آخر الأخبار
The news is by your side.

قراءة في مسرحية نـون الفجـوة .

قراءة في عرض مسرحية ( نـون الفجـوة ) ..
هبة حسن صالح
تأليف وإخراج محمد عليش .

 

.
مقولة العرض -نحو عالم اكثر انصافا…..
شاهدت المسرحية بواقع مختلف الفجوة السلبية فجوة النوع الأجتماعي
و نظرة للمطروح من خلال التجسيد على خشبة المسرح المتضمن ثلاثة نماذج للمرأة جسدتها الأولى شخصية العرافة ، والثانية خبيرة التجميل ، والثالثة قاصر ..

حيث تتعرض تلك القاصر للإستغلال في جسدها ، روحها وإختراق طفولتها وإغتيال براءتها ..

مقدمة من خلال سياقات نفسية وأجتماعية تبحث في ذات الوقت عن التحرر وفق علم النفس والتطهير في علم المسرح لهذه الشخصيات التي تصل ذروة الأزمة بإجترار الذكريات الأليمة ..

وهي عبارة عن حكايات وقصص وأحداث وإنفعالات مكثفة ..

والضحية هي ذات المرأة في أنخفاض قيمة تقدير الذات وقيمة أستضعافها من المجتمع وتحديداً الرجل ..

فالأنوثة مشكلة في أغلب المجتمعات العربية ..

وتوصيف الفكرة ودلالتها تتختلف بين تشوهات نفسية وأخرى تتكابدها العنوسة ، وعدم المساواة بين الرجل والمرأة ..

النص يزخر بمدلولات ومقالات من داخل الحياة البسيطة والمترفة تبسيطا للعرض في تجسيد الأدوار ..

الأرتباط الإيجابي من أعظم ما شاهدت في هذا العرض النسائي ..

ونون الفجوة هو تسخير لإمكانيات المسرح وأدواته في مناقشة قضايا وهموم المرأة على فترات ومراحل عمرها وتاريخ الشعوب العربية بدءاً من وأد البنات ختاماً بمدلولات القهر المختلفة ..

وتوظيف السايكودراما في الكتابة المسرحية والاخراج ..

ترتفع قيمة الثقافة المسرحية في عرض تقنيات الإضاءة بتوزيعها بين الأزياء البيضاء والشخصيات اللاعبة على تتيمة المعالجة ..

ومسرح بسيط في سينوغرافيا ممتعة ومدهشة ..
لون وضوء يأخذك إلى عالم حركة الولادة ..
والخوف الفرح ..

وطقوس الزار والنوبة والطار ودفوف ووتارة تعود بك الي انوثة تحتاج للرجل ، وتهرب منه مرة …

ومشهد يعبر عن التراث السوداني فيه من الصور المشهدية الكثير ، حتي طقوس الدخان ، الذي تمتاز به المرأة السودانية دون غيرها ..

وفي هذا جمال المتعة البصرية ، وموسيقي حيه لشخصية طيف رابعة من ضمن شخصيات العرض لها وتداخل مع هذه الشخصيات الأساسية التي تلعب الأدوار وتتلاعب بك بأخذك إلى عوالمها ، ليس مشفقاً عليها بل مؤيداً لقضيتها وتضاد الألوان الأبيض والأسود والحياة والموت دخولاً وخروجاً من عدمية الحياة إلى الوجود الفعلي في كمون البداية كالمشيمة للجنين ..

وتعدد الأوضاع ومقاعد كأقفاص العصافير تشبيها لروح ورومانسية المرأة في طلب الحرية والتغريد واصطداماً بواقع مؤلم ، وعنف متنوع العرض ..

كان من أجمل العروض التي شاهدتها خلال هذا العام تطوراً في الشكل والمضمون ، ومنهج إخراج أدخل الجمهور في فجوة نفسية وأجتماعية ، وخاصة أن هذا العرض كان مزيج منطوق بالغة العربية وجمال حضور واللهجه السودانية ..

فضلاً عن ذكاء المخرج في تجسيد عمومية التجربة للمرأة في كل العالم ، لتدافع عن نفسها من التسلط والقهر والفقر والإغتصاب والتفرقة وقضايا النوع …

إن النص والعرض أنصفهما في هذه المساحة ، فهماً ورؤية وأداء تمثيلي محترف تكاملت فيه عناصر العرض لتقديم لوحة ومشاهد وموسيقى وصوت منصوص لتقول كلمتها وتأخذ قرارها وتدافع عن نفسها ..

ويبقي الأمل مابقيت الحياة في خروج القمر ، رامزاً له وبالتالى مغادرتهن لأقفاص وأد الفكر و إغتيال الإنسانية ، لتتمحور زاداً لهن في النزوح ، وهذا بالطبع لا ينفصل عن السياق السياسي لكثير من أحوال السودان ، موطن الكاتب المخرج وحال آهات نون العالم العربي…

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.