آخر الأخبار
The news is by your side.

عقدة الدكتور أكرم … بقلم: بشرى احمد علي

عقدة الدكتور أكرم … بقلم: بشرى احمد علي

الكيزان يرون ان الفضل يعود إليها في الاطاحة بدكتور أكرم من منصبه كوزير للصحة في الحكومة الانتقالية والتي اعقبت سقوط البشير ، ويُذكر ان مراسلة قناة العربية لينا يعقوب والمقربة من رجل المخابرات القوي في عهد البشير صلاح عبد الله قوش قد قامت بقيادة هذه الحملة الممنهجة ضد وزير الصحة المعزول الدكتور أكرم عن طريق استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وموقع باج نيوز لتحريض الرأي العام ضد الدكتور أكرم التوم ووصف سياسته بالفاشلة، وقد وقف وزير الصحة السابق في المعركة وحيداً، ولكنه قاد بنجاح سفينة إنقاذ السودان من جائحة الكورونا، وبعد أن رست السفينة بسلام على شواطئ الأمان كان لا بد من حرقها والاستغناء عن الكابتن الذي كان يدير طاقمها.

والدكتور أكرم، خريج كلية الطب جامعة الخرطوم، كان أول وزير صحة سوداني يحمل مشروعاً كبيراً بخصوص إصلاح هذه الوزارة، حيث رفع شعار مجانية الدواء وعودة المستشفيات الحكومية التي صادرتها الحركة الإسلامية لحظيرة الدولة، وقد واجه معارضة صلبة من قبل تجار الدواء واعضاء حزب المخلوع بسبب تلك السياسات ، ثم تعقدت سياساته واصطدمت بتردي الوضع الاقتصادي الذي ورثته الحكومة الانتقالية، ثم أطلت جائحة الكورونا الأمر الذي وضع المزيد من العقبات أمام خطى وزارته.

ويلاحظ وجود أزمة صامتة بينه وبين رئيس الوزراء الدكتور حمدوك، وعلى الأرجح تمت مقايضته باقصاء مدير الشرطة الفريق عادل بشاير، وقد رفض الدكتور أكرم اسلوب الاستقالة الجماعية وقبل بطريقة تنحيته عن طريق (الاقالة)، وهي طريقة لا يحبذها شاغلي المناصب الوزارية في السودان، ولكن الدكتور أكرم اختار تلك الطريقة للرحيل ليضع التحدي الصحي في البلاد على طاولة الدكتور حمدوك والذي أصبح الان بين نار الشارع  الذي ينادي بمجانية الدواء وتوفير الرعاية الصحية وبين نار تجار الدواء الذين اغتنوا من المواطن عن طريق المضاربة في الدواء.

ذهب الدكتور أكرم ولكنه ترك ثقافة المطالبة بالحقوق والإصلاح والاعتذار وتقبل المسؤولية، ترك قيم المهنية والنزاهة..

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.