آخر الأخبار
The news is by your side.

ساخر سبيل… بقلم: الفاتح جبرا

#الجنجويد_في_الخرطوم
◼الحلاقة ملحوقة !

بينما تعاني ولاية كاملة من وباء (غير متفق عليه) يتطلب جهداً وتضافراً لمحاربة الناقل له وهو نوع من الباعوض وذلك عن طريق تجفيف وردم البرك و(الخيران) الآسنة التي خلفها خريف هذا العام كنت أتوقع أن تأتي التعليمات من قيادات القوات الشرطية والأمنية والقوات المسلحة بتوجيه آلياتها وأفرادها نحو تلك الولاية ردماً وتجفيفاً!
غير أنني فوجئت بالوسائط الاجتماعية تنقل أخباراً متواترة أن (قوات الدعم السريع) التابعة للقوات المسلحة السودانية بدلاً عن ذهابها للمساعدة في درء الخطر عن أهالي كسلا وتقديم المساعدة المساعدة لأهلها المنكوبين قد أخذت طريقها إلى بعض الأحياء بمحلية شرق النيل كالحاج يوسف، التعويضات، الكرتون، الردميات في حملة أسمتها (محاربة الظواهر السالبة) تستهدف الشباب خاصة ذوي الشعر الكثيف والطويل أو الذين يقلدون نجوم الكرة العالمية في حلاقة رؤوسهم (بالقوة وكده)!
بالطبع لا أحد يستطيع أن (يفتح خشمو) ويقول إنه ليس من حق هذه القوات (تأديب الناس) أو إرغامهم على (الحلاقة) أو إن هذا يخالف القانون وأن ذلك يعد تدخلاً في الحرية الشخصية (للبني آدم) شاباً كان أم كهلاً، كما أنه لا أحد يستطيع أن يقول إن نصف هذه القوات (البتحلق ذاااتا) أفراها ذوي (شعور) ممعنة في الكثافة (ومرات ضفائر عديل) بحكم عادات بعض القبائل التي ينتمون إليها ولكن على الرغم من ذلك (الواحد شايل موسو!)
لقد كنا نعتقد إلى عهد قريب بأن وظيفة (القوات المسلحة) وأذرعها من القوات الأخرى هي الدفاع عن أمن الوطن براً وبحراً وجواً تسليحاً وتدريباً لتحقيق الأهداف الاستراتيجية التي تضعها الدولة ولم يكن يخطر على بالنا قط أن لها وظيفة أخرى هي (مطاردة) الشباب والحلاقة لهم بدعوى (محاربة الظواهر السالبة) التي من اختصاص شرطة النظام العام (في أحسن الأحوال)!
وبعدين يحلقوا لمنو ويخلوا منو؟ بعد أن أصبح آلاف الشباب في مختلف مدن البلاد (فاقدين البوصلة) يسيرون في هذه الحياة كالأنعام دون (هدى أو كتاب منير) أو هدف يرتجى بعد أن فشلت الدولة تماماً في توظيفهم أو خلق مشروعات لهم (تشغلهم) أو أضعف الإيمان توفير أندية رياضية ومكتبات ثقافية تملأ أوقاتهم بدلاً عن الكلام المقدد والممارسات (الفارغة) التي وجدوا أنفسهم فيها !
إن ما تقوم به هذه القوات هو بلا أدنى شك (انشغال بالفارغة)، وتبديد لعتاد وطاقات كان من المفترض أن توجه لما يفيد حقاً كفتح المصارف وردم البرك الآسنة في العاصمة (ذاااتا) كان كسلا (بعيدة) حتى لا تتكرر فيها الكارثة!
يجب أن نعترف وأن تعترف القوات المسلحة والبرلمان والشرطة ورئاسة الجمهورية وهيئة علماء السودان والأمن العام والأمن المركزي واللجان الشعبية ولجنة الاختيار والاتحاد العام للطلاب واتحاد عام المرأة واتحاد عام الرجل واتحاد عام الما بعرفو شنو بأن هؤلاء الشباب ضحية فهم لم يجدوا التعليم (الصاح) ولا التربية (الصاح) ولا التوظيف (الصاح أو الما صاح)، فخلقوا عالمهم الخاص بهم في ظل هذا الوضع المأساوي الذي يعيشونه، يجب أن تكون لدى المسؤولين عن هذه الشريحة الشجاعة الكافية لأن يعترفوا جهراً بأن هؤلاء الشباب هم ضحية.. ضحية الفراغ العريض وانهزام رب الأسرة (أب شنب) وعدم متابعته للأحوال جراء بحثه المضني لتوفير ضروريات الأسرة في بلد (ما عارفة ماشة وين) !!
جاهل من يعتقد بأن المشكلة تكمن في دفار أو دفارين عليهم جنود يحملون أمواساً غير معقمة يحلقون بها لجمع من الشباب (بلا قانون) في بلد تتصاعد فيه نسبة الأيدز والعنوسة والأسعار في متوالية هندسية !
وأكثر جهلاً من يظن أن القضاء على مثل هذه الظواهر والسلوكيات يكمن في إزالة (المظهر) وترك الجوهر؟ وكيف لنا أن ننفي صفة الجهل عن مثل هذه المحاولات إذا علمنا أن معدل نمو شعر الرأس حوالي (1) سنتيمتر في الشهر فذلك يعني أن هذه (الحملات) يجب أن تكون شهرية (إن لم تكن يومية) مما يقتضي تنظيمها بإنشاء (فرع للحلاقة العسكرية) برئاسة (ع . ر. ح) عميد ركن حلاق وتزويده بمخازن لحفظ أدوات الحلاقة من مقصات ومكنات وديتول وفوط وأمواس وبقية (العدة)!
إن معالجة المسببات الأساسية للظواهر غير المنضبطة هو السبيل الوحيد لاجتثاثها فلا يمكن أن تتوقع أن تتزايد نسبة العنوسة والعزوف عن الزواج إلى هذا الحد المروع ولا تنتشر الدعارة والزواج العرفي وحالات الاغتصاب التي أضحت قراءتها يومياً لا تثير الانتباه .
إن انشغال الدولة بآليات (الحكم والتحكم) شغلها عن مهمتها في تعهدها برعاية قطاع الشباب وذلك بوضع الخطط المدروسة لتدريبه وتأهيلة وإيجاد العمل المناسب له وهو ما أفرز مثل هذه الظواهر الغريبة.
في رأيي المتواضع أن (العاوزين حلاقة) هم (القطط السمان) الذين أوصلوا البلاد لهذا الوضع الكارثي وأن (ضبط المال العام) أهم بكثير من (ضبط المظهر العام) فما تم (لهطه) خلال هذه العقود الثلاثة الأخيرة كان كافياً لتشغيل كل أبناء هذه الدولة والدول المجاورة وجعلهم ينشغلون بمهامهم ووظائفهم وآمالهم وأحلامهم بدلاً عن انشغالهم بفلفلة الشعر وبموضات الحلاقة ولبس (السيستم) في بلاد ليس بها (سيستم)!
كسرة:
شوفوا (الكنكشة) أول وبعدين (الحلاقو ملحوقة)!!
• كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 101 واو – (ليها ثماني سنين وخمسة شهور)؟
• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 60 واو (ليها خمس سنين).

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.