آخر الأخبار
The news is by your side.

طموحات حميدتي … بقلم: بشرى أحمد علي

طموحات حميدتي … بقلم: بشرى أحمد علي

أستغرب عدد من المراقبين …لماذا ينتقد الجنرال حميدتي الحكومة المؤقتة وهو   الذي يملك فيها نصيب الاسد ؟؟وما هي القوى التي تقف عقبة في وجه طموحاته وتحدد مناطق توسعه ؟؟

فالجنرال حميدتي يملك الان قوات توازي الجيش السوداني من ناحية العدد والعتاد ، ويسيطر على  شركات التنقب عن الذهب والمعادن في كل انحاء السودان ، وتقارير للمخابرات الأمريكية رجحت انه ينقب عن اليورانيوم في جنوب دارفور وينسق مع الروس لترويج هذا المعدن.

يملك الجنرال حميدتي جهاز مخابرات خاص به ومعتقلات سرية وعلنية وقنوات فضائية تبشر بمشروعه السياسي .. الجنرال حميدتي يدفع لقواته مرتبات ثلاثة اضعاف ما يتلقاه قادة الجيش النظامي ، ويفكر الآن في إنشاء قوات جوية وبناء مطارات في مختلف انحاء السودان ، و  بنى تحتية لقواته تمثلت في المستشفيات والمراكز الصحية الخاصة التي تهتم بصحة افراده حتى انه يملك قوات مطافئ وسيارات إخلاء طبي.

هناك خط أحمر للقضاء والنيابات لا تتجاوزه فيما يخص قوات الدعم السريع ، فلا أحد يجرؤ على رفع قضية ضدها حتى وان تعلقت بالدم المسفوك أو الحق العام ، وكل قضية ضد الدعم السريع يتم تقييدها ضد مجهول أو يتلكأ القضاء في الفصل فيها حتى تغيب عن ذاكرة الناس.

له علاقات خاصة مع اطراف اقليمية متنوعة ، تدعمه وتمده بالسلاح ، وهناك شركة خدمات إسرائيلية مقرها كندا تقوم بتقديمه للولايات المتحدة

والأهم من كل ذلك أنه يضمن الولاء التام من قبل منسوبي قواته وذلك لأن سلطة القبيلة أقوى من عقيدة الجيش النظامي ، وبعد تحالفه مع الحركات المسلحة في دارفور فيما يُعرف بإتفاق جوبا يكون الجنرال حميدتي قد سيطر بالفعل على دارفور ولا مجال لمنافسته في حكم هذا الإقليم، واضمحلت سلطة الدولة المركزية لتكون محصورة في الخرطوم ، وبذلك تكون الدولة التي يقودها الفريق برهان في الخرطوم تبدو مثل قصر الرمال الذي يبنيه الأطفال على شواطئ البحار ، ويستطيع حميدتي بضربة لازب ان يقوم بليلة التخلص من الرفاق شبيهة بليلة السكاكين الطويلة التي جرت في المانيا النازية والتي قضت على خصوم هتلر المحتملين.

ولكن محاذير اقليمية ودولية اعترضت تلك الخطوة، واحباط الثورة السودانية لتلك البروفة في الثلاثين من يونيو من عام 2019 هي التي جعلت اماني الجنرال حميدتي تتقازم امام الثورة الشجاعة ، وكلنا راينا كيف كان الجنرال حميدتي يحقق مع رئيس الاركان السابق هاشم عبد المطلب حول إنقلابه على الحكم بينما المفترض ان هذا العمل يجب ان تقوم به القوات المسلحة.

لذلك الجنرال حميدتي لا يخشى من قلة أو اكثرية لأنه الحاكم بامر الله في السودان ، وقد التهم كل الدولة السودانية ولكن ذلك لم يحد من شراهته لنيل المزيد وحصد المزيد من النقاط .

في خطبته العصماء وهو يتذمر من سوء الاحوال في السودان الجنرال يحاول إخفاء قوته الحقيقية بالزعم ان هناك من يعرقلون مسيرة الإصلاح في السودان، وبأنه لا حول له ولا قوة أمام حفنة من الوزراء.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.