في حوار خاص لـ”سوداني بوست”.. مدير مصنع الصندل للصناعات البلاستيكية بالقضارف: غطينا السوق المحلي ونتجه للتصدير رغم التحديات
في حوار خاص لـ”سوداني بوست”.. مدير مصنع الصندل للصناعات البلاستيكية بالقضارف: غطينا السوق المحلي ونتجه للتصدير رغم التحديات
القضارف – حوار: روضة محمد توم
كشف المهندس عصام إسماعيل، المدير العام لمصنع الصندل للصناعات البلاستيكية بولاية القضارف، في حوار خاص مع “سوداني بوست”، عن النجاحات التي حققها المصنع منذ انتقاله من ولاية الجزيرة إلى القضارف، رغم التحديات
الكبيرة، وعلى رأسها مشكلات الكهرباء والبيئة التشغيلية.
بداية جديدة بعد التهجير القسري
وأوضح إسماعيل أن انتقال المصنع إلى القضارف جاء عقب دخول قوات الدعم السريع إلى ولاية الجزيرة، ما اضطرهم لترحيل الآليات إلى ولايتي القضارف والنيل الأزرق. وقال:
“بعد أن استأجرنا موقعاً في القضارف، شرعنا في تركيب الآليات، بينها ماكينة لإنتاج حبال السرائر بطاقة إنتاجية تبلغ 2 طن يومياً. نغطي حاجة السوق المحلي من هذا المنتج المعروف باسم (الذهبي)، ونصدر الفائض إلى دول الجوار مثل إثيوبيا وإريتريا.”
خطوط إنتاج متعددة
وأضاف أن المصنع يضم خطاً آخر لإنتاج الأكياس البلاستيكية بأنواعها المختلفة (أكياس المخابز، النفايات، الساندوتشات، والآيسكريم)، بطاقة يومية تفوق طن ونصف. كما يضم قسماً ثالثاً مخصصاً لإنتاج الأباريق البلاستيكية عبر ثلاث ماكينات، بإنتاج يومي يصل إلى 500 دستة، يغطي احتياجات ولاية القضارف والولايات المجاورة.
الكهرباء.. التحدي الأكبر:
وأشار إسماعيل إلى أن أبرز العقبات التي تواجه المصنع تتمثل في ضعف الإمداد الكهربائي، قائلاً:
“نعمل حالياً بمحـول قدرته 200 ك.ف.ا، وهو لا يكفي لتشغيل كامل خطوط الإنتاج. قدمنا طلباً لتحويله إلى محول 500 ك.ف.ا حتى نتمكن من استيعاب الماكينات المتوفرة وزيادة الطاقة الإنتاجية.”
ماكينات جاهزة لكنها معلّقة:
وأكد أن لديهم ماكينات جاهزة لم تُركب بعد، تشمل خطوطاً لصناعة الكراسي البلاستيكية، وخزانات وبراميل المياه، بسبب تحديات تشغيلية ولوجستية. كما أشار إلى وجود ماكينات أخرى في ولاية البحر الأحمر (بورتسودان) في انتظار الترحيل والتركيب.
ازدواجية الإجراءات:
انتقد إسماعيل ما وصفه بـ”ازدواجية المعايير” بين مفوضية الاستثمار والسلطات المحلية، موضحاً:
“حصلنا على رخصة صناعية من الاستثمار وسجل تجاري للاستيراد والتصدير، بينما تطالبنا المحلية برخصة تجارية إضافية، ما يزيد الأعباء التشغيلية.”
ودعا إلى تخفيف الأعباء الضريبية والقيمة المضافة على مدخلات الإنتاج، مبيناً أن ارتفاع الرسوم يقلل من تنافسية المنتج المحلي أمام المستورد.
حماية الصناعة الوطنية:
وفي ذات السياق، طالب إسماعيل بإيقاف استيراد المنتجات البلاستيكية الجاهزة التي يتم إنتاجهاخارجيا ، خاصة تلك القادمة من مصر، والتي تُباع بأسعار أقل من تكلفة التصنيع المحلي، معتبراً ذلك تهديداً حقيقياً للصناعة الوطنية والمحلية وفرص التشغيل.
دعم حكومي وتشجيع للاستثمار:
وأشاد إسماعيل بدور حكومة ولاية القضارف ومفوضية الاستثمار، مؤكداً تخصيص قطعة أرض لهم بمنطقة “الليا” الصناعية للتوسع مستقبلاً. كما ثمّن زيارة والي القضارف للمصنع والتي وصفها بالداعمة والمحفّزة، وقال:
“الوالي أبدى اهتماماً كبيراً وأكد أن مكتبه مفتوح لتذليل أي صعوبات تواجهنا في سبيل دفع عجلة الإنتاج.”
التزام بالمسؤولية المجتمعية:
وأوضح أن المصنع يضطلع بدوره في المسؤولية الاجتماعية، حيث وزّع سلالاً رمضانية للنازحين، ونظم إفطارات جماعية، وقدم مساعدات إنسانية متنوعة دعماً للمجتمع المحلي.
خسائر فادحة في الخرطوم وخطط للتوسع:
وكشف إسماعيل أن مصنعهم في الخرطوم تعرض للنهب بالكامل خلال الأحداث الأخيرة، مُقدّراً الخسائر بأكثر من 2 مليون دولار، وقال:
“كل المعدات سُرقت وتحولت الماكينات إلى هياكل فقط. ورغم ذلك سنعيد البناء، وسنظل ماضين في خطة التوسع، ليصبح مصنع القضارف فرعاً دائماً ومركزاً للتصدير.”
وأعلن عن خطة مستقبلية لتوسيع الإنتاج ليشمل تصنيع خزانات المياه، أنابيب الدربات، وعلب الفحوصات الطبية، مؤكداً التزامهم بدعم السوق المحلي والمساهمة في تشغيل الأيدي العاملة رغم التحديات.
كلمة ختامية:
وفي ختام حديثه، تقدّم المهندس عصام إسماعيل بجزيل الشكر لموقع “سوداني بوست”، قائلاً:
“أشكر منصة سوداني بوست على هذا اللقاء، وعلى اهتمامها بتسليط الضوء على قصص النجاح رغم التحديات. الحوار كان فرصة مهمة لإيصال صوتنا والتعريف بما نقوم به في مجال الصناعة المحلية. الإعلام الواعي شريك أساسي في دعم الاقتصاد الوطني، ونتمنى استمرار هذا النوع من التغطية الداعمة للإنتاج والتنمية.”