صراع التاريخ “السنة والشيعة واليهود، العرب والفرس وإسرائيل”
صراع التاريخ “السنة والشيعة واليهود، العرب والفرس وإسرائيل”
بقلم: عبدالله بشير
من أراد النظر إلى الصراع الدائر الآن بين دولة إسرائيل، “الكيان الص8يوني” و دولة إيران، “نظام الملالي أو الفقيه” من زاوية مختلفة، عليه إمعان النظر في الواقع جيدًا مع الرجوع إلى التاريخ حتى يستبين له رؤية الحقيقة بوضوح؛ فهذا الصراع مركب ومعقد يتداخل بين ما هو تاريخي بين المسلمين أنفسهم “سنة وشيعة”، وما بين “العرب واليهود والفرس” وفوق ذلك أطماع دول الغرب، التي إستثمرت في هذا التداخل العجيب لصالح أجندتها بصورة جيدة على مدى عقود طويلة، وأضعة كل هذه المنطقة تحت فوهة البركان لأكثر من نصف قرن من الزمان، مستفيدة من حالة الإنقسام الديني التاريخي للمسلمين فيما بينهم والعرب والفرس والصراع بين المسلمين واليهود، ودولة إسرائيل المزروعة وسطهم. وعبر سياسة ذكية ودقيقة جعلت أبناء العمومة والملة الواحدة في المنطقة يتأمرون ضد بعضهم البعض ويناصرون الغريب على القريب، والذي يقف ويتأمل ما كتبته وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كوندليزا رايس، حول سعيها في إيجاد حلول لمشكلة الشرق الأوسط “كما يسمونها في أدبيات السياسية الخارجية الأمريكية” يؤكد ذلك بجلاء.
حيث يتضح من خلال ما كتبت، إذا تم ربطه بالواقع فإن إيران تعتبر عدوا مخيفًا لدول الخليج، أكثر من دولة إسرائيل التي تحتل جزاءً كبير من بلدانهم، وقد ذكرت السيدة رايس عندما شاركت في قمة دول مجلس التعاون الخليجي، الذي سمته ب “anti-Iranian coalition “ ، وانها شعرت ؛ بأن قادة الخليج يستقبلون بفرح مواجهة الولايات المتحدة لإيران، “I had feeling that they would happily hold our coats in a confrontation with Tehran.”وإنها كانت تحاول أن تقنع قادة دول الخليج بأن يعترفوا بأبناء عمومهتم العراقين، عندما رفضوا التعامل مع نوري المالكي لانه شيعي، بقولها لهم “أنتم في المقام الأول عرب قبل كل شيء!” وكانت تحثهم على الإعتراف بعروبة العراق بدلاً عن تكون العراق لقمة سهلة لإيران عدوهم المخيف، فإذا كان عرب الخليج يرفشضون التعامل مع أبناء عمومتهم بحجة الخلاف المذهبي؛ فكيف يكون الأمر مع من يختلفون معهم في العرق مثل الفرس وغيرهم.
لقد إتضح لكل من يتابعون الأحداث، أن الأمر لا يتعلق بإمتلاك إيران للقدرات النووية، هنالك حسابات أخرى تخص لاعبين اقليميين ودوليين آخرين، و إسرائيل ليست وحدها من يقف ضد برنامج إيران النووي أو حتى ان تكون إيران دولة ذات نفوذ؛ بل جيرانها الأقربون وربما بدرجة أكبر. الولايات المتحدة وجدت ضالتها في هذا المشهد المعقد ولعبت بهذا الكرت سنوات عديدة وضعت خلالها قدمها في المنطقة؛ مستفيدة من مخاوف الخليج التي عززتها سياسات الغرب نفسه، ووظفت ذلك الكرت بصورة ممتازة لصالحها، وحولت دول الخليج الغنية بالنفط إلى مصدر مستمر لثروة ضخمة تذهب إلى تمويل مراكز البحث العلمي الغربي ومراكز إنتاج الأسلحة المتطورة التي يُعاد تصدرير بعضها لهذه الدول بحجة حمايتها، وهذه الحرب الدائرة الآن ممولة بالكامل من أموال البترول الخليجي، وشاهدنا جميعا زيارة السيد ترامب الأخيرة إلى المنطقة؛ حيث جمع فيها من الأموال ما يشاء، وعاد إلي بلاده وهو نفسه متفاجئ من ذلك الكرم الفياض الذي وجده، ومعه طائرة حديثة وفاخرة “هدية”.
قد تنجو إيران من هذه الطعنة، أو ربما لا، لكن واضح أن إيران تملك هي الأخرى كروتها التي جهزتها لمثل هذا اليوم، وأظن أنها أدركت أن الضربة لم تأتيها من أمريكا أو إسرائيل وحدهما؛ وإنما من أقرباء سمحوا بذلك بل دفعوا من أجله، وعندما تخرج إيران من تلك المحنة متماسكة أو مدمرة فانها في كلا الحالتين ستعيد النظر في الكثير من الأمور، أما السؤال المهم، من القادم بعد إيران؟ كان صدام حسين وقد ذهب، القذافي هو الآخر ذهب، وكذلك الأسد أيضًا؛ أعتقد سوف يتم صناعة عدو آخر في المنطقة بكل تأكيد، والحل ليس معادة الغرب بالطبع، لأن معادتهم لا تجدي على الإطلاق، لأنهم الأكثر تأثيرًا من أيّ وقت مضى، وربما آتٍ؛ فهم يسيطرون بفعالية على السياسة الدولية، الإقتصاد الدولي، المعرفة والمعلومات الحديثة، العلوم والتكنولوجيا، الأنظمة وطرق العمل، بما في ذلك الإدارة الحديثة للبلدان، وهم أقوياء عسكريًا، يمارسون هيمنتهم على العالم بأسره، ويمتدون حتى إلى الفضاء الخارجي، في الواقع لا شيء يحدث في العالم منفصل تمامًا وغير متصل بالغرب،أدركت إيران أهمية الغرب والتواصل معه، لذلك بدأت مفاوضات جادة للوصول إلى إتفاق يزيل المخاوف التي تغذيها الأطراف المحلية، لكن تلك الأطراف لا تريد حلاً. بل عدوا دائما يبرر استمرار الصراع في المنطقة.
أقوُّل لرفاقي في اليسار ممن يرون أن قوة إسرائيل تكمن في الديمقراطية التي تتمتع بها، أقوُّل لهم إسرائيل وإيران كلاهما دولة دينية، وما الصورة الديمقراطية إلا غلاف سياسي يتم إستخدامه لشرعنة السلطة الدينية القابضة علي مفاصل الدولة، ومثلما ظهر الآن أن ضعف إيران قائم على إيديلوجية الدولة الدينية الشيعية، التي تحكم بها البلاد؛ فإن إسرائيل هي الأخرى تحمل نفس عوامل الضعف في إيديولوجيتها اليهودية القائمة على تفوق الدين اليهودي، ولا أعتقد أن هنالك شخص غير يهودي سوف يصل إلى رئاسة إسرائيل، كما لا يصل غير الشيعي إلي رئاسة إيران، وبالتالي يحمل كل نظام منهما في داخله عناصر الفناء، وهذا الصراع لا ينتهي إلا عند وضع المصالح العليا لكل دولة في مسار لا يتعارض مع الآخر ولا يهدد مصالحه، وهذه معادلة صعبة، علي الأقل في الوقت الحالي.
من أراد أن تتضح له الصورة بشكل أفضل، يمكنه الاطلاع أدناه جزء من ما كتبته كوندليزا رايس وزير الخارجية الأمريكي الأسبق في كتابها. No higher honour a memoir of my year in Washington
I arrived in Cairo to meet With the Gulf cooperation council (GCC)”plus tow” the tow being Egypt and Jordan. We met over an Iftar dinner, the traditional meal that Muslims enjoy after a long day of fasting during Ramadan. I know it would be an important session because GCC+2 represented the more moderate, anti-Iranian coalition within the middle East. They would push for a more active role in the Israeli- Palestinian peace talks. I would counter that l had been to Israel more than any country in the world, secured direct U.S. budget support for the Palestinians, and criticised Israeli settlement policy publicly. I would then remind them that their budgetary support for the Palestinians did not match their rhetoric. and we would move on.
They would then press me to “ to do something about the Persians” I had feeling that they would happily hold our coats in a confrontation with Tehran. But with exception of the Bahraini foreign minister, no one want to say anything publicly. So I would try to allay their fears and explain that the United States had no intention of permitting Iran to become nuclear power.
Then I would exhort them to support the young Iraqi democracy. They would express the view that Nouri Al-maliki was a Shia and therefore pro-Iranian. I would counter that he was an Arab first and had spent most of his, exile in Syria because he detested Iranians. I argued that if the Shia Arab are isolated and oppressed by their Sunni Arab brethren and have nowhere else to turn they are likely to find Tehran’s pull irresponsible “unless you acknowledge Iraqi’s Arab identity you will force them into arms of the Iranians” I would say.