مدير وحدة تنفيذ السدود يستعرض أهم اسباب إنهيار سد اربعات بالبحر الأحمر
مدير وحدة تنفيذ السدود يستعرض أهم اسباب إنهيار سد اربعات بالبحر الأحمر
الخرطوم : عبدالرحمن الكيال
إستعرض الدكتور مهندس الحارث مصطفي ، مدير عام وحدة تنفيذ السدود – الخبير المختص فى مجال إدارة المياه والسدود – إستعرض اهم الأسباب المحتملة لإنهيار سد اربعات بولاية البحر الأحمر .
جاء ذلك فى الورقة العلمية التي قدمها ، مساء أمس الاربعاء 4 سبتمبر 2024م ، خلال الندوة التي اقامها الإتحاد العام للمهندسين السودانيين – المشروع القومي – إعمار السودان ، تحت عنوان سد اربعات المأساة والحلول ، وذلك عبر تطبيق الزووم ، وبمشاركة المهندس حاتم البدري مدير مركز اليونسكو الإقليمي لتنمية القدرات والبحوث فى مجال حصاد المياه ، وتعقيب البروفيسور ياسر عباس وزير الري السابق .
وشمل العرض الذي قدمه مدير عام وحدة تنفيذ السدود ، ثلاثة محاور ، نبذة عن السدود في السودان وتكرار الإنهيارات فيها ، وإنهيار سد أربعات ، والحلول المستقبلية لتفادي تكرار الانهيارات .
وقدم المهندس الحارث ، فى مستهل الورقة نبذة تعريفية عن السدود فى السودان وتكرار الإنهيارات ، لافتا إلى ان السودان من الدول الغنية بالموارد المائية السطحية والمتمثلة فى نهر النيل وفروعه والكثير من الأودية والخيران المنتشرة فى بقاعه .
وقال المهندس الحارث : يختلف توزيع مياه الاودية والخيران الكمي والزمني من منطقة لأخري حسب مناخها .
وأكد مدير وحدة تنفيذ السدود ، ان الإستفادة من تلك المياه السطحية يكون عبر تشييد عدد من السدود إعتمد نوعها وحجمها على الغرض الذي أنشئت من اجله ، وحجم المياه المتوفرة ، وطبيعة المنطقة الجيلوجية ، والمواد المتوفرة لإنشاء السد وغيرها من العوامل الاخري .
واشار المهندس الحارث ، إلى تلك السدود تتفاوت من حيث الحجم بين الكبيرة والصغيرة ، لافتا إلى انه تم تشييد ست سدود كبيرة على نهر النيل وفروعه وهي (مروي ، الروصيرص ، اعالي نهر عطبرة وسيتيت ، سنار ، خشم القربة ، وجبل اولياء) ، وذلك لغرض التوليد المائي والري ، اما بالنسبة للسدود الصغيرة فقد تم تشييد العديد منها على الاودية والخيران بمختلف مناطق السودان بغرض توفير مياه الشرب غالبا ، وري بعض المساخطحات الزراعية الصغيرة ، او بغرض حماية المدن من الفيضانات والسيول .
واشار المهندس الحارث ، إلى ان اغلب انواع السدود الصغيرة هي السدود الترابية (المتجانسة ، متعددة الطاقات ، السدود الحجرية) .
واكد مدير وحدة تنفيذ السدود ، انه وفي الفترة الاخيرة تكررت ظاهرة إنهيار السدود (إنهيارات جزئية ، وإنهيارات كلية) ، وتسببت تلك الإنهيارات فى إحداث خسائر بشرية محدودة وخسائر إقتصادية كبيرة جدا .
وعدد المهندس الحارث ، تلك الأسباب مابين عدم كفاية وكفاءة التصميم ، التنفيذ السيء وغير المطابق للمواصفات القياسية والمتعارف عليها ، وعدم كفاءة التشغيل والصيانة من قبل الجهات المشرفة على تشغيل هذه المنشئات الحساسة .
وإستعرضت الورقة العلمية ، عددا من الإنهيارات التي حدثت لبعض السدود فى السودان ، منها سد ام دافوق بولاية جنوب دارفور ، سد العطشان بولاية سنار ، سد الاعوج بولاية النيل الابيض ، سد بوط بولاية النيل الازرق .
إلى ذلك قدمت الورقة العلمية ، وصفا تفصيليا لسد اربعات بولاية البحر الاحمر (موقعه ، الوصف التصميمي ، مكونات السد ، السد اثناء فترة تشغيله ، معلومات خلفية عن السد ، ملاحظات عن السد فى التقارير السابقة ) .
وتناولت الورقة العلمية ، إنهيار سد اربعات الذي حدث بتاريخ 24 اغسطس 2024م ، إذ حدث فيضان كبير ادي لجريان الوادي لعدة ايام ، حيث اوضحت الصور عبر الاقمار الإصطناعية تدفق المياه أعلي جسم السد ، إنهيار المفيض وإنجراف غرفة التحكم بالبوابات .
وفى تحليله حول اسباب إنهيار سد اربعات ، اشار المهندس الحارث ، إلى انه ومن خلال الصور الجوية إتضح جليا حجم الضرر الذي لحق بالسد والمتمثل فى إنهيار المفيض وجرف غرفة التحكم بالبوابات السفلية ، وارجع ذلك إلى غمر جسم السد بالكامل بواسطة الفيضان ، تجويف / نحر اسفل المفيض فى منطقة حوض التهدئة ادي إلى إنزلاق كامل المفيض .
واكد مدير وحدة تنفيذ السدود انه لا يمكن تحليل اسباب الإنهيار دون الوصول لموقع السد وإجراء المعاينات الهندسية لتحديد ماحدث بالضبط وتحليله وهو مالم تستطع الجهات المختصة من القيام به حتي الآن لصعوبة الوصول .
وقال مدير وحدة تنفيذ السدود : التحليل العلمي لأسباب إنهيار سد أربعات يتطلب مراجعة التصاميم ومدي كفايتها ومناسبتها وامانها ، مراجعة الرسومات الإنشتئية التنفيذية ، مراجعة تقارير الإنشاء وإستلام الأعمال ، مراجعة تقارير التشغيل والصيانة الدورية ، الوصول لموقع السد وإجراء المعاينات الهندسية لتحديد ماحدث بالضبط وتحليله .
إلى ذلك قدم المهندس الحارث ، عددا من الحلول والمقترخات لتفادي انهيار السدود منها سياسات تشريعية تدعو لإصدار قوانين صارمة تتعلق ببناء وصيانة السدود وضمان إلتزام جميع السدود بالمعايير اللازمة ، سن التشريعات الملزمة السليمة التي تحدد بالتفصيل إلتزامات اصحاب المنفعة من السدود فيما يتعلق بالتشغيل والصيانة والمراقبة ، وغيرها من الحلول .
وإستعرض مدير وحدة تنفيذ السدود ، تجربة الوحدة فى بناء القدرات والتي تمثلت فى إتباع الإجراءات التي من شانها رفع قدرات أصحاب المصلحة والمجتمعات المحلية والمتمثلة فى: تنمية القدرات الإدارية الرامية للإستدامة ، التدريب فى مجال التشغيل والصيانة للمنشئات ، تعزيز الوعي الإجتماعي للمحافظة على المشروعات .
هذا وقد خرجت الندوة بعدد من التوصيات التي من شانها ان تسهم فى تعزيز سلامة السدود الصغيرة بالبلاد وتقليل خطر إنهيارها ، ضرورة ضمان تطبيق حكومات الولايات والمهندسين والمسؤولين والجهات المهتصة تلك التدابير ، الحفاظ على السدود ليس مجرد مسؤولية فنية بل هو واجب مجتمعي يساهم فى حماية الممتلكات والارواح والمنشئات والبيئة عموما .