ساق بلا جسد للكاتب المعز عبد المتعال باتحاد الفنانين السودانيين
ساق بلا جسد للكاتب المعز عبد المتعال باتحاد الفنانين السودانيين
أماني محمد صالح
قدمت الأستاذ هبة حسن صالح استعراض للرواية من وجهة نظر أهل الدراما مستعرضة قضايا الحرب والعنصرية علة شعبنا اضافت ان الرواية كانت ستكون اكتر حميمة للقارئ اذا أدخلت فيها العامية السودانية في بعض الحوارات حيث أن الرواية بها الكثير من الحوارات والرسائل التي عبرت عن الوجع العام وجع النساء البطلات في الرواية واختلفت معها الشاعرة أمل شريف حيث اضافت أن الرواية متاحة لكل الأجناس العربية الكثيرون لا يفهمون العامية السودانية.
جاءت مداخلتي في الندوة وقفت فيها على بعض النقاط الجوهرية في الرواية واللغة البديعة التي وصف بها صباح الحرب حين قال (تثاءبت الشمس وهي تتمطى من النعاس، ارتدتْ غلالة العتمة؛ ونامت بصعوبة على وسادة الأرق، استيقظت بخمول وكسل، غسلت وجهها وأجهشت، بدأت تذرف قطرات الدمع وتنهدت،ثم ازاحت بيدها ستار الليل وتهيأت للشروق)
وفق الكاتب في التنقلات في الرواية حيث كانت البداية بالمظاهرات والثورة وفض الاعتصام إلى أن انتقل إلى الحرب واحداثها وانتهاكاتها حيث قال (ترتوي الأرض بدماء الشعب وتنحسر أمواج الأمنيات) ليكون مدخله للحرب واحداثها. برع الكاتب في نقل كل هذه الأحداث بأسلوب أدبي رشيق دون ملل في صفحات نموذجية حيث بلغت عدد صفحاتها 125 صفحة اوصل فيها للقارئ كل المعلومات عن أحداث السودان في السنوات الأخيرة.
تناولت من خلال مداخلتي لمشهد الاغتصاب وتصويره حيث أبدع الكاتب في وصف هذه اللحظة المؤلمة استطاع ان يلبس رداء الأنثى في هذه المشاهد يصفها وصفا عميقا متوغلًا داخل أحاسيس ومشاعر الأنثى في مشاهد كثيرة تعبر عن المرأة وأحاسيسها..
انا مصابة بالحمل عبارة ذكرها الكاتب في الرواية دلالة على ان الحمل من اغتصاب جنجويدي هو إصابة كأنه مرض خبيث.
وفق الكاتب في هذه الرواية في الحوارات واستخدامه لأسلوب الرسائل في الرواية لواقعية الأحداث ونقلها بصورة عاطفية تصل للقارئ في تعاطف مع الأحداث في تجسيده لحالة الخداع التي عايشتها البطلة في حياتها مخدوعة في والدها الذي درّب الجنجويد الذين قاموا باغتصابها ورسالة ما بعد الانتحار بعدما خانت داليا غريزة الأمومة وانتحارها بعد استنكارها ورفضها لابن نتج عن اغتصاب من الجنجويد، تعتبر هذه الرسالة من المشاهد المهمة في الرواية والتي نقل فيها احساس أنثى مقهورة مظلومة وأم ترفض الحياة ووليدها وكانت أجمل ما في هذه الرواية من رسائل.
كانت النهاية المفتوحة هي النهاية الأنسب لهذه الرواية التي كانت فيها النهاية اختفاء الكل؛ الأستاذة زينب وعاصم المولود (ابن الحرام) هذا اللفظ تكرر في الرواية دلالة على رفض هذا المولود والاختفاء يعتبر حسم لجدل حول تقبل هذا المولود في المجتمع.
النهاية والبطلة تنتظر في الشارع وسط الجثث في انتظار فارس وفارس كل السودانيين ليخلصها من هذا الوباء الجنجويدي الذي حل بالسودان مثل الجراد.
قدمت الإعلامية الجنوبية سيسيليا جوزيف مداخلة في نهاية الندوة متمنية الا يحدث انفصال في السودان مرة أخرى كما حدث مع الجنوب.
وأضاف الأستاذ المخرج عبادي محجوب بأن الرواية تصلح لتكون فيلما وعملا دراميا.
أماني محمد صالح