مقاربة تاريخية لإبطال صكوك الغفران الوطني
وهج اليراع
محمد هارون عمر الأربعاء ٦ نوفمبر ٢٠٢٤م
مقاربة تاريخية لإبطال صكوك الغفران الوطني !
عندما أندلعت الحرب في ١٥أبريل ٢٠٢٣م بين الجيش والدعم السريع بشّر الخبراء الاستراتيجيون السودانيون المؤدجلون بنهاية الحرب في غضون اسبوع،تاقوا وتوقعوا سرعة الحسم ؛ قالوا سرعان مايستسلم الدعم السريع بعد تدمير معسكراته بالطيران ليهيم على َوجهه صاغرًا مستسلمًا. بينما قال الخبير الدويري بأن هذه حرب مدن معقدة وستطول وستطول. كذب المنجمون ولو صدقوا قالوا رجمًا بالغيب بفناء الدعم السريع في غضون سويعات ، بينما أصاب تحليل الدويري وبعض الخبرا ء وكانوا أقرب للحقيقة. لكيلا ندخل في جدل بيزنطي أو سفسطة مبتذلة علينا أن نصل لمقاربة تاريخية. تبصرنا بزمن وضع الحرب أوزارها. لابد من استقصاء واستقراء واستنطاق التاريخ عن حروب السودان كيف بدت وكيف انتهت؛ لاستخلاص العظات والعبر، منها الذي استغرق عقودًا ومنها من لم تخمد جذوته. يحدثنا التاريخ بأن حرب الأنانيا في جنوب السودان بدأت بتمرد توريت بجنوب السودان ١٩٥٥ وانتهت بإتفاقية أديس أبابا للسلام ١٩٧٢م. حرب الجيش الشعبي و الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق اشتعلت في علم ١٩٨٣م واستمرت حتى إتفاقية نيفاشا للسلام ٢٠٠٥ م. حرب جبهات دار فور(الجبهة الثورية) انفجرت في عام ٢٠٠٣م واستعرت حتى توقيع إتفاقية. جوبا للسلام ٢٠٢٠م وكانت تلك الجيوش المتمردة ذات الطابع الإثني أضعف من الدعم السريع بكثير لأن الدعم كان من رحم القوات المسلحة تدريبًا وتأهيلًا وتسليحًا لاغرو أن.كثرت الخسائر البشرية والمادية. هذه أكبر حرب تضرر فيها الشعب السوداني نهب وقتل وتشريدونزوح وبؤس وطرد من المنازل وأذى جسيم وسقم وهمّ وغمّ وحزن. من خلال زمن تلك الحروب الطويلة يمكن للمرء ان يصل لمقاربة. لتقدير زمن إنتهاء الحرب. وماهو الاسهل والأقرب طريق لإنهاء الحرب؟ تكسير أجنحة ومجاديف الدعم السريع عن طريق مواصلة الحرب أم سلك طريق السلام؟ يجب أن يدور الحوار و النقاش حول هذه المسائل المعقدة بهدوء بدون تطرف أو تعنت أو إدعاء امتلاك ناصية الوطنية والحقيقة المطلقة. كل مناظر يبرز مالديه منَ حجح وبراهين؛ لدحض الفكرة المضادة من أجل الوطن العزيز الذي تفرق شذر مذر وعاث فيه شذاذ الآفاق فسادًا . يجب أن يتحاور ويتناظر الناس لا ان يتعاركوا. ويتحاربوا. مُخطيء من يظن بأنه يمكن أن يوزع صكوك الغفران الوطني من منصه سديمية كهنوتية !يجب ان تنتفي وتنتهي عبارة. عميل ومنافق وخائن ومساند للدعم أو الفلول. فالسودان للسودانيين مهما اختلفت مشاربهم ومذاهبهم . حتما سيتفقون وسيتناغمون وسيجمعون على الحل الذي سينقذ الوطن من محرقته ومجزرته ومقصلته. وسيجمعون كما حدث في استقلال السودان من داخل البرلمان ١٩٥٥م ؛ لأنهم كلهم يحبون وطنهم رغم تباين الرؤى الإيديولوجية والإثنية والفلسفية !