آخر الأخبار
The news is by your side.

فلسفة الإنتقال المعقد.. حوار مفتوح … بقلم: وائل محجوب

فلسفة الإنتقال المعقد.. حوار مفتوح … بقلم: وائل محجوب

 

• تمزقت وحدة صف القوى السياسية بسبب المواقف حيال الثورة وكيفية التعامل مع مطلوباتها السياسية وقاد ذلك لمواقف حادة تجاه الحكومة الانتقالية الأولى.. والتي للمفارقة شاركوا جميعا في صناعتها ومن بعد تنصل نفر منهم منها مثلما تنصلوا من أساسها الدستوري الذي شاركوا في صياغته بلا استثناء، فكانت المحصلة حكومة صنعتها القوى السياسية المختلفة، وصارعتها هي بذاتها، ولم يدافع عنها أحد.

• ونحن اليوم سنجلي المواقف بدقة تليق بخطر ما نواجه.. يعيب علينا البعض إسنادنا للحكومة الانتقالية بالرغم من انها بنيت على تحالف مع العسكر.. ولهولاء نقول نحن ما قبلنا التفاوض إبتدأ وكانت لنا رؤى مختلفة حيال التعامل مع الثورة والدولة، لكنا استجبنا لشروط الواقع الماثلة التي لا مهرب منها، وطالما ارتضت كافة القوى السياسية بمبدأ التفاوض السياسي للإنتقال السلمي فهي بلا استثناء قد اعترفت بالواقع الماثل اليوم، ولا سبيل للإلتفاف على ذلك، فهي لم يك امامها سبيل لإستلام جهاز الدولة بمؤسساته سوى التفاوض مع القوى المحتكرة للسلاح والمهيمنة على مقاليد جهاز الدولة.

• وإذا تصور البعض أنهم سيقومون بثورة جديدة، سيكون ذلك من دواعي الرضاء وسننحاز لصفهم بغير شك، لكنهم سيقفوا ذات الموقف طالما التمسوا السلمية وعمدوا لسقوفها السياسية، لن يكون بمقدورهم سوى التفاوض في نهاية الشوط مع ذات القوى الممسكة بمقاليد البلاد بتشكيلها الراهن، طالما لن يستطيعوا دحرها واقصائها عن المشهد بهزيمة نهائية وحاسمة.

• إسترداد الرشد لساحة العمل السياسي يبدأ أولا بتفاهم واسع وشامل للقوى السياسية والمدنية بقصورها ومكامن ضعفها، وتلك خطوة لازمة لإعادة توحيدها في مواجهة مشروع ضخم يستهدف عسكرة المرحلة الانتقالية مرحليا وعسكرة الحياة السياسية بأكملها لاحقا، فكيف السبيل لمواجهة ذلك المخطط..؟

• وحدة القوى السياسية والمدنية.. تلك هي الكلمة الغائبة في المشهد، من الطبيعي أن تختلف تصورات القوى السياسية والمدنية في توصيف المرحلة، ومن الطبيعي كذلك أن تختلف مصالحها تبعا لبرامجها ومصالحها وما تمليه عليها، لكن تكاتفها هو ترياق هذه المرحلة وهو حائط صد جبار.. في مواجهة قوى تستهدف تفكيك وحدتها للإجهاز على الثورة وتفريغها من مضامينها.. وتفكيك عرى الحاضنة المدنية للحكومة الانتقالية.

• نحن لم نصل لهذه المرحلة الإنتقالية الإ بوحدة صنعت الفارق في مسيرة إستمرت ٣٠ عاما، وكانت هي تلك اللحظة العبقرية التي هزمت صلف الإنقاذ وجهلها وعنفها، وما ينبغي الإ أن نقدم نماذجا مغايرة لطردها وطرد افكارها المشئومة من الحياة السياسية مرة وللأبد، ولن نحقق ذلك بمثل هذا التشرذم الحادث الأن.

• بعض رفاقنا لا يعجبهم ما نطرح وبعض اعدائنا يعجبهم قولنا، وهم في جهلهم سادرون منذ آماد بعيدة، لكن لا يصح الإ الصحيح، توحيد القوى السياسية والمدنية هو شرط لازم لإستعدال كفة الميزان في هذه المرحلة الانتقالية، وإذا اختل ميزان القوى حتما هو سيرجح كفة القوى العسكرية ومليشياتها بمثل هذا التصدع والبيع والشراء الذي بات يتم علنا، والمأجورين الذين باتوا لا يتحرجون في العمالة للجهات الأجنبية، وهي لحظة لن يخرج منها الوطن الإ ممزقا ومهدما، ودوننا تجارب الدول من حولنا وفيها ما يفيدنا.

• تصحيح مسار هذه الفترة الإنتقالية يبدأ ويتأسس بمواجهة الحقائق وترك الأوهام، وأول ذلك هو الإجابة على أهم الاسئلة المتعلقة بسلامة الوطن، كيف سنحافظ على وحدته، فكل شأننا انما ينبغي أن يؤسس على ذلك، وكيف سنجنبه مخاطر الانهيار، وفي الإجابة على سؤال مهم، فلنفترض أن هذه الحكومة بكل سؤاتها ينبغي أن تسقط اليوم قبل الغد كيف سنحقق ذلك، فهي بغير شك لن تسقط بالشعارات، وما سقطت الإنقاذ بالشعارات انما بتراكم إحتاج لثلاثين عاما، حتى وجد قوى ملهمة تقود وتنظم الشارع تمثلت في تجمع المهنيين وقواعد على الأرض مثلتها لجان المقاومة مضت بالثورة حتى نصرها الجماهيري، فأين هي تلك القوى اليوم وماذا اصابها..؟

• يضاف لذلك أن القوى السياسية تفرقت أيدي سبا وهرول غالبها نحو الكراسي بغير وعي أو رشد بينما فككوا حواضنهم السياسية والمدنية، كانما كان الحكم الزائل هذا هو المبتغى، بينما تقوم فلسفة الإنتقال على القضايا الجماهيرية ولا تتأسس الإ على تقديم من يستطيعون تنفيذ شعاراتها وأهدافها.

• المخرج من كل من نرى ونشاهد هو التحام جديد للقوى المدنية يبنى على نقد ذاتي للمواقف، وإسترداد كامل للكيانات التي قادت الثورة، يبنى على تصحيح لكامل للمواقف السياسية الخاطئة، ورؤية متقدمة لهذه المرحلة وكيفية التعامل معها، وبالإسراع في دعم الكيانات المدنية من نقابات وإتحادات، والتصدي للتلاعب الذي يتم الأن وشراء الذمم، وإستباحة الساحة السياسية بواسطة المخابرات الأجنبية، وعلى تطوير لإعلان الحرية والتغيير وبرنامج سياسي شامل تتوافق عليه جميع قوى الإعلان من جديد ومن أبى فعلى نفسها جنت براقش.

• لن نعبر هذا الصراط المستقيم بالهتافات والتشرذم، انما بالوعي بالأخطار المحدقة، وكيفية التعامل معها، وبتقدير عال لنتائجها، وحدة القوى المدنية والسياسية هي شأن مقدم على ما عداه، وهذا هو شرط الإنتقال الأول، ولن تستقيم حكومة مدنية بغير استقامة حاضنتها السياسية والمدنية.

 

كسرة؛

 

الزم محلك

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.