آخر الأخبار
The news is by your side.

وعن المرحوم عمي العوض محمد عبدالرحمن الكيال أكتب…

وعن المرحوم عمي العوض محمد عبدالرحمن الكيال أكتب…

عطبرة : عبدالرحمن الكيال

وعن المرحوم عمي العوض محمد عبدالرحمن الكيال أكتب … وكيف لا أكتب عنه وقد غرس فى نفسي حب الكتابة والتعبير ولا أخفي سرا إن قلت : أن عمي رحمه الله هو من حبب إلى الكتابة والاعلام فإخترت كلية الإعلام مستقبلا وتخصصت فى الصحافة وأميل إلى الكتابة والتحرير ، وعن ذلك الغرس أقول : كنت أنتظر عودة عمي (رحمه الله) من السكة حديد بعطبرة ولأني حديث سن لم أفكر فى ان أتحين وأختار الوقت المناسب وكل همي أن ألتقي عمي (رحمه الله) فيساعدني فى كتابة (الإنشاء) نعم – التعبير الإنشائي المدرسي – فإن عمي (رحمه الله) كان بليغا ومثقفا ومضطلعا ويجيد التعبير وبالرغم من أن وقت عودته كان (العصر) و(السخانة) ومواعيد (الغداء) إلا أنه لم يتذمر بل ويبتسم و(يفرش) منديلا على فخذه خوفا من أن تبتل الورقة بعرقه فقد كان ظريفا نظيفا وجيها ويمسك بالورقة بيسراه التي تتزين بالساعة (Siko 5) التي تضيء بالليل ويبدأ بالكتابة وكأن (القلم) و(الورقة) بين يديه تأتياه طوعا و كرها ، وكانت (السبابة) و(الإبهام) (يعتصران) القلم فيجود بأجمل الكلمات وأحسن التعابير وكأني أسمع صوت خطه على الورقة التي (تئن) أحيانا أو (تتمتم) تارة أخري أو ترقص طربا وقد تزينت بتلك التعابير الإنشائية ، وبعد ان يفرغ عمي من الكتابة يخطابني فيقول (ياعبدالرحمن يا إبني .. امشي إقرأ الكلام دا مرة ومرتين وتلاتة وأفهمو كوييييس حتين تنقله بخط إيدك فى كراسة الإنشاء) ، وكنت اعمل بوصيته وأحاول تقليد ما خطت يمناه ف(عمي) (رحمه الله) كان خطه عريضا واضحا (يقعد) الحروف فى مكانها وكنت أحصل على الدرجة الكاملة وتقدير ممتاز فى مادة الإنشاء المدرسية ، وسبحان الله مابين خط عمي فى التعبير والإنشاء وخط خالي (رحمه الله) (معتصم) فى كتابة القرءان تشابه كبير فقد كان ذاك قد نهلت على يديه كتابة القرءان على كراسة الخلوة فى خلوة المرحوم (السيد حاج النور) بمسجد أم الطيور العتيق وتلك قصة أخري ، وليتني ذلك الوقت تعلمت الإعلام والتوثيق حتي أوثق لنفسي تلك الخطابات واللقاءات واللحظات ، ولكن لايعلم الغيب إلا الله ، وهاهي قد أضحت ذكريات وإن شابها شيء من النسيان .
الحديث عن عمي ومعه (رحمه الله) شيق ولبق وممتع وذو شجون ولايمل ، بل يتشعب ويتفرع ويسوق بعضه بعضا وكذلك الجلوس معه والإستماع له وكأن على رؤوسنا الطير ف(عمي) (رحمه الله) كان سيد مجلسه وكان أبي كثيرا مايكون معه وعندما كنا صغارا كنا نجتمع فى بيت جدي الحسن الكيال(يرحمه الله) وكنت آتي بالطعام لأبي ولكنه يقول (أنا إتغديت مع عوض أخوي) .. وسبحان الله كان يقول عوض بدون تعريف وهو الغني عن التعريف فعلا فقد عرفته أم الطيور بنطونها ولجانها ومساجدها ومدارسها ومركزها الصحي والكهرباء والجمعية التعاونية والطاحونة وإصلاح ذات البين والإنتخابات والسكة حديد والنقابات وغيرها من المشاريع والمؤسسات والخدمات .، وكأن أبي بجلوسه مع (عوض أخيه) يزرع فينا حب الأخوة والأكل معهم والحديث والجلوس بينهم وآآآه من زمان كثرت فيه المشاغل والمشاكل والتجافي والتباعد بين الإخوة ، ولا أخفي سرا إن قلت إني ياعمي آسف جدا لأني لا أزاورك كثيرا او أجالسك كثيرا أو أحادثك كثيرا خاصة بعد وفاة أبي (رحمه الله) فقد لاحظت أنك تتأثر كثيرا حين نلقاك كأبناء أخيك وكم تثاقلت خطاي وأنا أريد الجلوس معك وإجترار ذكري أبي معك ولكني أنظر إليك من طرف خفي فأري عينيك قد سبقتني بالدموع وآآه ياعماه ويوم العيد السعيد ونحن ننتظر أبي رحمه الله أن يعيد علينا ويشرب معنا الشاي ولكنه وبإبتسامة عريضةومعهودة يقول (أنا شربت الشاي وأكلت زلابية مع عوض أخوي).

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.