آخر الأخبار
The news is by your side.

مسلخ القضارف الحديث.. نقلة نوعية نحو الصادر وتحقيق الأمن الغذائي

مسلخ القضارف الحديث.. نقلة نوعية نحو الصادر وتحقيق الأمن الغذائي

إعداد وحوار: روضة محمد توم

في ظل التحديات الاقتصادية والظروف الأمنية التي تعيشها البلاد، تبرز بعض النماذج المضيئة التي تشكل فارقًا في خارطة الاستثمار والإنتاج، ومن بينها مشروع مسلخ القضارف الحديث، الذي أعيد تشغيله بشراكة ذكية بين القطاع الخاص وحكومة ولاية القضارف.
هذا المسلخ الذي كان معطلاً لأكثر من عشر سنوات، أصبح اليوم واحدًا من أكبر مراكز الذبيح والصادر في السودان، ويستعد لتصدير اللحوم لدول الخليج ومصر والأردن.
وللوقوف على تفاصيل المشروع، وأهدافه، والتحديات التي واجهته، والتجربة الفريدة التي شهدها خلال برنامج الأضاحي، كان لنا هذا الحوار مع المستثمر المعروف الأستاذ صالح مبارك محمد، مدير عام مسلخ القضارف الحديث:

حدثنا عن فكرة مسلخ القضارف الحديث.. كيف بدأت؟

المشروع بدأ من رؤية واضحة: نستفيد من مسلخ كان متوقف لأكتر من 10 سنوات. وزارة المالية طرحته بنظام البوت، وتقدمت عدة جهات، وتم ترسية المشروع علينا، فبدأنا التطوير الكامل، أعدنا تشغيل المعدات، وفعّلنا البنية التحتية بالتنسيق مع حكومة الولاية.

في أي مرحلة وصل المشروع الآن من حيث الجاهزية والتشغيل؟

المسلخ الآن جاهز بنسبة 100% للصادر، وتم تأهيله وفقًا للمعايير العالمية. بعد العيد مباشرة، سنبدأ تصدير اللحوم إلى الخليج ومصر والأردن. الطلبات حالياً في مرحلة التجهيز.

الشراكة مع حكومة الولاية كانت عبر نظام البوت.. ممكن توضح طبيعتها؟

نعم، بنظام “Build-Operate-Transfer” – نبني وندير لفترة، وبعدها يرجع للحكومة. وزارة المالية هي المالكة الرسمية، والشغل تم بدعم كبير من والي الولاية المكلف ووزارتي المالية والصحة.

المسلخ شارك في برنامج الأضاحي الأخير.. حدثنا عن هذه التجربة.

فعلاً، كانت تجربة مهمة واستثنائية. بدأنا مفاوضات استمرت ستة أشهر مع عدد من المنظمات، ونجحنا في استقطاب خمس منظمات دولية: الإغاثة الإسلامية، الإيثار التركية، الهلال الأحمر القطري، قطر الخيرية، والتضامن. قدمنا لهم كل التسهيلات داخل الولاية.

كم عدد الذبائح التي تم تنفيذها ضمن البرنامج؟

ذُبحنا حوالي 2000 رأس من العجول و500 رأس من الضأن داخل المسلخ. هذه الكمية تم توزيعها على 12 محلية بولاية القضارف – وهي أول مرة في تاريخ السودان يتم فيها توزيع دعم خارجي بهذا الحجم داخل الولاية.

كيف تم توزيع اللحوم على محليات الولاية؟

تم تشكيل لجنة عليا برئاسة مدير عام وزارة الصحة لمتابعة التنفيذ، بالإضافة لتكوين لجان محلية في كل محلية. تم التوزيع بدقة وشفافية، ووصل الدعم لكل المحليات بلا استثناء.

هل كان هناك دعم رسمي لإنجاح المشروع؟

نعم، لا يمكن أن ننجح لولا دعم حكومة الولاية. بشكر الفريق الركن محمد أحمد حسن والي الولاية المكلف، د. أحمد الأمين مدير عام وزارة الصحة، الأستاذة نجاة أحمد محمد مدير عام وزارة المالية، والعقيد عبد العظيم – هؤلاء شكّلوا فريقًا قويًا عمل على إنجاح المشروع، وساهموا في استقطاب الدعم الخارجي وتسهيل كل الإجراءات.

ما هي دلالة أن تحصل القضارف على 90% من الدعم الخارجي لأول مرة؟

دي سابقة وطنية. لأول مرة ولاية سودانية تنال هذا القدر من الدعم الخارجي الموجه للأضاحي. دا تم بفضل الجدية والتنسيق من قبل حكومة الولاية، ودا يبرهن إنو اللامركزية لو اتطبقت صح بتخدم الناس.

هل شمل التوزيع مناطق خارج القضارف؟

نعم، بعلاقاتنا وشراكتنا مع المنظمات، ساهمنا في إرسال مساعدات غذائية إلى ولايات البحر الأحمر (بورتسودان)، الخرطوم، والجزيرة (مدني، المسيد، ود عيسى). وكانت مدني تحديدًا لها نصيب الأسد.

كم عدد العاملين في المشروع؟ وهل هناك مشاركة محلية؟

شارك في التشغيل حوالي 350 عاملًا، بينهم 100 من أبناء الولاية، خاصة القرى المجاورة مثل “أم شجرة” و”دار الزين”. وفرنا لهم تدريبًا لأن المشروع لا يستفيد فقط اقتصاديًا، بل اجتماعيًا وتنمويًا.

القدرة الإنتاجية اليومية للمسلخ؟

القدرة الحالية: 400 – 500 عجل، و500 ضأن يوميًا. الطاقة القصوى: 3000 ضأن، 500 عجل، و250 إبل يوميًا.

ماذا عن التحديات؟ خاصة الكهرباء؟

الكهرباء كانت التحدي الأكبر. لم نجد معاملة تفضيلية كمشروع إنتاجي، فاعتمدنا على الجازولين بمعدل 9 براميل يوميًا. التكلفة كانت عالية لكننا صبرنا لإيماننا بقيمة هذا المشروع للبلد.

ما مساحة المسلخ؟

المساحة الحالية 10 فدان – لكن من حيث الطاقة التشغيلية، مسلخ القضارف ينافس بقوة، خاصة بعد التطوير والتأهيل الذي أجريناه.

موقع المسلخ في المنافسة الوطنية؟

المسلخ يُعتبر الثاني على مستوى السودان من حيث التشغيل والخطوط، ونحن الآن بصدد الدخول في أنواع جديدة من صادر اللحوم: الفاكيوم، والمجمد، والمجفف، إضافة إلى التصنيع، وذلك بعد مضاعفة المساحة بدعم من قيادة الولاية.

الدور المجتمعي للمسلخ؟

لدينا خطة لقيام مشروع تسمين ومصنع أعلاف، ليكون المسلخ برنامجًا للتمويل الأصغر لكل البنوك والمنظمات الخيرية لضمان التسويق للحاضنات. كما نعمل على إنشاء 20 مركز بيع مباشر للحوم والمواد الغذائية الأساسية، ولدينا تجربة سابقة ناجحة مع ولاية الخرطوم في مراكز البيع المخفض، وسنطبقها بالقضارف بموافقة ودعم الوالي والمحلية لتشمل 12 محلية.

ما هي الخطط المستقبلية لتطوير المسلخ؟

نخطط لزيادة التوسعة التخزينية والتبريد، وفتح المجال للعمل بنظام الورديات (ورديتين أو ثلاث). التبريد مفتاح النجاح في الصادر.

كيف كانت استجابة المجتمع المحلي؟

المجتمع كان داعمًا جدًا، والمنظمات أشادت بالتسهيلات والخدمة. ديوان الزكاة ساعد في الترحيل المبرد، والجهات الأمنية قدمت الحماية الكاملة. الجو العام كان مشجعًا ومحفزًا على الاستمرار.

رسالتك الختامية؟

أشكر كل من وقف معنا: حكومة الولاية، الوزارات، القوات النظامية، ديوان الزكاة، الإعلام، والمواطنين. النجاح دا ما جهد فرد، بل شراكة حقيقية. وأقول للإعلام: أنتم شركاء في الإنجاز، ونتطلع لتعاون دائم.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.