شيء من الخوف ! … بقلم: عثمان قسم السيد
شيء من الخوف ! … بقلم: عثمان قسم السيد
والمحصلة رغم التعويم صفر، 450 جنيها مقابل الدولار الواحد وملايين الدولارات من الدول المانحة بمؤتمر باريس وأرقام أشعلت الشارع السودانى ، الواقع الإقتصادي اليومي فى السودان 🇸🇩 ميؤوس منه و مشخص على أنه مرضٌ مستعص، ما الذي يفعله محدودي الدخل والأسر المتعففه و المحتاجة والقاعدين في منازلهم بعد، هذا هو السؤال الذي ليس له جواب، هل نحن شعب «بلا إحساس» هناك إصرار على إغراق الشعب السوداني في مستنقع اليأس!!
البلد عالقٌ في نفق مسدود لا منفذ له، ارتفاع السلع الغذائية وندرة المواد البترولية وانقطاع الكهرباء ومياه الشرب وانتشار الكورنا والفقر والأمية و الفيضانات والخناق يضيق على السودانيين، الذين استكانوا لقرار صامت بوأد الثورة، فتراجع وهج غضبهم حدّ الإنطفاء، ولا يلام السودانيين على هذا الانخذال ، بالأمس عادت الشوارع لتنفجر ولكن كلّ الخوف أن يستعاد مشهد مجزرة القيادة العامة العام 2019 وقد حدث، لا يحتمل السودانيون خيبة أمل ثانية وفشل ثورة ثانية!
تتصاعد وتيرة معايشة السودانيين مواجهة حقيقيّة ومستمرّة لمحاولات سيطرة بعض الدول ألتي نحسبها صديقة وشقيقه التي لا تكلّ ولا تملّ من عزمها على إحكام السيطرة على بلادنا عبر المنتفعين والمتسلقين وعبر اذراعها المخابراتية، تجربة فرض استمرار الرحلات الجوية بين السودان والإمارات تؤكّد أنّ السودان بات بالفعل في القبضة الإماراتية وقٌضي الأمر!!
اعتاد السودانيين أن الحال في السودان لا يتغيّر إلا من سيء إلى أسوأ، ويُدرك عامة السودانيين أنّهم يعيشون بـ»اللطف الإلهي»، وعدم الانتظار هذا يساعد السودانيين على الاستمرار، عدم الانتظار ينقذهم من الإحساس بالخيبات المتتالية من دولة تعدهم ولا تفي، دولة تأخذ منهم بل تستنزفهم لذا فقد المواطن السودانى ثقته نهائيّاً بكلّ الوعود والشعارات الحكومية والسياسيّة، لم تعد النّاس تحتمل هذه المهازل والاستهتار والعيش على هذا المنوال من القلق ومن المؤسف أنّه لا يوجد بين المسؤولين (المجلس السيادي ومجلس الوزراء ولاة الولايات ووزراء الحكومات بها من يخرج وينفذ على أرض الواقع مشاريع وخدمات وبنية تحتية لتسكين المخاوف الجديّة التي تعصف بأذهان السودانيين.. هذا الذلّ الذي يطارد السودانيون في مشاهد الطوابير من رغيف الخبز إلى محطة البنزين كأنّهم لم يشبعوا من إذلالنا؟!
لا أحد يستطيع من المسؤلين أن يجيب السودانيين عن سؤالهم على مصيرهم ومصير أولادهم لا يوجد مسؤول واحد يستطيع أن يقدّم إجابة واحدة صادقة عن غد السودان ومواطنيه، نحن في بلدٌ غارق على جميع المستويات والأفق السودانى مسدود وكل وزارة فيه مغارة نهب منظّم، مغارة مدرّبة على الفساد ومن المؤسف أنّ الذين يلون أمور السودانيين «مافيا» مدرّبة على نهب ثروات الشعب، ولن تغادر هذه الطبقة السياسيّة الحكم إلا بعد إفلاس البلد والتسبّب بانهياره التامّ؟!
حسناً، وإن اشتعلت الشوارع مجدداً هل سيكون الذين يصرخون باسم الثورة قلال، ولا نستطيع أن نكمل هكذا على هذا المنوال فالقلّة التي ستحتشد في الشوارع ستطالب الـ»قاعدين» في بيوتهم أن ينزلوا إلى الشارع معهم، و»القاعدين» سيبقون جالسون فى منازلهم يتابعون الشاشات عندهم شبه يقين أن لا شيء سيتغيّر!!
وللقصة بقية
osmanalsaed145@gmail.com