صباح الأحمد الصباح .. وعبدالله السريع الذي عرفه السودان

صباح الأحمد الصباح .. وعبدالله السريع الذي عرفه السودان

بقلم: عواطف عبداللطيف

في السبعينات وكثيرون بمحيطنا العربي ربما لا يعرفون عاصمة السودان كان السفير الكويتي

عبدالله السريع طيب الله ثراه يعمل في بقعة بعيدة هي مدينة ” جوبا ” مديرا لمكتب الكويت

بعاصمة جنوب السودان والتي تتجلى الان استعدادا لحفل اتفاقية السلام ولتعدد لهجاتهم

المحلية يعرف حديثهم بـ ” عربي جوبا “.

وعلى أيادي السريع والذي اطلق عليه مسمى ” عبدالله جوبا ” إمعانا بجليل أعماله حيث أشرف

على قيام عدة مشروعات انسانية ضمنها قرية شهيرة للاطفال وحينما توفي بعد ان غادر جوبا

لمحطات عمل اخرى تم اقامة حفل تابين للسريع بمدينة جوبا رغم ان المسلمين بتلك النواحي

اقليات لكنه العمل الانساني الذي تعرفه جيدا دولة الكويت وأسست له بروح عالية رحم الله

الشيخ الصباح رجل الانسانية النقية المغروسة فقط لما ينفع الناس كيفما كانت ملتهم وديانتهم.

والزولات حطوا رحالهم بالكويت منذ سنوات بعيدة وساهموا بخبراتهم وفكرهم في رحلة البناء

والتنمية المستدامة وبادلهم أهلها وما زالوا حبا وتقديرا لذلك لم يكن مستغربا ان يهب اهل

الكويت للمؤازرة والتدافع حينما تحل بالسودان ظروف وإنحناءة في مسيرته .

والكويتيون لهم نهج انساني متفرد اتبعوه في كثير من بقاع العالم البعيدة والقريبة وحينما

يدفقون أموالهم للأعمال الانسانية تكون بعيدة عن التعالي والمن والأذى في الثمانينات أصاب

اجزاء كبيرة من السودان ما يعرف بالتصحر والجفاف وهي ظاهرة معاكسة تماما لما يعيشه هذه

الايام من فيضانات ولله في امره حكمة وموعظة ووقتها وصل وفد نسائي كويتي كبير وما ان

نزل بمطار الخرطوم استنكر علي مستقبليه حضورهم له بالمطار وتم تطييب خواطرهم ان ذلك

ضمن الاعراف وكان مخططا ايصالهم للفندق على أمل ان ياخذوا قسطا من الراحة ولكن طلبت

تلكم الكوكبة من الكويتيات الناشطات المحسنات ان يبدوا زيارتهم مباشرة لمعسكرات

المتضررين .

وأعلمهم المستقبلين ان تلك النواحي الطرفية لا شوارع مسفلته ولا علاقة لها بالمدن …  الخ.

زاد ذلك الوفد اصرارا وفعلا قاموا بعدة زيارات لمعسكرات التصحر بحيوية وتفاعل وانسانية

مدهشة بارك الله لهن وبهن في رسم نهج يغوص في أعماق النفس البشرية ويحفظ لها

كرامتها وعزة نفسها وإن جار عليها الزمان وغبرت سحنتها أعيرة الازمنة والامكنة ومتغيراتها الطبيعية المناخية .

رحم الله الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي رحل عن هذه الفانية وستظل سيرته تترصع بمداد

أياديه الانسانية الكريمة … هذا اذا تجاوزنا مسارات دولة الكويت في التداول الديمقراطي

ويعرف الجميع ذلك من خلال مناقشات البرلمان الذي يشكل مدرسة تدار بفكر وعمق .

ليت الماسكين باطراف المحنة الخليجية والتي سعى حثيثا امير الكويت لفكفكتها وبذل لذلك

وقته وراحته وعمق رؤيته ان يتلاقى الاخوة المختلفون ليهدوا لروح الصباح الطاهرة سلاما

ومحبة ليسير الموكب الخليجي لمسارات تنفع وتفيد شعوبهم ولمن حولهم من شعوب الارض

والعزاء متصل لكل اهل الكويت ومحبيه في بقاع الدنيا التي لها تجارب شبيهة .. تفنى الأجساد

وتبقي الأعمال الطيبات باقية تحدث الاخرين عن ابجديات الانسانية ونفحاتها الطيبة .

اعلامية وناشطة اجتماعية مقيمة بقطر
Awatifderar1@gmail.com