آخر الأخبار
The news is by your side.

مداولات ساخنة حول ظاهرة خطاب الكراهية بالقضارف

مداولات ساخنة حول ظاهرة خطاب الكراهية بالقضارف
تقرير ؛ الفاتح داؤد
وسط مشاركة واسعة ،للاطر القانونية والاكاديمية ،والاعلاميين ومنظمات المجتمع المدني،ورجال الادارة الأهلية، وخبراء الحكم والادارة. استضافت كلية تنمية المجتمع بجامعة القضارف،بالتعاون مع مركز الحوار الإنساني بالسودان،فعاليات ورشة العمل المتخصصة ، حول التصدي لظاهرة تنامي خطاب الكراهية في الوسائط الاعلامية ،والمنابر السياسية والمجتمعية، بعد أن اصبحت الظاهرة تشكل هاجسا مؤرقا ،وتهديدا مباشرا لكيان الدولة، وسلامة النسيج الاجتماعي.

وكشف د.يحيى هرون مدير مركز دراسات السلام في كلية تنمية المجتمع، ان الورشة تأتي في إطار استراتجية المركز في بناء السلام ،وفض النزعات، ومحاصرة المؤشرات الناعمة للصراعات المجتمعية، من خلال رصد الظواهر السالبة وتحليل الازمات، بصورة علمية ومنهجية وموضوعية ،لافتا إلي أن الشراكة مع مركز الحوار الإنساني،تهدف الي تعزيز الانتقال والتحول السياسي الشامل بالسودان ،وقد نفذ مركز الحوار ، عدد من الأنشطة النوعية مع مكونات ولاية القضارف.

واشار هرون إلي مناقشة الورشة لثلاثة من أوراق العمل المتخصصة،شملت ورقة مفاهيمية حول خطاب الكراهية ، ودور وسائل التواصل الاجتماعي في بناء السلم الاجتماعي ،والتصدي لخطاب الكراهية,إضافة إلى ورقة الأطر القانونية لمنع خطاب الكراهية.

فيما ثمن د.حاتم محمد احمد بدين ،مدير المشروع بالسودان ،دور كلية تنمية المجتمع في بناء السلام، واحتواء الصراعات عبر اذرعها المتخصصة، ومشيرا إلي أن مركز الحوار منظمة سويسرية ، تعمل في عدد من دول العالم ، وانخرطت في القضايا السودانية منذ العام (2003)م،وتعمل في هذه المرحلة علي قضايا شرق السودان، انطلاقا من ولاية القضارف،لافتا الي ان اختيار شرق السودان ،لم يكن وليد صدفة ،بقدر ماهو ضرورة اقتضتها نذر الصراع الناعم ومنحني الأحداث المتصاعد،التي مالم يتم احتواءها سوف تؤدي إلي نتائج كارثية علي المدي المتوسط.
مؤكدا علي التزام إدارة المركز تبني الحوارات التوصيات التي تمخض عنها ،في تشكيل رؤيته المستقبلية لأزمة شرق السودان.

وقطع بدين بالتزام مركز الحوار الإنساني بالتواصل مع جميع فعاليات شرق السودان،للوصول الي تفاهمات وشراكات ذكية، فيما بينها ،لتطوير منهجية الحوار ،ووضع معالم طريق واضحة، للمساهمةفي حلحلة جميع المشاكل بعيدا عن الكراهية .

فيما تباينت مداخلات المشاركين حول أسباب تنامي الظاهرة،حيث راي فيها قانونيون أن خطاب الكراهية أصبح ظاهرة عالمية عابرة للحدود والقارات ، اتخذت مؤخرا أبعادا عرقية، و دينية وسياسية وثقافية ، تستدعي من الدولة و المجتمع التصدي لها بصورة حاسمة ، من خلال تقوية المؤسسات وسلطة تطبيق القانون ،لان ضعفها يعني خلق اجسام موازية، وأن هذه الخطاب لاينمو إلا في ظل ضعف السلطة المركزية ،وتراجع دور المجتمع المدني ،خاصة معظم الذين ينشرون خطاب الكراهية يتمتعون بالحماية والغطاء السياسي من قبل نافذين ،فيما تتكفل الماكينة الإعلامية في تحويلهم الي ابطال.

فيما راي د. محمد احمد خير السيد استاذ علم النفس، أن معظم الذين يروجون لخطاب الكراهية ضحايا اتجاهات نفسية خاطئة ،تم تشكيلهم بصورة سلبية ،نتيجة التربية الخاطئة، ماترتب عليها القهر والفقر والتهميش علي مستوي الأسرة والمجتمع، الذي ادي بدوره الي عدم الاستقرار ،والقلق والمخاوف ،وعدم التوازن النفسي ،مما يحتاج إلي قدر من الصبر والحكمة في التعامل مع ضحايا الظاهرة.

فيما لفت مولانا د.بشير ادم جمعة الإنتباه إلي وجود تعقيدات فنية تحول دون مكافحة خطاب الكراهية بالاليات القانونية وحدها ،مطالبا مؤسسات الدولة العدلية ،بضرورة تحريك بلاغات الكراهية ،وتحويلها الي قضايا حق عام ،لانها ذات أبعاد سياسية و اجتماعية وتمثل خطرا علي الدولة والمجتمع ، مؤكدا في ذات السياق أن للإعلام دور كبير في ساحات القضاء،ولابد من اعتماد من خبرات الاعلاميين، في الفصل في جرائم المعلوماتية والنشر الضار.

وطالب أكاديميون بضرورة تفعيل جرائم المعلوماتية ،لان معظم الجرائم تأتي من منطلقات شخصية بحتة ،ولاتمثل شخصيات اعتبارية، ولذالك من الضرورة وجود آليات قانونية رادعة ،تستوعب الابعاد السياسية في تطبيق القانون، كما دعوا الاعلاميين إلي ضرورة التحلي بالمهنية والنزاهة و والموضوعية والحياد،وفق المعايير الأخلاقية في التناول الاعلامي ،داعيا الي تكوين منظومة القيم الاجتماعية ،التي من شأنها احتواء الظاهرة وتصفية وجودها في الخطاب العام . ،، بعيدا عن الإثارة وتبني الاجندة الخاصة، والانتصار للذات ، كما طالبو نشطاء مواقع التواصل,بضرورة الموازنة بين الحرية والمسؤولية،وعدم الانسياق وراء الخطاب الشعبوي الضار. إضافة إلي التحلي بالشجاعة في تبني ثقافة الاعتذار .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.