آخر الأخبار
The news is by your side.

شرق السودان ” ما بعد اتفاق أسمرا ثم اتفاق جوبا ”   

الشرق ” ما بعد أسمرا ثم جوبا ” 

كتب: صالح احمد 

ما كان في العهد البائد من المحرمات شرعا أن تخرج وتنضم للأجسام المطلبية او الحركات فتصنف خائن وعميل ومن كفار قريش وقد تصل عقوبتك حد الاعدام ،أو المطاردة والتشريد في الصغيرة والكبيرة اذا كتبت لك النجاة هذا فضلا عن التضيق على اسرتك .

لذلك كل من يجرؤ الخروج عن هذا الخط أو يغامر يكون عرضة لكل العمليات الحسابية ومن المغضوب عليهم حتى داخل الأسرة الصغيرة التي تنبذه وتلعنه لعنا كبيرا.. واذا لم. يفعلوا يخضعونها لمراقبة وشيطنة وخطر، او ربما لقتل وصلب من الأجهزة حتى على مستوى القبيلة التي ينتمي اليها احيانا ،ويلازمك سؤال القبر في الحل والترحال عن جنسك وعائلتك وفرعك ومن ربك سيما اذا كان الشخصية المتمردة بارزة وفاعلة.

وأذكر أن بعضا من العمد والاعيان تم انكارهم والتبرؤ منهم واستبدالهم عند انضمامهم للكفاح المسلح بمؤتمر البجا في تسعينيات القرن الماضي .. وتم حظر ذكرهم داخل البيوتات الصغيرة وفي المجالس.

وبمجرد قبول السلطة بهم والتفاوض معهم تدافع الانتهازيون اليهم زرافات ووحدانا واحتشدت الوفود والاستقبالات والتنافس في نصب خيام الموائد .
ومن هنا بدأت اتفاقية أسمرا ..وتم التوقيع عليها وتوافق ما يسمى بالقيادة الثلاثية حينها مع الوسيط والطرف الحكومي .. موسى ،امنة ، مبروك.
وللاسف كانت البداية كما هو مألوف بملف السلطة فكان موسى مساعد وآمنة مستشار ومبروك وزيرا .. وآخرين.

إضافة لعدد من المقاعد التشريعية بلغت في مجملها ٦٠مقعدا..وهنا بدأ الصراع والانقسام على الكيكة والكرسي وارتفعت الأصوات برفض مسمى جبهة الشرق الذي لم يصلهم منه نصيب او منح فرص لغير مستحقين بحسب زعمهم، والتمسك بمؤتمرالبجا كان بحثا عن مزيد من المقاعد والمكاسب لا من اجل المسمى بدليل انشقاق اخر،ومن حصل على نصيب اثر الصمت والا لماذا التفاوض تحت مظلة هذا التحالف بداية فالقبول والرفض مرهون بقسمة الثورة والسلطة ، ومن لم يجد نفسه ينقلب وينكروينقض على رفاق الامس.. هكذا بدأ الهجوم وتزاحمت البيانات الورقية والشتائم والمقالات الطويلة بالاسماء الحقيقية والمستعارة المعلوم منها والمجهول في المواقع الأسفيرية الشحيحة حينها .

انقسم الناس لمكونين بحسب اللغة ثم انقسموا لشظايا داخل النظارات واحتدم الصراع بين القيادة الثلاثية والنزاع في مسمى جبهة الشرق نفسه ..فشطبت آمنة ضرار موسى وموسى شطبها وتمسك موسى بمؤتمر البجا عند قواعده ومع الحكومة بجبهة الشرق .. مما دفع آمنة ضرار الى تاسيس حزب الشرق لتوفر منصة ولافتة تنطلق منها ثم انكفأت فيها ولفظت الجميع أما مبروك دون منافس استحوذ بمسمى الاسود الحرة .. هكذا تفرق دم جبهة الشرق واتفاقيتها بين القبائل وامتطت وتأبطت القيادة الثلاثية الملف واستغلت هذه الأجسام الثلاثة لتحافظ على ما نالته من شكليات وامتيازات مظهرية، وتعيب عضويتها وترمي وتقصي وتجمع بحسب الولاء والانتماء وصلات القرابة .

الى ان أصبح ثلاثتهم في خدمة المركز وانفسهم يكتفون بالترميز من بنود الاتفاق وحين يستعصي الأمر يلوحون بتصريحات وتلميحات تبرز فيها كروت التقصيروالتهميش الذي ينتهي بتشكيلهم من جديد .
لذلك لم يكن لباقي الاتفاقية ذكر وقيمة بالرغم من ان غالبها لامس كثير من القضايا ذات الصلة لو بذل الجهد وصدقت النوايا و نفذ اليسير منها لما كان حالنا اليوم بهذا السوء .

على سبيل الذكر لا الحصر ملف الخدمة المدنية لم يُتلا حتى أو يناقش اطلاقا كذلك المسرحين قضيتهم لليوم لم تحسم سوى بعض من تم استيعابهم في اقسام وهمية بالبلديات الطرفية ووظائف هامشية ..ومنهم من تم تفريغه ليبحث عن بدائل ويمثل امامهم نهاية الشهر متسللا بالدراهم المعدودة .. هذا فضلا عمن تم حرمانهم من الترتيبات الأمنية .لخلافات شخصية اوحزبية .
أما المنح الدراسية كانت معدودة وعن طريق السيد المساعد فقط وبطريقة دكاكينية واحيانا مزاجية.

حتى من تم استيعابهم في الأجهزة النظامية كضباط وضباط صف أوجنود بحسب نص الاتفاق يتم ادراجهم في الهيكلة بعد خمسة أعوام ،ولكن رفضت القوات ذلك وخيرتهم بين ترك الخدمة أو الاستمرار من تاريخ الاتفاق 2005 ففضل أغلبهم الاستقالة بعد ان بح صوتهم ولم يجدوا من يدافع عنهم وعن حقهم فيما نصت عليهم وثيقتهم اما جهاز الأمن الذي لم يكن لهم فيه نصيب اصلا ، و قيادتهم شغلتها عنهم المهام الجانبية ولا حول لها ولاهم غيرمصيرها ومسارها الذاتي .

وما نخشاه أن يتكرر ذات السيناريو الخلافي داخل المنظومات الموقعة وهي البدايات التي دُشنت بشطب الأمين مع الاختلاف الطفيف والتطابق يالتمترس في نفس ركن الرفض السابق لاسمرا الذي تجسد في مسار جوبا .

ويظهر القادة في التلفاز من حين لأخر يطمئنوننا بسير الاتفاق على قدم وساق ،وأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ويطلقون في بدايات النهايات انها مجرد تباين في وجهات النظر .

ننتظر ما هو قادم ويدور خلف الكواليس حتى يكتمل المشهد والعرض مع امنيات الا عودة الى متابعة وسماع الاسطوانة المشروحة من الوعود والتهميش والتهشيم وكان الله في عون الجميع ..

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.