مؤامرات مؤتمر لندن
بكاء على وطني المحبوب
مؤامرات مؤتمر لندن
بقلم: عماد السنهوري
تنظر محكمة العدل الدولية في 10 أبريل الجاري في دعوى قدمتها حكومة السودان ضد دولة الإمارات تتعلق بتورط الإمارات في الإبادة الجماعية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد عرقية المساليت في غرب دارفور.
هذا الخبر مؤكد في جميع المنابر الدولية مما يؤكد ان جمهورية السودان دولة ذات سيادة ومعترف بها من قبل الأمم المتحدة والدول الأعضاء وان حكومتها الموجودة حالياً هي حكومة معترف بها من قبل الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها والأدلة كثيرة على ذلك ومن ضمنها التمثيل الدبلوماسي للدولة في كل الدول وعدم اعتراض او طرد أي من البعثات الدبلوماسية السودانية في تلك الدول او حتى من الأمم المتحدة.
قامت حكومة المملكة المتحدة (بريطانيا) بتقديم دعوة لعدد من الدول والكيانات والمليشيات لعقد مؤتمر من اجل سلام السودان كما تزعم الحكومة البريطانية واستثنت حكومة السودان من تلك الدعوة كما وجهت الدعوة لدول تعتبرها حكومة السودان انها داعمة للابادة الجماعية التي تحدث من خلال الحرب الدائرة الان في السودان وهي دول : (تشاد ، والامارات، وكينيا) وهذه الدول تتهمها حكومة السودان بتأجيج الصراع في السودان من خلال دعمها لمليشيا الدعم السريع التي ثبت بما لا يدع مجال للشك انها تمارس اعمال إرهابية ضد المواطنين السودانيين في كل مناطق السودان من خلال الحرب الدائرة الآن في السودان.
الشواهد على ذلك: التفاف السواد الأعظم من الشعب السوداني خلف الجيش الوطني السوداني الذي يقوده الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وفرحتهم عند تحريرهم لمناطق المواطنين والعودة الطوعية الآن من دول ومناطق النزوح التي هرب منها المواطنين من ويلات مليشيا الدعم السريع التي استباحت المواطنين وبيوتهم وشرفهم والشواهد موجودة وكثيرة من خلال الفيديوهات التي يتم عرضها في القنوات الفضائية او مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضا الفيديوهات التي توضح فرحة المواطنين من خلال تواجد الجيش الوطني في مناطق سيطرتهم، والعكس تماما في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع لم توجد حياة بالمعنى الواضح للحياة حيث دمرت جميع المواقع الخدمية من مستشفيات ودور عبادة ومدارس ومصانع وانعدمت الحياة تماماً واصبح تواجد المواطنين خطراً عليهم في تلك المناطق.
ان دعوة حكومة بريطانيا لهذه الدول المذكورة ومليشيا الدعم السريع توضح بما لا يدع مجالاً للشك انها لحشد القوات لتأجيج الصراع من جديد في جمهورية السودان وتقديم الدعم اللازم للمليشيا لإعادة ترتيب أوضاعها وتنظيم صفوفها والاستعانة بالمرتزقة للعودة مجددا لتأجيج الصراع ومواصلة الحرب عكس الدعوة للسلام، فالطبيعي ان يتم دعوة حكومة السودان مع توضيح الاجندة لذلك المؤتمر ومحاور النقاش التي ستفضي الى سلام ان كان ذلك الهدف من هذا المؤتمر المشكوك في امره بعد استبعاد دعوة حكومة السودان لحضور المؤتمر مما يزيد من الشكوك حول جدوى هذا المؤتمر.
يتزامن المؤتمر مع الذكرى الأليمة للحرب الدائرة الآن في السودان ويصادف يوم الخامس عشر من ابريل موعد انعقاد المؤتمر الذكري الثانية لهذه الحرب المدمرة للوطن والتي حاول الجيش السوداني تفاديها حقناً لدماء السودانيين ولكن مليشيا الدعم السريع اضطرت الجيش السوداني لخوض تلك الحرب، واتضح من خلال تكوين حكومة المليشيا في مناطق سيطرتها كما تزعم مما يؤكد ان الحكومة البريطانية تدعم قيام تلك الحكومة الغير شرعية ان وجدت لديهم مناطق سيطرة فعلاً، وهو دعوة لتقسيم السودان وتجزئته لدويلات صغيرة غير قادرة على حماية نفسها وبدون موارد طبيعية تستطيع من خلالها الحياة وبناء دولة حقيقية.
من كل ما ذكر انني انا عماد الدين السنهوري مواطن سوداني ارفض تماماً ما تقوم به الحكومة البريطانية لدعوتها لهذا المؤتمر والمدعوين لحضور المؤتمر واعتبر ذلك تعدياً سافراً ضد بلادي جمهورية السودان ويتعارض كل ذلك مع مبادئ الأمم المتحدة والعضوة في المنظمة منذ العام 1956م ، واعتبر نهج الحكومة البريطانية التي تمثل مركز الدعاية لمليشيا الدعم السريع التي ترتكب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية والفظائع غير المسبوقة ضد المدنيين ونشر خطاب الكراهية وتبني العنف الجنسي، واطالب حكومة بريطانيا بالعدول عن ذلك المؤتمر والرجوع لصوت الحق وتبني مبدأ العدالة والسلام والحرية وعدم الكيل بمكيالين وترسيخ تلك المبادئ والعمل مع حكومة السودان للتوصل الى إنهاء كافة اشكال الانتهاكات التي تقوم بها المليشيا الإرهابية ضد المواطنين والدولة.