يوم ويوم .. ورحل الحبيب والاديب والمفكر محمد المكى ابراهيم
كتب : عبدالسلام عوض
لا ادري هل تكفى الحروف والحروف صاغها الحبيب فتطوعت واخرج دررا راقية …هذه الروح الشفافة والنفس المطمئنة فاضت عن الجسد المرهف ومضت الى الارواح المطمئنة.. الحبيب.محمد المكى ساقتنى اليه الاقدار للإقتراب من عالمه الشفيف حينما اخرج من الخارجية وهو غاب قوسين من المعاش قال لى يومها لماذا فعلوا ذلك معى…تسامرت معه فى الادب وتوقفنا كثيرا عند ابواب صديقه المجذوب. تحدثنا عن المدائن ورحلة التسفار والدبلوماسية وعندالمجذوب قلت ملاحظة ونحن نراجع قصيدة المكى قطار الغرب …قلت كأنك كعادة الشعراء من الازل تجاري صديقك المجذوب فى قصيدته…قطار كريمة فاومأ برأسه مبتسما…رحمه الله ورحم المجذوب فهم مثلا لجيل مبدع مضى اكثرهم ولا يعرف جيل الحداثة والازمات قدرهم الذي نفخر به والمكى سودانى حكاى فى ايناسه العادي تخرج الكلمات منه فى سردية شاعرية مبدعة فيه روح صوفية شفافه وبصوفيته كتب رائعته عن الحبيب المصطفى …مدينتك الهدى …اليسار يحتفى به ولكنه ليس منهم فقد ودعهم دون ان يقول ذلك وقد. كتب فى شبابه اكتوبرياته الرائعة ومن شفافيته خرجت روائع وروائع ومن سردياته عاصرت معه مولد روياته آخر العنابسه والتى اكملها بعد خروجه من بلاده ونشرها فى الخارج وكان قد نشر بعض فصولها فى مجلة الخرطوم الثقافية…كتب معنا فى صحيفة السودان اللندنية الاسبوعية أجمل عمود صحفى سردى كنت امضى له كل ثلاثا لاخذه منه واناقشه فى كلماته وااجالسه فى ايناس متنوع فى الادب والسياسة وفى هموم السودان فنختلف ونتفق يقطعنا صوت اذان العصر أو المغرب حيث يجاور بيته المسجد فيقول…حان وقت الصلاة ونمضى الى المسجد ثم تعود وبعد عودته للخرطوم فى أول زيارة احتفل مركز عبدالركريم ميرغنى بذكرى اكتوبر وكان ضيف شرفهم المكى …وبعد ختام الاحتفاء شقت خطاي نحوه وكانوا يتحلقون حوله وكنت قريبا احاول ان ابل شوقى لمصافحته فلمحنى فشق جموع المتحلقين وقالدنى وهو يصيح …صديقى العزيز …فاخذت القوم الدهشة…افتقدته زمانا حتى زيارته الاخيرة للسودان فرتب له اخى وحبيبى عبدالقادر الكتيابى ليلة فى منتدى ابناء امدرمان ودعانى وبعد الفعالية اسرعت إليه فلقينى ببشاشته …كان الوجه مرهق باسقام الداء فقلت هل من لقاء فقال لنتلاقى اولا عبر اثير الجوال والتقينا. فى احاديث طوال فاستأذنته فى حديث توثيقى فاعتذر قائلا… هذا ليس زماننا…. وكنت قد اجريت معه و بمعيتى زميلى وصديقى عبدالفتاح سليمان أجمل حوار عفوى نشر فى الاعداد الأولى لصحيفة الوطن القطرية قال فيه الكثير عن رحلته …رحم الله المكى والحديث لا ولن ينتهى عنه …غاب عنا من قبل وعند عودته كان الأسى يحمله فى عيونه وهو يشهد ما يحدث فى سودانه الحبيب ولا ادري كيف كان شعوره وهو يستشفى بعيدا من اسقامه… بعد فتنة ال دقلو…رحم الله المكى ورحم كل مبدعينا وتقبل الله شهدائنا…واعاد البسمة والعاقبة لارضنا التى ارادوا ان يسلبوها حقها فى التنفس والوجود فحاق بهم مكر السؤ..
عبدالسلام عوض