فاجعة صحفية وثقافية في السودان بفقدان الدكتور يحيى فضل الله وآخرين في الحرب
فاجعة صحفية وثقافية في السودان بفقدان الدكتور يحيى فضل الله وآخرين في الحرب
القضارف : روضة محمد توم
شهد المشهد الصحفي والثقافي السوداني ضربات موجعة منذ اندلاع الحرب في البلاد، حيث فقدت الساحة الإعلامية العديد من أعلامها البارزين بين قتيل ومفقود ومهجّر. ومن أبرز هؤلاء الدكتور يحيى حماد فضل الله، الذي شكّل رحيله خسارة لا تُعوض للإعلام والثقافة السودانية. هذا الواقع الكارثي يُبرز التحديات الجسيمة والانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في السودان يومياً.
تحديات وصعوبات الصحفيين في السودان
مع تصاعد وتيرة الحرب، ازدادت معاناة الصحفيين، حيث يواجهون ظروفاً خطيرة تعرقل عملهم وتعرض حياتهم للخطر:
1. الاستهداف المباشر والانتهاكات الجسدية:
يتعرض الصحفيون للاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري من قبل أطراف النزاع.
الاعتداء على الإعلاميين أثناء تغطيتهم للأحداث والهجمات المتكررة على مقرات الصحف والإذاعات.
2. الرقابة والسيطرة على الإعلام:
تشديد الرقابة على وسائل الإعلام، وإغلاق الصحف والقنوات المعارضة للأطراف المتنازعة.
تقييد حرية النشر، ومحاولة إخماد الأصوات المعارضة حتى على منصات التواصل الاجتماعي.
3. التهديدات الأمنية وحماية الهوية:
الصحفيون مستهدفون بناءً على انتماءاتهم الجهوية أو المهنية، وغالباً ما يُتهمون بالتعاون مع أحد أطراف النزاع أو بنشر معلومات مضللة.
4. انعدام بيئة العمل الآمنة:
انهيار البنية التحتية للاتصالات والإنترنت يجعل الوصول إلى المعلومة ونقلها مهمة شاقة.
غياب الأمن في مناطق النزاع يحوّل العمل الصحفي إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر.
5. الأزمات الاقتصادية:
توقف العديد من المؤسسات الإعلامية بسبب نقص الموارد المالية.
انقطاع رواتب الصحفيين وارتفاع معدلات البطالة بينهم.
6. الضغط النفسي والاجتماعي:
يعاني الصحفيون من صدمات نفسية بسبب مشاهد العنف المستمرة وفقدان زملائهم.
الهجرة القسرية والانفصال عن أسرهم سعياً وراء الأمان.
7. التضليل الإعلامي وحروب المعلومات:
انتشار الأخبار الكاذبة والدعاية الموجهة يضع الصحفيين أمام معضلة نقل الحقيقة دون الانحياز.
استخدام الإعلام كأداة لتأجيج الصراع يُعرض الإعلاميين لمزيد من المخاطر.
الدكتور يحيى فضل الله: إرث ثقافي وإعلامي خالد
يُعد الدكتور يحيى فضل الله رمزاً من رموز الإعلام والثقافة السودانية، حيث ترك بصمة لا تُمحى في مجالات الأدب والصحافة والتراث. عمل معداً للبرامج في تلفزيون السودان وقناة النيل الأزرق، وبرز بعموده الصحفي المتميز “تر اللوم”.
كما كان أديباً بارزاً، وقدم للساحة الأدبية روايات شهيرة مثل “زواج زقندي”. إلى جانب ذلك، أبدع كشاعر وملحن متخصص في التراث السوداني، حيث أغنى الساحة الفنية بمساهماته الإبداعية التي جمعت بين الأصالة والتجديد.
ختاماً
على الرغم من التحديات والمخاطر التي يواجهها الصحفيون في السودان، يظل دورهم محورياً في كشف الحقائق ونقل معاناة الشعب السوداني. الفقدان الكبير الذي شهده الوسط الإعلامي والثقافي يُحتم على الجميع التفكير في أهمية حماية الصحفيين وضمان حرية الإعلام كمطلب أساسي لتحقيق السلام والاستقرار في السودان.