آخر الأخبار
The news is by your side.

عيال زايد … ضررهم أكبر من نفعهم، بقلم: أمجد هاشم

عيال زايد … ضررهم أكبر من نفعهم، بقلم: أمجد هاشم

فلتكن لنا في مصر عظة و عبرة (2_2)

كنت من الداعين في وقت مُبكر جداً ما بعد 11 ابريل إلى مواجهة دول الخليج الداعمة للمجلس العسكري وفضح دوافعهم و إحراجهم دولياً عبر التظاهر حول سفاراتهم في أوروبا و أمريكا لاعتقادي الجازم أن موقفهم ضد الثورة السودانية هو موقف أصيل لن تجدي معه دعوات التهدئة و المناورة.

فالسِمة الأساسية للأنظمة الحاكمة في الخليج هي أنها أنظمة إستبدادية تَحكُم شعوبها بالحديد والنار ولن تقبل إطلاقاً بوجود أنظمة ديمقراطية مستتبة على مقربة منها في جوارها الإقليمي. البعض و منهم القيادي بالحركة الشعبية ياسر عرمان كانوا من أكبر المروجين لفكرة عدم التصعيد و صرح بالنص قائلاً (الإمارات حليف حقيقي في المعركة ضد دولة التمكين وعلينا التعامل معها بلا تحفظ) و ظَنَّهُ هذا في إعتقادي يستند على كتلة من المقدمات الخاطئة (a mass of shit) أولها كانت رهانه على عداوة الإماراتيين المبدئية للإخوان المسلمين وإغفاله حقيقة أن خصومة الاماراتيين مع الفكر الأخواني لم تحول بينهم و بين التواصل والتنسيق مع حركة الإصلاح (الإخوانية) في اليمن على سبيل المثال وأن عداءهم المزعوم للإخوان المسلمين لم يمنعهم من الإنفتاح على نظام البشير (الأخواني) والتصالح معه حتى اللحظات الأخيرة من عمره و فيديو محمد بن زايد الذي يكيل فيه المدائح لعمر البشير مبذول في اليوتيوب لمن يريد الاضطلاع عليه و هو ما يؤكد أن الإمارات لم تكن لديها مشكلة في التعامل مع الإخوان المدجنين (كيزان السودان) ولكنها ضد الإخوان الملتزمين بأيديولوجيا الإسلام السياسي العابرة للدول أو ما يسمى بالتنظيم الدولي، وهو خوف مشروع يغذيه وجود حاضنة شعبية مهيئة للفكر الإخواني في الخليج بالإضافة الى الإنتشار الكثيف للخلايا الإخوانية النائمة هناك والتي يمتد وجودها الى ستينات القرن الماضي عندما إستجار الإخوان بالملك فيصل من بطش جمال عبدالناصر.

إذاً فالإخوان الملتزمين بأيديولوجيا الإسلام الحركي وليس الكيزان هم من يمثلون تهديداً مباشراً لعروش الأمراء في الخليج، ربما يختلف هذا التهديد في طبيعته ولكن لا يختلف في خطورته عن تهديد الليبراليين والعلمانيين الساعين لتحقيق التحول الديمقراطي في بلدانهم ومن هذا المنطلق فإن عداء الإمارات للتيارات الليبرالية والعلمانية لا يقل بأي حال من الأحوال عن عدائها للإسلاميين.

إن موقف حكام الإمارات المعادي لتطلعات الشعوب في حقيقته هو موقف أصيل ومبدئي ضد أن تنجح أي دولة من دول المنطقة المحيطة بهم في تحقيق إنتقال سياسي ديمقراطي سلس قد يحولها إلى مِثال يُحتذى بواسطة الشعوب الخليجية المقهورة والتي وَقَرَ في وعيها أن الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة مرتبطان لا محالة بالحروب الأهلية والدمار (سوريا، ليبيا، اليمن).

بالنتيجة لا يبقى أمام الخلايجة عند التعامل مع التغييرات السياسية في السودان إلا خياراً وحيداً و هو تمكين الطبقة العسكرية الفاسدة والمنقادة (النموذج السيساوي) وحبذا لو كانت هذه الطبقة العسكرية تسيطر عليها ميليشيات مسلحة غير منضبطة بقيم الشرف العسكري و لديها الإستعداد لممارسة الإرتزاق علنا (النموذج الحفتري) ، والدليل على ما خلصت إليه هو أن حكام الخليج كان بمقدورهم بعد إسقاط مرسي و زوال الخطر الأخواني في مصر أن يدعموا القوى العلمانية والليبرالية هناك للخروج بمصر من مأزقها السياسي ولكنهم لم يفعلوا بل اختاروا أن يتآمروا على الثورة المصرية وأن يفرضوا السيسي على المصريين حاكماً عسكرياً لقطع الطريق على تطلعاتهم للحرية والديمقراطية وهو تماماً ما يخططون لفعله في السودان و لم يُثنِهِم حتى الآن عن تحقيق مرادهم إلا يقظة الشعب السوداني و تمسكه بحلم الإنتقال إلى دولة مدنية ديمقراطية كاملة الدسم.

من المهم في هذه المرحلة من عمر الإنتقال و التي تتسم بإنفتاح الدول العظمى على الخرطوم أن نعيد تقييم و ضبط علاقاتنا مع محيطنا الإقليمي بناءاً على مواقف القوى الأقليمية من السودان و تأثيرها سلباً أو إيجاباً على إنتقالنا الديمقراطي الهش و المُعَرَّض للتقويض بفِعل المؤامرات الخارجية، هذا هو الوقت الأنسب لإقامة مؤتمر تدار فيه نقاشات علمية موضوعية و دراسات تحليلية عميقة تُشَرِّح مواقف هذه الدول و مدى تأثير هذه المواقف على فرص نجاح الإنتقال المدني الديمقراطي في السودان و على أساس هذا التحليل يتم تحديد ملامح و أطر و حدود لعلاقات السودان الخارجية وفقاً للأجندة الوطنية السودانية، فملف العلاقات الخارجية أكبر من أن يديره وزير منفرد حسب أهواءه. و لنا عودة

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.