هل سنعود لنرعي الأغنام في شعاب مدن الملح؟!
هل سنعود لنرعي الأغنام في شعاب مدن الملح؟!
بقلم الشفيع علي الشفيع
حتما ستعودوا يوما لترعوا أغنامنا ، وترضعوا صغارها وتصنعون لنا الجبن والبقل والقشدة ، جملة صادمة قالها أحد الطلاب السعوديين الذين كنت أدرس معهم في الصف الثالث الثانوي بإحدي مدارس قري محافظة المجمعة ، كانت تجمعنا المقاعد وتفرقنا الثقافات والألوان والسحنات ، انا الغريب الضائع الذي وجد نفسه كشمعة في خضم رياح عاتية هوجاء ، ظللت وفيا للهجتي السودانوية في مواجهة سيل من السخرية وان تغلفت بالمزاح ، واحيانا قد تجد من لايعجبه حتي لون بشرتك الأسمر ، قال جملته ذات غضبه لم اكن لاسمح له بأخذ دفتر الفيزياء خاصتي ، المادة التي كانت عصيبة عليه كان كسولا ولايهتم بالواجبات ، ياتي مبكرا ويطالبني بحلها نيابة عنه او ترك دفتري بحوذته لينقل مايشاء صرت لا احتمل كسله ، واحجمت عن مده باي معلومة فقال لي بلهجة بدوية (ايش بلاك انت يازول تتمنع علي وتتفلسف بكرة تعود وتدور إقامة تربية مواشي عندي ) وأضاف وهو يخرج الهواء الساخن من رئتيه الذين بدتا كقربتين اخذتا من جلد تيس هرم ، مهما ارتقيت في سلم التعليم لامجدا ستطاله ولاثريا ستقطفها ، ولن توفر لك حكومتك الموقرة فرصة عمل في دواوينها ، ستعود لترعي اغنامنا وتعلفها وتحلبها وتولدها اذ ما داهمها الطلق قال جملته ومضي يبحث عن منقذ من جنسية أخري حتما سيكون ممدوح المصري فكلانا نحن الأجانب في الفصل ، جملة مازلت اعلقها كقرط علي شحمة اذني المهم تخرجنا في الثانوية و افترقنا وتشتتنا و عدنا الي اوطاننا ، عدنا من ظلم الغربة الي ظلم الوطن الأعظم ، لم يكن رحيما بنا ولايهتم لأمرنا ولأحلامنا التي بنيناها ، كان طاحونة هوائية كبيرة تأكل ابناءها بقسوة ، وطنا يتوجب عليك أن تدفع دماء شرايينك مقابل الحياة فيه ، او تحمل حقيبتك وتهاجر اما لترعي الأغنام في شعاب مدن الملح ، او تصبح لأجئ في بلاد الصقيع ، اوحتي صعلوك بن كلب تلاحق المومسات في شوارع مانيلا وبانكوك وإستانبول .