كلمة القنصل العام في الاحتفال بالذكرى ٦٩ لاستقلال السودان
كلام بفلوس…بقلم: تاج السر محمد حامد
كلمة القنصل العام د. كمال على عثمان فى حفل استقبال أصحاب السعادة السفراء والقناصل العامين الدبلوماسيين للاحتفال بالذكرى ٦٩ لاستقلال السودان .
الحمدلله الذى أكرمنا بنعمة الوطن والاستقلال والحرية والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين .
سعادة السيد/ د. فريد بن سعد الشهرى : مدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة ( ضيف شرف) .
السيد السفير / الدكتور على يوسف ؛ وزير الخارجية .
سعادة الأستاذ / انور عبدالله حجى : مدير إدارة شئون المراسم
سعادة الأستاذ/ محمد بن حسن باعقيل/ رئيس قسم المراسم والتشريفات.
السادة الزملاء .. أصحاب السعادة السفراء القنصل العامين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
فى مثل هذا الشهر المجيد من العام ١٩٥٦م نستحضر بكل فخر واعتزاز الذكرى ٦٩ لاستقلال وطنا الغالى ( السودان) .. تلك اللحظة التاريخية التى تحررت فيها إرادتنا وبدأنا مسيرتنا نحو بناء دولتنا الفتية الحرة المستقلة .. هذا اليوم الذى يقف شاهدا على شجاعة شعب عظيم اختار النضال والكفاح فى وجه المستعمر ونجح فى انتزاع حريته .. وبدأ مسيرته نحو البناء وتأسيس دولة المواطنة المستقلة .. وهنا لابد لنا أن نحى الرعيل الاول للحركة الوطنية وعلى راسهم الزعيم إسماعيل الازهرى ومولانا على الميرغنى والإمام عبدالرحمن المهدى .. وجيلهم الذى بذل التضحيات لمثل هذا اليوم .
الإخوة الكرام
نحتفل اليوم بذكرى الاستقلال وتمر بلادنا بمنعطف تاريخى خطير وظروف استثنائية يواجه فيها وطننا تحديات جسام على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية جراء الحرب اللعينة التى تشنها مليشيا الدعم السريع المتمردة ضد الوطن واستقلالية فى محاولة بائسة للانقلاب على نظام الحكم .. وارتكبت ابشع أنواع جرائم الحرب ضد المواطنين .. واستهدفت البنى التحتية للبلاد واستمرارا لنهجها التدبيرى .. قامت المليشيا مؤخرا بإستهداف السدود ومحطات مياه الشرب والكهرباء وحرق مستودعات الخام بمصفاة الخرطوم للبترول كامتداد لسلسلة الممارسات الإجرامية الممنهجة فى تدمير المرافق الحيوية والخدمية من مستشفيات ومنازل للمواطنين والمؤسسات الحكومية والمتاحف والمدارس والجامعات وغيرها فى انتهاك صارخ وتجاوز للقانون الدولى الانسانى بالاتفاقيات الدولية التى تحظر استهداف المنشآت الحيوية .
الإخوة الضيوف
بمختلف مقاماتكم السامية نحى فى ذكرى الاستقلال التضحيات الكبرى التى تقدمها القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمقاومة الشعبية والمستنفرين الذين ظلوا يقاتلون من أجل تحرير واستقلال الوطن وهم يتقدمون بثبات لتحقيق الانتصارات الكبرى ضد مليشيا الدعم السريع المتمردة والتى أثمرت فى تحرير مدن استراتيجية ومساحات واسعة كانت قد دنستها المليشيا المتمردة .
تلك الانتصارات التى تؤكد أن السودان قادر على النهوض من جديد وبناء دولة يسودها العدل والرخاء .. دولة تقوم على أسس الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان .. دولة تستثمر فى مواردها الغنية لصالح شعبها وتنفتح على العالم بخطى ثابتة وموقف مستقل.
أصحاب السعادة
ضيوفنا الكرام ضيوفنا الأعزاء
لقد اتسمت العلاقات بين جمهورية السودان والمملكة العربية السعودية الشقيقة بالتطور والنمو فى شتى المجالات .. وتربط البلدين الشقيقين السودان والسعودية رسميا وشعبيا علاقات مميزة ضاربة فى عمق التاريخ .. تقوم على أساس التعاون المشترك وتبادل المصالح واستقرار أمن البلدين واستثمار الإمكانات والمقدرات الكبيرة البشرية والمادية لهما والتى تجد الرعاية من قيادة البلدين الشقيقين الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولى عهده الأمين (حفظهم الله) لتؤكد حرصهم على تعزيز وتطوير هذه العلاقات فى مختلف المجالات .
الإخوة الكرام أصحاب السعادة
لقد كان موقف المملكة من الأحداث التى تشهدها البلاد جراء تمرد قوات الدعم السريع الإرهابية .. والحرب الأخيرة التى اندلعت فى السودان فى أبريل ٢٠٢٣ م موقفا منسجما مع مواقف المملكة الراسخة التى ارساها المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ومرورا بأبنائه البرره من الملوك يرحمهم الله وانتهاء بعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولى عهده الامين محمد بن سلمان حفظهم الله .. إذ عملت السعودية جاهدة من أجل استقرار السودان من خلال ثلاثة محاور .. بدأت بالإجلاء الانسانى الذى شمل جميع الجنسيات العالقة فى الأراضى السودانية .
كما سعت المملكة إلى إيجاد الحلول السلمية للحرب من خلال وساطتها وإعلان جدة الذى أعلنته كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية فى ١١ مايو ٢٠٢٣ م فى مبادرة منهما لحل الأزمة السودانية وتمخض عنها التوقيع على اتفاق بين الطرفين نص على :
الالتزام بحماية المدنيين والخروج من بيوت المواطنين والمقار الحكومية .. إلا أن المتمردين لم يلتزموا بذلك .. كما قدمت السعودية مساعدات إغاثية وطبية قيمة ممثلة فى الجهود الكبيرة التى قدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والعمل الانسانى .. كما أدانت المملكة بشدة سلوك المليشيا المتمردة فى إستهداف المرافق المدنية والإنسانية من خلال إدانتها لاستهداف المستشفى السعودى بالفاشر من قبل المليشيا معتبرة ذلك مخالفا للقانون الدولى الانسانى .
الاخوة والسيدات والسادة
هذه العلاقات المتميزة بين البلدين تجعلنا نتطلع إلى دور رائد للمملكة العربية السعودية كدولة محورية ومؤثرة دوليا وإقليميا فى إعادة بناء ما دمرته الحرب المفروضة على السودان وشعبه من قبل المليشيا المتمردة والمدعومة من عدد من دول العالم .. والاقليم الذى أثبتته التقارير الأممية ووكالات الإعلام وعدد من المنظمات .
ادعو الله تعالى أن تعود علينا هذه المناسبة العظيمة والسودان أكثر استقرارا .. واسال الله ان يبارك جهود قواته المسلحة فى استعادة واستكمال الاستقرار . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة . ( انتهى) .
إن كان لى كلمة اقولها فهى كلمة شكر وتقدير لسعادة القنصل العام الدكتور كمال على عثمان لهذه الكلمة الضافية التى اهتزت لها وجدان ومشاعر الضيوف .. فكلمة استقلال سعادة القنصل العام والضيوف الكرام لها فى وجدانيات شعب السودان دلالة تتجاوز المعنى اللغوى .. لأنها تعنى يوم أن وثب أسلافنا وثبة اسود طردت المستعمر لنعود أحرارا كما ولدنا امهاتنا ليرفرف العلم رمز السيادة الوطنية سامقا فى سنوات بلاد واد النيل .
فمن هذا المنبر سعادة القنصل العام نرفع التحية للرعيل الاول من أسلافنا بالتحية والتجلة والعرفان فهم رجال ذاك العصر وصناع تاريخه .. فلا خير فينا ولا فى أمة لا تحتفل بتاريخها ولا تكرم رموزها وصانعيها .. مرة أخرى نرفع الأكف شكرا وتقديرا لسعادة القنصل العام رجل الدبلوماسية سعادة السفير د. كمال على عثمان الذى أعاد ذكرى استقلال العيد ٦٩ المجيد فكست اسارير ووجوه الجميع بشاشة لا تخفيها معاناتهم وإن عظمت غرة ينائر من كل عام فهى ذكرى وعيد استقلال بلادنا الحبيبة .. ودمتم وكفى .