آخر الأخبار
The news is by your side.

هذا الحبيب » الجزء 36 » السيرة النبوية العطرة .. تجديد بناء الكعبة

هذا الحبيب » الجزء 36 » السيرة النبوية العطرة .. تجديد بناء الكعبة المشرفة 

الجزء الثالث والاخير من التجديد 
 
جمعت قريش المال الحالل ، لتجديد بناء الكعبة وتقاسمت القبائل ، جدران الكعبة بينهم
ومضوا في بناء الكعبة ، وأخذوا ينقلون الحجارة وكان صلى الله عليه وسلم يعمل مع أعمامه ، في هذا العمل المشرف لأن قريش تعتبر بناء الكعبة ، شرف عظيم فأخذ صلى الله عليه وسلم يحمل الحجارة ، وينقلها مع أعمامه وكان صاحبه بهذا العمل عمه ( العباس رضي الله عنه ) وكان قريب منه بالعمر.

فكان العباس يمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ذهاباً وإياباً في نقل الحجارة
وكانت قريش لا تهتم إذا أنكشفت عورتهم ( كانوا لا يعرفون البنطلون) كان عندهم ما يسمى ( وزرة أو ثوب ) وهي قطعة قماش تلف على جسم الواحد منهم فعندما يكون الرجل منهم يعمل بالبناء ، يرفع ثوبه ويرميه على رقبته ، فتظهر عورته ) أمر طبيعي عندهم ، مثل بعض شباب اليوم
بنطلون ساحل  حتى كان البعض منهم ، وليس الكل ، البعض فقط   كانوا يعتقدوا ، أن الطواف بالكعبة لا يقبل إلا ، وهو عاري من الثياب والسبب ؟؟

يقولون :_ هذه الملابس قد عصيت الله فيها ، فال يقبل طاعتنا فيذهبون عند مكان إسمه ( الحطيم ) هو نفسه ِحجر إسماعيل ، كانوا يسموه الحطيم كانوا يذهبون ِعند ِحجر إسماعيل ، ويزدحموا هناك وهم يخلعون ثيابهم ، فيحطموا بعضهم البعض ( يعني يدعسوا على بعض من كثر الإزدحام فسمي بالحطيم ) ويطوفوا عراة كما ولدتهم أمهاتهم تماماً ، فلما كانوا ينقلوا الحجارة نظر العباس فرأى الحجارة تؤذي عنق النبي صلى الله عليه وسلم.

فقال :_ يا إبن أخي ضع إزارك على عاتقك ف ستحى صلى الله عليه وسلم أن يرد قول عمه ( لإن عمه يقول له ذلك ، من خوفه عليه) فرفع طرف ثوبه ووضعه على كتفه ، فبدت عورته صلى الله عليه وسلم فما راعهم ( أي فاجئهم) إلا والنبي يقع مغشياً عليه وقد طمحت عيناه (يعني فتحت العين أكثر من طبيعتها ) وقد طمحت عيناه إلى السماء وهو يصيح إزاري ، إزاري ، فردوا عليه إزاره فشدوه.

وهذا نص الحديث من الشيخان البخاري ومسلم أخرجاه في الصحيحن عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال ) لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم والعباس ينقلان الحجارة فقال العباس للنبي صلى الله عليه وسلم إجعل إزارك على رقبتك يقيك من الحجارة فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم أفاق فقال إزاري إزاري فشد عليه إزاره ).
 
 
وأخذت قريش يبنون الكعبة ، كل قبيلة لها الجدار المخصص لها حتى وصلوا لوضع الحجر الأسود بالزاوية المخصصة له وهنا وقع الخلاف الكبير ، بين القبائل الآن الحجر الأسود ، يقع في الزاوية تماماً ( بني عبد مناف ) وهم قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم وقبيلة ( بني مخزوم ) أختلفوا من الذي سيضع الحجر الأسود ؟؟

نحن نضع الحجر ، لا نحن نضع الحجر فردوا عليهم قبيلة ( بني الدار )   لا،لا أنتم ، ولا هم نحن من سيضع الحجر الاسود  ( لأن الذي يضع الحجر الأسود ، سيكون له شريف عظيم) ثم هاجت القبائل كلها ، وارتفعت اصواتهم بالصراخ والتحدي فوقع خلاف كبير ما بعده خالف .
 
ما هو الحجر الأسود ؟؟ هو حجر ليس مثل أي حجر بالدنيا هذا الحجر الذي جلس عليه أبونا آدم لما هبط من الجنة (يعني مثل ما نقول كأنه سفينة فضائية) هبط وهو جالس عليه من السموات إلى الأرضوقد كان كما قال صلى الله عليه وسلم في الصحيحين ( كان أبيض كالياقوته شفافاً يُرى ظاهره من باطنه يُقرأ الكتاب منه) يعني لو وضعت ورقة خلفه تستطيع أن تقرأ المكتوب فيها من أمامه   قالوا :_ كيف إسّود يا رسول الله ؟؟ قال :_ إسود من خطايا بني آدم ،أما علمتم أن من إستلم الركن حطت خطاياه عنه عند الحجر كما تحط أوراق الشجر عن أمها في فصل الخريف
وإن هذا الحجر يبعث يوم القيامة له عينان وله شفتان وله لسان زلق .. يشهد لمن إستلمه من أهل التوحيد .
 
سؤال آخر الحجر الاسود كان في الجنة وهبط عليه آدم فكيف وصل للكعبة ؟؟
لما هبط آدم كانت الكعبة موجودة وأمره الله أن يسعى إليها ويطوف بها تقّرب إلى الله ، فطاف بها وغفر له خطاياه ثم بقي الحجر الاسود في داخلها فلما أمر الله إبراهيم عليه السلام تجديد بناء الكعبة أمره الله أن يضع هذا الحجر في هذه الزاوية تماماً من أجل أن يكون منه بدء الطواف ومن عنده ينتهي الطواف.
 
تنازعت كل قبائل قريش على وضع الحجر الأسود في مكانه ووقع الشر بينهم، أما نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم إنسحب من بينهم ولزم بيته لأنه لا يحب الخلاف . وجلس صلى الله عليه وسلم أربع أو خمس أيام في بيته لأنه ال يريد أن يحضر هذا النزاع.
 
و تعطل بناء الكعبة ( لأنه مستحيل يتم بنائها حتى يضعوا الحجر الأسود مكانه) فلما طال الخلاف بينهم ، ولم تتنازل أي قبيلة لأخرى ، عن هذا الشرف العظيم فذهبت قبيلة   بني مخزوم  إجتمعوا مع بعضهم بالسر ، ثم ذبحوا جدي ولما نزل دمه غمسوا أيديهم بالدم وصاروا يلحسوا أصابعهم من الدم وقالوا :_ نحن لعقة الدم (يعني كلنا فرسان الذي يقرب من الحجر الأسود ، سنشرب من دمه).  

وقالوا :_ نعاهد ر ّب هذه البرية بأننا سنضع الحجر غداً في مكانه وإن إقترب منه أحد قطعنا عنقه
 أما  بني عبد مناف   ابناء هاشم قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم إجتمعوا مع بعضهم بالسر وأحضروا وعاء فيه مسك وخرجوا إلى الكعبة في منتصف الليل وطيبوا الحجر بالمسك وقالوا :_ نحن المطيبين الطيبون ، نعاهد الله أن لا يضع الحجر مكانه غيرنا وقال لهم كبيرهم أبو طالب :_ إذا ذهبتم غداً إلى العمل فأحملوا أكفانكم على رؤوسكم وشدوا أيديكم على سيوفكم وإذا إقترب أحد على الحجر قطعنا عنقه.
 
في اليوم الثاني كل قبيلة إتجهت للكعبة ولا أحد يعلم بنوايا الآخر فوقفت قبيلة مخزوم وقال كبيرهم :_ نحن فعلنا كذا وكذا والذي يقترب من الحجر قطعنا عنقه.
ووقف أبو طالب وقال :_ نحن فعلنا كذا وكذا من يقترب من الحجر قتلناه بالسيف ووقفوا كل القبائل ماسكين سيوفهم ، وبدأ النزاع واشتد الغضب فقام كبيرهم بالسن ( أكبر واحد بقريش .. وكانوا يحترموا الكبير بالسن كثيراً ) وقف بينهم ورفع يده ، وصرخ في وجوههم وقال :_ لما التفاني يا قريش؟؟!!! ( يعني يا قريش لماذا تذبحوا بعضكم البعض ) يريد أن يبعد عنهم الشر ويحقن الدماء
قالوا له :_ بما تشير علينا ؟

قال لهم :_ نجلس جميعاً وننظر إلى باب بني شيبة وأول رجل يدخل منه رضينا بحكم (باب بني شيبة هذا باب جهة المسعى ، الناس تدخل منه إلى البيت الحرام للطواف( فأول داخل منه نرضى بحكمه كيف ما كان) (مهما كان حكمه الكل يجب أن يرضى) فقالوا جميعهم بصوت واحد :_ رضينا

 هل لاحظتم عقول الجاهلية ؟؟ رجال شرسين ويلعقوا الدماء .. وعقولهم عقول عصافير !!! أنتم لا تعرفون من سيدخل لنفرض دخل رجل عقله صغير ؟؟؟   ولكن الله يريد أن يريهم   قدر هذا النبي العظيم قبل أن يبعثه للناس .
 
وكان صلى الله عليه وسلم مالزم بيته وحضرت ولادت السيدة خديجة في بطنها الرابع ، فحضر النساء لعند خديجة لأنها في حالة ولادة وكان صلى الله عليه وسلم يستحي فترك البيت من أجل أن ياخذوا راحتهم وخرج يستطلع أخبار قريش مالذي حدث معهم قريش وكل القبائل والرجال جلسوا على الأرض ، والكل يراقب من سيدخل أول واحد من باب بني شيبة ، من أجل ان يحكم بينهم.

  فإذا بهم ، بالطلعة المحمدية ، وإذا وجه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، بوقاره وهدوئه يطل عليهم من باب بني شيبة  فوثب الجميع كبيرهم وصغيرهم ، و وقفوا على أقدامهم فرحين وصرخوا بصوت واحد محمد !!!!

هذا ابن سيد قومه !!!!
هذا الصادق الأمين !!!
كلنا نرضى بحكمه !!!

وأقبلوا إليه يحدثوه  و قالوا :_ أيها الصادق الأمين لقد بلغ من القوم كذا وكذا .. فاتفقنا أن أول من يدخل علينا أن يحكم بيننا ..
 
فقال لهم :_ وكلكم تسمعون حكمي ؟؟ قالوا :_ نرضى بما تحكم فقام صلى الله عليه وسلم ولم يشاور أحد منهم ولم يتكلم بأي كلمة ولم يعرض عليهم خطته فنزع ثوبه عن كتفيه (ثوب يشبه العبايه) فنزع ثوبه عن كتفيه ومشى صلى الله عليه وسلم بينهم لا يلتفت لا يمين ولا يسار والكل ينظر إليه ووضع ثوبه على الأرض ومدّه .. وحمل الحجر بيديه الشريفتين صلى الله عليه وسلم ووضعه على الثوب ثم نظر بقريش كلها وهم مجتمعين ثم أصدر الأمر ياتي شيخ كل قبيلة فيكم
فليقم   فقاموا كأنهم جنود أو خدم بين يديه.

قال :_ ليأخذ كل واحد منكم بطرف من أطراف الثوب (فأمسك كل شيخ قبيلة بطرف الثوب)
فقال لهم :_ إنهضوا به جميعاً وإقتربوا بالحجر إلى البيت فلما إقتربوا أخذ الحجر صلى الله عليه وسلم بيديه الشريفتان ووضعه مكانه فصاح القوم كلهم وهم فرحيين بأعلى صوتهم بوركت يا محمد بوركت يا محمد ، بوركت من عاقل بوركت أيها الصادق الأمين لقد فطم الله على يديك الشر.

وأصبح له فضل على قريش كلها صلى الله عليه وسلم ، هذا الكلام قبل أن يوحى إليه في غار حراء بخمس سنين عمر نبينا الآن 35 سنة ثم عاد صلى الله عليه وسلم إلى بيته ، فوجد السيدة خديجة قد ولدت بنت فأمسك بها صلى الله عليه وسلم ثم ضمها إلى صدره ثم قبلها ثم شمها وقال هذه ريحانة (هذه أخلاق نبينا في مجتمع يكره البنات) وسماها فاطمة .. لأن الله ( فطم ) الشر بين القوم ساعة مولدها رضي الله عنها وأرضاها .

يتبع

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.