آخر الأخبار
The news is by your side.

طرب … بقلم: طارق البرغوثي

طرب … بقلم: طارق البرغوثي

الفنان عندما تلمع في اذنه الموسيقية نغمه فانه ينتج لحناً، كذلك الشاعر الذي يعيش موقفا جمالياً ينتج قصيدة ، والاديب اذا الهمه موقف انتج نثراً، اما المفكر يبتهج حين يعثر على فكرة جديدة او مقولة عظيمة او بحثا لحل مشكلة ، هل جربت ان تبكي لانك عثرت على فكرة عظيمة اذا لم تفعل فانت لا تصنف في هذه المجموعة التي يفصلها عن الجنون شعره !
الزمخشري من ائمة المعتزلة ولا دخل لي بمذهبه وهو ايضا من ائمة اللغة وهو صاحب كتاب الكشاف يصف مشاعره ويقول :

سَهَري لِتَنقيحِ العُلومِ أَلَذُّ لي
مِن وَصلِ غانِيَةٍ وَطيبِ عِناقِ

وَصَريرُ أَقلامي عَلى صَفَحاتِها
أَحلى مِنَ الدَوكاءِ وَالعُشّاقِ

وَتَمايُلي طَرَباً لِحَلِّ عَويصَةٍ
في الدَرسِ أَشهى مِن مُدامَةِ ساقِ

وَأَبيتُ سَهرانَ الدُجى وَتَبِيتُهُ
نَوماً وَتَبغي بَعدَ ذاكَ لِحاقي.

سؤل اينشتاين : ما الفرق بينك وبين اي انسان عادي ؟!
قال : لو طلبت من انسان ان يبحث عن ابرة في كومة قش ماذا يكون شعوره ؟! سيصيبه اليأس واذا ثابر فانه قد يجد الابرة ولكن كم من الملل سيصيبه اثناء البحث عنها ؟!
اما أنا فأقوم بالبحث عن افكار في كومة كتب واكون مستمتعاً في البحث وعندما أجد الفكرة فإنني ابدأ بالبحث عن اخرى ، لعلي اكون قد وضحت لك الفرق !

في مرحلة الدراسات العليا كان يحاضر بنا بروفيسور اسمه مؤيد السالم كان عمره يقترب من الثمانين ،كانت له روح توّاقه ،كم كانت سعادته كبيرة عندما كان يسأل ويلتقط منّا اجابات راقية خارج المألوف ، كم كنت احب النظر اليه وهو ينتشي طرباً عندما كانت الاجابات تشفي غليله.
عالم الفكر موسيقى لا يعرف العزف عليه الا قلة اختارهم الله.
وانتم ايها القارئون هل صادفتم كالزمخشري من وقع صرير اقلامه اكثر طربا من مقامات الموسيقى ونغماتها ؟! بالله دلوني عليه !

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.