آخر الأخبار
The news is by your side.

لماذا يهاجم حميدتي مدني عباس ؟ … بقلم: عمر عثمان

لماذا يهاجم حميدتي مدني عباس ؟ … بقلم: عمر عثمان

أصبح من الثوابت رد حميدتي على تصريحات وزير الصناعة و التجارة مدني عباس دون سواه من الوزراء ويبدو أن

الرجل (مركز شديد) مع تحركات مدني أكثر من تركيزه على تحركات قواته وممارستها للفوضي بيد باطشة لم

يسلم منها حتى الأطفال.

فاللعب الضاغط الذي ظل يمارسه حميدتي على وزير (الصناعة والتجارة) دون غيره من الوزراء كما اسلفت

وانتهازه لأي فرصة للنيل منه ومحاولة إظهار أدائه بالضعف ليس له تفسير واحد وهو أن هذا المدني كما يقولون

(هبش عش الدبابير) بتحركاته تجاه تقنين الصناعة والتجارة ووضع الضوابط التي تحد من الفوضى وسيطرة

مجموعة محددة من التجار على عملية الصادر.

فالمعلوم عن حميدتي انه تاجر إبل قبل أن يصبح قائدا لمليشيا الجنجويد ومن ثم امتلاكه لجبلا من الذهب، كما

يعمل معظم أفراد أسرته في التجارة والصادر مابين الخرطوم ودبي، لذا تأتي تحركات مدني مزعجة ومؤثرة لحد

كبير في الحد من الامتيازات التي يتمتع بها حميدتي وشركاته.

فمدني لم يجد من الشركات الحكومية الا القليل بعد أن شلعها النظام البائد وحول معظمها للقطاع الخاص، و

استخدم بعضها واجهات للحزب المحلول، فاجراء اي إصلاح في قطاعي الصناعة والتجارة المتضرر منه القطاع

الخاص الذي يمثله حميدتي وشركاته مما يعني تحكم وزراة الصناعة والتجارة في عمليتي الصادر والوارد

وبالتالي التحكم في العملات الأجنبية التي تفتقدها الحكومة لاستيراد السلع الضرورية من قمح ودواء ووقود،

وهي نفسها العملات التي يكتنزها الرجل عبر تصديره للذهب والثروة الحيوانية والمحاصيل النقدية.

فاجراء اي عملية جراحية في وزارة الصناعة والتجارة تعيد الأمور لنصابها في عمليتي الصادر والوارد بسن قوانين

جديدة تحفظ للدولة هيبتها وتعيد لوزارة المالية ولايتها على المال العام، لا يتضرر منها إلا القطاع الخاص الذي

يقف حميدتي وشركاته على رأسه وهو مايفقده ميزة الأمتنان المتكررة على الشعب السوداني بأنه حل

المشكلة الفلانية أو دعم المحفظة بكذا مليون دولار لإنقاذ مايمكن إنقاذه في شراء الوقود أو الدواء، السمة التي

أضحت متكررة بتصوير حميدتي انه المنقذ للبلاد لاسواه مع وجود آلة إعلامية موجهه لتمجيد الرجل.

والصادر السوداني يذهب في الغالب الأعم لجهتين تمثلان عند اللجنة الأمنية لنظام المخلوع خطوط حمراء، في

سبيلها يمكن التضحية بالسودان باكمله وليس وزير فقط، حيث مثلتا السند والعضد الذي ساهم في وجود اللجنة

الأمنية لنظام المخلوع علي سدة الحكم حتى اليوم بالإضافة للحماية الدولية التي تشكلاها لكل من ارتكب جرائم

في دارفور أو كل من شارك في فض اعتصام القيادة.

فالعداء ليس المقصود به مدني في شخصه بل كل من يمس المصالح السعودية و الإماراتية في السودان أو

يسهم في تحجيم حميدتي وإيقاف تمدده التجاري الذي يستطيع عبره كسب المزيد من الأصدقاء الذين

باستطاعتهم حمايته من نوائب الدهر وتقديمه للمجتمع الدولي بوجه آشراقا، طمعا في تغيير الصورة القاتمة

المرسومة في أذهان العالم جراء الجرائم المرتكبة في دارفور وفي فض الاعتصام بالإضافة للمحاولة المستميتة

التي يحاول حميدتي أن يظهر عبرها ألا فرق بين الإنسان الأمي الذي لم ينال حظه من التعليم وبين الخريج

جامعي وهي عقده أبدية لاتغير في الواقع شئ تعد مجدية ولن يمحوها لسان طويل وتهكم وتنمر على الآخرين.

تحدث حميدتي متهكما على حديث مدني بعد حديثه عن تأخر إجراءات المستثمرين وقال إنها غير مبررة وان الدول

تكرم المستثمر من المطار وتنهي إجراءاته مستشهدا برواندا، يظهر أن ملقنوه ومستشاريه الذين لقنوه مثل هذه

المعلومات لم يخبروه أن رواندا ليس بها مليشيات متسلطة ولا عساكر متشبثين بالسلطة ولا أموال شركات

حكومية خارج ولاية وزارة المالية وليس بها فريق خلا يملك جبلا من الذهب، يمنح حتى الأطفال رتب عليا على

كتوفهم.

رواندا وصلت إلى ماهي فيه بعد حرب طويلة وقوية تصالح بعدها طرفي الصراع من أجل رواندا وليس من أجل

المناصب والحفاظ على ماكسبوه قبل وأثناء الحرب فانتجوا سلاما محترما صادقا دون تخوين.

#رواندا وصلت إلى ماهي عليه لأنها لاتعرف لغة المحاور التي تغلب فيها مصلحة المحور على مصلحة الوطن.

#ققل بلف التجارة والصناعة بالقوانين والضوابط تتضرر منه الدول المستفيدة من الفوضى، ومن يعمل على إرضاء

تلك الدول بكل تأكيد سيقف ضد أي إصلاح في التجارة والصناعة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.