درر الأمثال السُّودانية
درر الأمثال السُّودانية
بقلم: محمد هارون عمر
طولك طول النخل وعقلك عقل السخل
هنا الحكيم. الذي أبدع المثل ربط مابين العقل والجسم وهو ينفي أي علاقة. جدلية بينهما إذ يصف ضعيف العقل رغم كونه طويلًا كالنخلة فهو فاقد للبّ فشبهه بالسخل بالحيوان الصغير صغير المعزة السخل أصغر من التيس وهو حيوان ضعيف العقل. لغة المثل كالسجع وفيها. تشبيه بليغ حذف احد طرفيه الإداة. ووجه الشبه. يضرب المثل في. حالة التصرف الخطأ الذي يفتقد ويفتقر للعقلانية والموضوعية والكياسة. كم من طفل أو صبي يتمع بذكاء اجتماعي فريد ويحسن التصرف أفضل من كبار السن. فالعقل هو المقياس لتقييم الشخصية من منظور أخلاقي وسلوكي العقل أكبر طاقة. فكرية. أودعها الله في المرء إذا صلح العقل صلح سلوك المرء وإذا فسد فسد سلوك المرء؛ لهذا مبدع المثل جعل العقل هو المقياس. الجسد لايساوي شيئًا. كما ورد في القرآن من إشارات وإشادات بأولى الألباب. وشبه الكفار بالانعام. إنهم. كالأنعام بل أضل سبيلا ً.شجر النخيل عال وسامق شُبه به المرء ضعيف العقل. فهو. جميل شامخ( بغير عقل) ولكن هذا الجمال يجهضه العقل الضعيف. لم يكتمل جمال الشخصية بسبب العقل.. المثل ربما كانت له مدلولات قرآنية فالمسلم التقى كيس فطن. طيب. والمفسدون الضالون المعتدون. أصحاب العقول الرخوة. الذابلة. كعقول الحيوانات ومنها السخل وهو. كحيوان. مسلوب العقل ليس له مثيل أو نظير في بني البشر إلا الأحمق الشرير العدواني صاحب الجنان. الهزيل الذي هبط به مستوى عقله لعقل السخل.. هذا أفظع وأقبح وأسوأ تشبيه أو نعت أن يقال للمرء ( طولك طول النخل وعقلك. عقل السخل)