صيانة العربات المتعطلة بوزارة الإنتاج هي استعداد للموسم الزراعي بالقضارف
“الصيانة ليست تراجعًا.. بل قرار واقعي مدروس”
كتبت : روضة محمد توم
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، ووسط التحديات المتزايدة في تمويل الخدمات العامة، تبنّت وزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية بولاية القضارف خيار صيانة العربات القديمة، ليس كخيار ارتجالي، بل كخطوة واقعية ومدروسة تستند إلى تقييم دقيق للاحتياجات والإمكانيات.
من السهل نظريًا الدعوة لتجديد الأسطول بالكامل، ولكن في الواقع العملي، فإن شراء العربات الجديدة يتطلب ميزانيات ضخمة لا تتوفر حاليًا في ظل الأولويات التنموية الكبرى التي تتطلب موازنة دقيقة بين المتاح والمطلوب. ولعل الأهم من امتلاك عربة جديدة، هو وجود عربة صالحة للعمل، مؤهلة لأداء المهام الميدانية بكفاءة — وهو ما توفره خطة الصيانة الحالية.
لقد أثبتت تجارب سابقة أن صيانة العربات ، حين تُدار باحتراف ومتابعة ، تُمكن من إطالة عمر الخدمة، وتوفير الوقت والتكلفة، مع تحقيق الجاهزية المطلوبة للموسم الزراعي. كما أن هذه الخطوة لا تُغلق الباب أمام التجديد، بل تأتي في إطار خطة مرحلية توازي بين الترميم والإحلال وفقًا لمعايير الأولوية والجدوى الاقتصادية.
نُقدّر كل صوت ناقد يسعى للصالح العام، ونؤمن أن الاختلاف في الرؤى جزء من منظومة التقييم والتقويم. ولكننا نؤكد أن قرار الصيانة لم يكن مجرّد رد فعل، بل نابع من حرص الوزارة على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الأصول المتاحة، وتمكين فرق العمل من أداء مهامهم دون تعطيل.
الجاهزية لا تُقاس بجِدة الآليات، بل بكفاءة إدارتها.
وبالإنتاج لن نحتاج.