آخر الأخبار
The news is by your side.

رفس النعم : عن الفشقة ، حلايب ، شيلاتين … بقلم: ناصر حسن

رفس النعم : عن الفشقة ، حلايب ، شيلاتين … بقلم: ناصر حسن

عندما يريد الله بالإنسان خيرا لا يرسل له ملكا من السماء ليخبره بمكان وجود الخير ، بل يضع له

إشارات تعينه بعد إعمال عقله بالتفكر والتخطيط على إيجاد ذلك الخير، من ثم يسعي ويجتهد

في استغلال هذا الخير اقصي استغلال لمنفعته ومنفعة عشيرته..

تكالبت على السودان الأزمات و المصائب واحدة تلو الأخري لا يكاد ينفك من واحدة حتي سقط

في تاليتها ، ذلك مع يقيننا التام بأن الله ما انزل من داء إلا وانزل معه الدواء ، فأين الدواء إذاً..؟.

تم إحتلال الفشقة عنوة واقتداراً من الجارة إثيوبيا  في وقت هي أحوج ماتكون لإحتلالها

والإستفادة من اراضيها الزراعية الخصبة المنبسطة والتي يندر وجودها في التضاريس الإثيوبية

ذات الطبيهة الجبلة ، وكان السودان من الضعف بسبب فساد حكومة الانقاذ وتشرذمها وخوضها

الحروب الايدلوجية العقدية الداخلية مع مواطنيها في الجنوب والغرب والنيل الأزرق ، هذا

الضعف لم تستطع الحكومة ان تحرك ساكناً تجاه قضية الفشقة ذلك هو الداء ، وانزل الله الدواء

متمثلاً في فكرة قيام سد النهضة العملاق ذلك المشروع الذي تعتبره اثيوبيا مشروعاً قومياً

إستراتيجياً دونه المُهج والأرواح ويمكن التضحية بكل ما هو غالي ونفيس من اجل قيامه دون

عوائق ، فهل دخلت قضية إحتلال الفشقة طاولة مفاوضات سد النهضة ..؟

أما بالنسبة لقضية إحتلال حلايب وشيلاتين من الجارة الكبيرة مصر فقد أرسل الله لنا دواء لحل

القضية دون عناء متمثل في العدو الصهيوني المشترك للبلدين مصر والسودان في سعيه

للتطبيع مع السودان ومعلوم أن السودان تعتبره مصر الحديقة الخلفية لها ومورد شريانها

المائي ، فلو وطئ ارض السودان عدو مصر الأول لهددها أمنياً وإقتصادياً معاً في آن واحد ،

فمصر تدرك أنه من الممكن اذا تم التطبيع مع إسرائيل ستستغل الأخيرة هذا التطبيع وتحاصرها

عسكرياً بكل سهولة من بوابتها الجنوبية ومن الممكن انتزاع حلايب وشيلاتين عنوة واقتداراً

بمعاونة الحليف الإفتراضي الجديد بصفقات تسليح متطورة لغرض محدود علي أسوأ الفروض

لتحرير الارض المغتصبة مقابل إنشاء قواعد عسكرية متاخمة لحدودها مهددة لأمنها مثلاً ، فهل

إغتنم السودان عرض إسرائيل للتطبيع في قضية إحتلال حلايب وشيلاتين.. ؟.

اي مراقب للسياسة السودانية يدرك تماما فقر الدولة السودانية للتخطيط الإستراتيجي وعدم

إنسجام وتناغم مؤسساتها ذلك في تقديري الشخصي مرده إلي طبيعة الشخصية السودانية

التي تتولي المناصب العليا وفي ذلك يطول الحديث ، فقط نقول لتلك القيادات ما قاله الفنان

ابراهيم الكاشف في رائعته الخالدة (فلق الصباح) :

أدبِك عنوان ظُرفِك.. صينيهُ يصون إلفِك.. الضمير والعود والعيون السُوُد في البطانة كتاااار.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.