﻠﺔ ﺍﻻﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺢ . ﻓﻲ ﻧﻬﺮ ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﺒﻨﻜﻮﺕ . ﻳﺴﻴﻞ ﺍﻟﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﻫﺔ ﻭﺍﻟﺸﺒﻖ ﺍﻟﻤﺮﻫﻖ . ﻛﻨﺎﺭ ﺑﺮﻭﻣﺜﻴﻮﺱ، ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻥ ﺗﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺮ . ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻭﻗﻠﻨﺎ ﻟﻠﻪ ﻛﻼﻣﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺪﺱ . ﻗﻠﻨﺎ ﻳﺎ ﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻣﻦ ﻻ ﻧﺪﺭﻳﻚ ﻭﺗﺪﺭﻯ ﺍﻧﺎ ﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻧﺪﺭﻳﻚ ﺑﻐﻴﺮ ﺩﻡ ﻭﺑﻌﺾ ﺟﺮﺍﺡ ﻭﻋﻮﻳﻞ ﻭﺗﻠﻮﺙ . ﻭﺇﻧﺎ ﻓﻲ ﺯﺑﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺃﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟﺸﺤﻢ ﺍﻟﻤﺘﺴﺮﻃﻦ ﺑﺎﻟﻤﺎﺯﻭﺕ ﺃﺳﻄﺮ ﺧﻴﺒﺘﻨﺎ ﻭﺗﻔﺎﻧﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺻﺒﺮ ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺧَﺒِﺮ ﻓﺤﻴﺢ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻭﻧﻮﺍﺓ ﺍﻟﺬﺭﺓ ﻛﺒﻘﺎﻳﺎ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺠﺮﺫ ﺍﻻﻋﻤﻰ ﺗﺤﺪﻕ ﻓِﻲَّ . ﻭﺗﺮﺻﺪﻧﻲ ﻭﺗﻘﻮﻟﻨﻲ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻨﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﺼﻞ .
ﺃﻟﺪﻏﻨﻲ ﻳﺎ ﺛﻌﺒﺎﻥ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﺍﻟﺮﺍﺟﻊ . ﺃﻟﺪﻏﻨﻲ ﻳﺎ ﻃﺎﻏﻮﺕ ﺍﻟﻌﺼﺮ . ﺃﻟﺪﻏﻨﻲ ﻳﺎ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺤﺲ ﺍﻻﺭﻗﻄـ ﺃﻟﺪﻏﻨﻲ ﻳﺎ ﻭﺟﻌﻲ ﻳﺎ ﻣﺴﺦ ﺍﻟﻤﻤﺴﻮﺥ ﻭﺍﻟﺪﻏﻨﻲ ﻳﺎ ﺷَﺒَﺢ ﺍﻟﻮﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺑﺮﻛﺔ ﺩﻡ . ﺍﻧﻲ ﺗﺒﺖ ﻭﻛﻔﺮﺕُ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻮﺛﺔ . ﻭﻣﺪﺩﺕ ﻳﺪﺍ ﻟﻠﺼﻠﺢ ﻭﻳﺪﺍ ﻓﻲ ﻛﻒ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻳﺪﺍ ﺍﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻴﻦ : ﺃﻟﺪﻏﻨﻲ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﺠﺮﺫ ﺍﻻﻋﻤﻰ . ﻓﺎﻧﻲ ﺗﺒﺖ ﻭﻛَﻔّﺮﺕُ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺎﺯﻭﺕ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺕ ﻭﺍﻟﺮﺑﻮﺕ ﻭﺍﻻﺳﻔﻠﺘﻮﺕ ﻭﺍﻻﻋﻠﻮﺕ ﻭﺍﻻﺩﻧﻮﺕ ﻭﻋﻨﻲ : ” ﺃَﻟَﻢْ ﻳَﻌْﻠَﻢْ ﺑِﺄَﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺮَﻯ .”
ﻭﺍﻧﻲ ﺍﺫ ﺍﺑﺼﺮ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﺠﺮﺫ ﺍﻻﻋﻤﻰ . ﻓﻲ ﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺰﻳﺖ ﻭﺟﻬﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻐﻴﺮ ﺑﻼﺩ : ﻳﺎ ﺍﻧﻲ ﺍﻧﻘﺬﻧﻲ ﻣﻨﻲ ﻭﺍﻃﺮﺡ ﻟﻠﺼﺒﻴﺔ ﺍﺳﺌﻠﺘﻲ ﻟﻸﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻴﺎﻧﻌﺔ ﺍﻟﺨﻀﺮﺓ، ﻟﻸﻧﻬﺎﺭ ﻭﺷﺪﻭ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺰﻛﻮﻡ . ﺍﻃﺮﺡ ﻟﻠﻮﺟﻊ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﻡ ﺑﻼ ﻟُﻐﺰ ﺍﻭ ﻓﺎﻛﻬﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺟﺮﺍﺛﻴﻢ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﺍﻃﺮﺣﻨﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺩﺭﻭﺏ ﺍﻟﻌﺎﺭ ﺷﻬﻴﺪﺍ ﻟﻠﻤﻌﻨﻲ ﺍﻟﻤﻨﺤﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺨﺮ : ﺇﻧﻲ ﺍﺷﻬﺪ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻨﻬﺎﺭ ﺍﻵﻥ ﻭﺃﻧﻲ ﻣﺴﺠﻮﻥٌ ﻓﻲ ﺃﻧﻲ ﺭﻫﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ.