مرض ذو النون … بقلم: بشرى أحمد علي
بالأمس روي الطبيب النفسي بلدو قصة لاحدى الصحف تبدو في غاية الغرابة، والمفارقة انني قرأت نفس هذه القصة ولكن بلحن مصري وخليجي ، ويزعم الدكتور بلدو ، وهو طبيب نفسي ، انه يعالج مريضة نفسية اعترفت له في جلسة العلاج انها نقلت فيروس نقص المناعة (الايدز ) عن طريق المعاشرة لالف رجل سوداني وذلك في خلال أقل من عام ، وقد مارس الدكتور بلدو اسلوب السرد بطريقة قصص ألف ليلة وليلة حيث اكد ان هذه المراة المريضة في غاية الجمال وتقود عربة آخر موديل وهي فاحشة الثراء ، وهي قد فعلت ذلك بدافع الإنتقام.
وبالنسبة لانتقال الفيروس اليها ذكر بلدو انه انتقل عن طريق دم ملوث تم نقله اليها اثناء مرورها بعملية ولادة ، اعتقد اننا نواجه في المجتمع السوداني ظاهرة اكبر من ذو النون او بله الغائب ، فدكتور بلدو يتحدث عن وجود اكثر من 1000 سوداني رجل مصاب بالايدز طليق في الخرطوم وضواحيها من الممكن ان يشكلوا حالة وبائية كاملة.
في هذه الايام يعتبر هذا الرقم أكبر من حالات الاصابة المؤكدة بفيروس الكورونا في معظم دول العالم ، كما ان السلطات لم تحقق مع هذه السيدة وتقيد حركتها حتى لا تزيد من انتشار هذا المرض او على الاقل تصادر السيارة التي تساعدها في التقاط الضحايا ، او تطلب من الذين عاشروها الخضوع لفحص مجاني واستشارة طبية ونفسية هم في اشد الحاجة اليها الان ، وهناك برتكول اسمه client and attorney privileges وهو يخص تنظيم التعامل مع المعلومات التي تم الحصول عليها من المريض تحت اطار المهنة ، هذا البرتكول يقضي بكتمان العلاقة الخاصة التي تنشأ بين الطبيب و المريض او المحامي و السجين وعدم نشرها الا بموافقة خطية من الطرف المتلقي للخدمة ..
فهل فعل دكتور بلدو ذلك ؟؟ ام انه بحكم انه طبيب له الحق في نشر معلومات المرضى في وسائل الإعلام .
