وفاة المقدم عبدالرحمن حسن عبدالله (النقراش)
وفاة المقدم عبدالرحمن حسن عبدالله (النقراش)
بقلم: محمد هارون عمر
أمس الأول وبمستوصف سنار انتقل إلى جوار ربه المقدم. م. النقراش وهو. دفعة المرحوم. إبراهيم. شمس الدين واللواء يونس محمود هومتزوج بشقيقتي الصغرى الراحلة. حليمة ورغم وفاتها بغد ثلاث سنوات من الزواج إلا أنه ظل وفيَا لها. وللأسرة. حتى وفاته قبل ثلاثة أيام.. كان يتمتع كجندي بكاريزما قوية. قال عنه الدكتور لواء هارون محمد هارون. ( اشتغل عمليات كثيرة في الجنوب وهو ناجح)أتهم مبكرَا. بالاشتراك مع إبراهيم شمس الدين في تدبير محاولة إنقلابية فتم القبض عليه وحبس ثم أحيل للاستيداع وأخيرًا اعيد للخدمة.
وكعقوبة دفع لمحرقة الحرب في الجنوب. يبدو أنه استفاد من تجربته القاسية اندفع بمهنية عالية متخليًا عن السياسية. في الجنوب ظهرت شجاعته وملكاته وقدراته القيادية حيث عمل معظم وقته في مناطق العمليات ولم. يعتذر أو يتهرب ظل يعمل من أجل الوحدة الوطنية لهذا اشتهر كمقاتل عنيد صنديد، فمنح نوط الجدارة من الطبقة. الأولى وهو. بمثابة وسام شجاعة. غدا من اشهر ضابط الجيش السوداني بسألة وإنضباطًا.
وهذا ماكان يقوله عنه زملائه فهو لايتحدث عن نفسه أبدًا. قدم استقالته. ليعمل بالتجارة. رفضت الاستقالة لأدائه الجيد كما قال لي أحد زملائه وبعد عناء قبلت استقالته، فيمم شطر جمهورية إفريقيا الوسطى، ليعمل بزراعة. وتجارة. البن وتصديره.. عندئذ نجح نجاحَا كبيرًا وحقق ثروة ضخمة كمنتج وكمصدر للبن. للبنان .فرغم ثرائه فقد كان متَواضعًا ومتعاطفًا و معطاءً البؤساء في السراء والضراء. أول مافكر فيه هو بناء مجمّع إسلامي بأفريقيا الوسطى فيه. مسجد ومعهد وملحقاته استلمت منظمة الدعوة بأفريقيا الوسطى المبنى كوقف كمنارة سامقة وسط. ديجاجير النصرانية ثم شيد مسجدَا بقريته . ومسجدًا لزوجته الراحلة. حليمة.
ورغم صلتي القوية به لم يذكر لي تلك الأعمال الخيرية عرفتها من خلال آخرين . لقد ظل ضابطًا شجاعًا وتاجرَا كريمًا امينًا. أطبقت شهرته على الآفاق في إفريقيا الوسطى وفي الجيش وفي وسطه في ولاية سنار حيث كان. و دودًا بشوشَا وديعًا يمد جسور الصداقة. مع كل الناس بغير تمييز في وسط الحرفيين بحكم. صيانة سياراته لديه أصدقاء وسط المزارعين من التجار. و الموظفين في أي قطاع نجد لديه شهرة وصداقة. يعرف كيف يخلق الصداقات ويحافظ عليها.ابتلاه الله. في سنواته الأخير فمرض بالفشل الكلوي والجلطة وضعف البصر. ذهب مستطبَا لمصر والأردن وروسيا والسعودية فشفاه الله .
ثم اقعده المرض تارة أخرى وكان محتسبَا صامدَا صابرًا. لم. تلن. قناته. لايئن ولا يجزع كايوب في الصبر وفضل في آخر اربع سنوات من عمره أن يعيش في مسقط رأسه وسط أهله رغم وجود منزليه بالخرطوم بحري وسنجه. عاش وتمنى أن يموت بين أهله. وهذا ماحدث ذهبت لاعزي عائلته الكبيرة. فهو ابن شيخ حفيد شيخ وأخوه الشيخ كل تلك. الصفات والَجينات؛أكسبته القيادة. جعلت منه شخصية متميزة. متفردة. قوية ناجحة. كريمة شجاعة . تناولنا الإفطار في داره. في. عدد قد يناهز بضع. مئات صلينا ودعونا له بالمغفرة.. لقد كان. لقاء. حزينًا. كئيبًا . تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته كم عزّ على فراقه. ذرفنا العبرات ولكن ماذا يجدي الحزن فتلك سنة الله وناموسه السرمدي (. كل نفس ذائقة المو ت) إنا لله وإنا إليه راجعون.