آخر الأخبار
The news is by your side.

كامل إدريس خيار تقني محترم لرئاسة الوزراء أم خطوة غير كافية

كامل إدريس… خيار تقني محترم لرئاسة الوزراء أم خطوة غير كافية؟

بقلم: نهلة أبو نورة

مع اتساع رقعة الأزمة السودانية وأستمرار الحرب التي مزّقت البلاد منذ أبريل 2023، تعود إلى السطح مجددًا تساؤلات حول شكل الحكم الأنتقالي، والقيادات القادرة على حمل السودان في هذه المرحلة الحرجة. وفي خضم هذه التطورات، برز أسم الدكتور كامل إدريس كمرشح لرئاسة الوزراء، وسط جدل متصاعد حول مدى أهليته لهذا الدور في ظل تعقيدات الداخل السوداني.

فمن هو كامل إدريس؟ وهل يصلح لقيادة الحكومة في هذا التوقيت؟ وما هي نقاط القوة والقصور التي تضعها الساحة السودانية أمامه؟ دعونا نحلل

خبرة دولية وكفاءة قانونية لا تُنكر

يتمتع الدكتور كامل إدريس بسيرة أكاديمية ومهنية مرموقة. حاصل على دكتوراه في القانون الدولي، وقد شغل منصب المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) بين عامي 1997 و2008، إلى جانب عمله مستشارًا قانونيًا في بعثة السودان لدى الأمم المتحدة. هذه الخلفية تمنحه مكانة دولية واحترامًا واسعًا في الأوساط القانونية والدبلوماسية.

إضافة إلى ذلك، يُعرف عن إدريس استقلاله النسبي عن الانقسامات الحزبية التقليدية في السودان، ما يجعله شخصية وسطية قد تحظى بدرجة من القبول بين الفرقاء السياسيين – على الأقل في النظرة المبدئية

تحديات الداخل السوداني تعيد ترتيب الأولويات

ورغم ما سبق، فإن الواقع السوداني الحالي يتطلب أكثر من الكفاءة التقنية أو العلاقات الدولية. فالمعركة اليوم هي معركة بقاء سياسي ومؤسسي، تتطلب شخصية ميدانية، تفهم نبض الشارع وتملك أدوات التعامل مع الفوضى المعقدة التي تضرب البلاد.

الدكتور إدريس، رغم خبرته الدولية، لم يسبق له إدارة ملفات داخلية تنفيذية في السودان، ولم يرتبط اسمه بنشاط سياسي ملموس داخل البلاد في العقود الأخيرة. كما أن اختياره – أو تعيينه – من قبل المكوّن العسكري، قد يُضعف من صورته لدى قوى الثورة والمجتمع المدني، الذين يرون أن الشرعية يجب أن تُبنى على التوافق الوطني لا على قرارات أحادية.

يُضاف إلى ذلك أن كثيرًا من السودانيين، لا سيما في مناطق النزاع والنزوح، لا يعرفون إدريس بما يكفي، ولا يرونه معبرًا عن تطلعاتهم اليومية ومعاناتهم المباشرة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.