آخر الأخبار
The news is by your side.

كلام بفلوس إنه لزمن العجائب .. خطب الجمع أصبحت ندوات سياسية !!

كلام بفلوس: إنه لزمن العجائب .. خطب الجمع أصبحت ندوات سياسية !!

بقلم :تاج السر محمد حامد

قال الله تعالي ( وان المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا ) ، والآية تعني بأن المساجد لله وحده ، للتعبد بها ، ولحث الناس على مخافة الله ، وعبادته ، وتأمر فيها الناس بالمعروف ، وتنهاهم عن المنكر ، وتعظهم فيها ، على صلة الأرحام والعطف على المساكين الفقراء والعجزة .

خطب الجمع من الخطب المهمة لجميع المسلمين فهى عيد ، لأنها جامعة لكل المسلمين ، لذا يجب أن تكون خطبة دينية رسمية ، ليخرج منها المسلم متشبعا بقيم روحية عالية ، خائفا ربه تاركا المعاصى ، نافرا من الدنيا للآخرة بعمل الخير الذي نسعى له دائما .

هذه المقدمة البسيطة ، أوردتها هنا لما يلاقيه أهلنا فى السودان من بعض أئمة المساجد للخطب الدينية ، والتى أصبحت منبرا لخطبهم السياسية .. يتحدثون فيها عن سياسات السودان الداخلية والخارجية ، متناسين بأن المساجد شيدت أصلا للعبادة وللخطب الدينية ، لا للخطب السياسية .. وأسفاه أهلنا يعانون الجوع والعطش والمرض ، وأئمة المساجد مستمرون فى ندواتهم السياسية داخل المساجد .. أما كان لهم أن يحثوا الخلق بمخافة الله ، وبصلة الرحم ، والعطف على الفقراء والمحتاجين؟! .. أما كان لهم أن يرشدوهم لطريق الخير؟! ، بدلا من طرق الشر؟! فالعلماء ورثة الأنبياء .

فالأئمة هم القدوة وهم الأسوة الحسنة ، وهم المرجع لكل صغيرة وكبيرة فى أمور الدين والدنيا والأخرة .. فهم مكانة التجلى والتقدير والإحترام والتوقير فى كل الأديان السماوية .. ولكن عندما ينجرف بعض الأئمة عن طريقهم والذى خلقوا من أجله فيجعلون المنابر الدينية منابر سياسية ، عندها تضيع الحكمة والموعظة الحسنة التى ننشدها عندهم .

ويصبحوا بذلك قد خانوا أمانة العلم والدين ، أولئك الذين أصبحت عندهم خطب المساجد نشرات توزع لهم ، عندما تطغى النفس الأمارة بالسوء على النفس المطمئنة .. هم الذين طغت عندهم ماديات الحياة على روحانياتها ، فى شتى صور التبليغ بما يواكب ضروريات الحياة اليومية المعاشة والمعاصرة ، تأصيلا للفضيلة ونبذا للرذيلة .. فالمرء ياسادتى مؤتمن بما قال ، فكم من أولئك الذين أثرت فيهم خطبة خطيب أو موعظة عالم سلبا أو إيجابا ..

والله من وراء القصد .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.