خالد أبو شيبة جميل .. يكتب .. جراحة الاقتصاد
أخيرا اتخذت حكومة الفترة الانتقالية القرار الصائب لاجراء العملية الجراحية الضرورية لإزالة الورم الذي انهك بالاقتصاد السوداني وقرارها بتعويم الجنيه السوداني أمام العملات الأجنبية وتهدف الحكومة السودانية من هذا الإجراء للحد من تجارة العملات الأجنبية خارج الإطار المصرفي الذي استمر زمنا طويلا تسبب في خلق المزيد من الأزمات و التشوهات الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد وادي الي ظهور طبقتين طبقة تكتنز المال والفضة والدولار وتموت من التخمة وطبقة لا تجد ما تسد به الرمق اليومي وتموت كل يوم من سوء التغذية.
ومعروف أن تجار الدولار بالعاصمة والولايات هم عتاة حزب المؤتمر الوطني المقبور الذين وظفهم الحزب اللاوطني للاحتيال علي إجراءات الحصار العالمية عندما تم تصنيف دولة السودان دولة ترعى الإرهاب وسدت المصارف العالمية أمامهم.
وبالفعل فقد السودان التعامل المصرفي المباشر مع دول العالم باجمعه سنين عددا تسببت في الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني الجميع من ويلاتها الي حين قيام الثورة الشبابية التي أطاحت بالبشير وبفضلها أعادت للسودان عزته ومجده المسلوب.
ويرجع الفضل جله للعهد المدني الجديد والذى بدأ أولا بتحسين صورة السودان الخارجية أمام المحافل الدولية الي ان توج هذا المجهود الرائع برفع السودان من قائمة الدولة الإرهابية وإعادته الي التعامل مع المصارف العالمية ندا بند وشريكا أساسي في النهضة الاقتصادية العالمية.
وبعد هذا النجاح الكبير تأخرت العملية الجراحية كثيرا لإزالة هذه التشوهات مابين السعر الرسمي والسعر بالسوق الأسود والذي ينم عن مفارقات كبيرة غير مقنعة للأفراد المغتربين للتعامل مع الجهاز المصرفي السوداني بالرغم من المخاطر التي ظلو يتعرضون لها علي الدوام عند التعامل مع تجار العملة.
فكان القرار الاقتصادي صباح اليوم الأحد بتعويم الجنيه والذي يعتقد الكثير من المحللين بأنه سوف يؤدي إلى هدفين الأول ضرب تجار العملة والهدف الثاني التعامل المباشر مع المصارف السودانية بأسعار مغرية تشجيعية نأمل ان تكون في المستقبل بمزايا تشجيعية كمنح الأراضي السكنية لأصحاب التحويلات الأجنبية عبر المصارف.
قد يتأثر الاقتصاد السوداني وخصوصا أصحاب الدخل المحدود بهذا الإجراء لتعويم الجنيه شهر أو شهران ولكن يقيني الثابت أن الخير بهذا القرار سوف يعم الجميع في الصحة والتعليم بإذن الله تعالى.
ونسأل الله التخفيف لنا ولكم
