آخر الأخبار
The news is by your side.

جواهر داؤود: سهل البطانة كنز سياحي نادر والقضارف مؤهلة لتكون وجهة دولية

جواهر داؤود: سهل البطانة كنز سياحي نادر والقضارف مؤهلة لتكون وجهة دولية

إعداد وحوار: روضة محمد توم

في ظل السعي الحثيث لإبراز الإمكانيات السياحية بولاية القضارف وتعزيز مساهمتها في دعم الاقتصاد المحلي، كان لـ”سوداني بوست” هذا اللقاء الخاص مع الأستاذة جواهر داؤود، مدير الإدارة العامة للسياحة والآثار بولاية القضارف، التي كشفت عن ملامح خطة طموحة للنهوض بالقطاع السياحي عبر مجلس جديد لتطوير السياحة بالولاية، مؤكدة أن السياحة لم تعد ترفًا بل أصبحت “صناعة” توازي الزراعة في مردودها الاقتصادي، بل وتتفوق عليها أحيانًا.

فيما يلي نص الحوار:
س: نرحب بك أستاذة جواهر، في البدء حدثينا عن أهم المستجدات في قطاع السياحة بولاية القضارف؟
ج: شكرًا لموقع سوداني بوست على هذه المساحة. من أهم التطورات مؤخرًا في القطاع هو تكوين مجلس لتنمية وتطوير السياحة بولاية القضارف، وهو قرار صادر من والي الولاية المكلف الفريق الركن محمد أحمد حسن، استنادًا إلى قانون السياحة بالولاية. هذا المجلس يضم عددًا كبيرًا من أصحاب المصلحة: من الجهات الأمنية، وأصحاب المنشآت السياحية، ورجال الأعمال، إلى ممثلي المنظمات والمديرين التنفيذيين بالمحليات، لأن السياحة موجودة في كل أنحاء الولاية.

س: ما هي أبرز مهام هذا المجلس؟
ج: المجلس يضطلع بعدة مهام منها: توظيف موارد الولاية السياحية، الترويج للسياحة ونشر ثقافتها في المحليات، تنظيم الفعاليات والمغارص السياحية، إزالة التقاطعات بين الجهات ذات الصلة، الإشراف على إعداد دراسات الجدوى للمشروعات، تطوير القوانين الخاصة بالسياحة بالتنسيق مع الجهات المعنية، وكل ذلك بهدف تطوير القطاع ورفع مساهمته في الاقتصاد المحلي.

س: كيف ترين العلاقة بين السياحة والتنمية؟
ج: السياحة اليوم لم تعد مجرد ترف أو نشاط هامشي، بل أصبحت “صناعة” بكل ما تعنيه الكلمة، وهي بوابة حقيقية للتنمية. تخلق فرص عمل واسعة خاصة للشباب والنساء، وتؤدي إلى تحسين البنية التحتية من طرق وكباري وخدمات، كما تساهم في توفير العملات الصعبة من خلال الإنفاق السياحي المباشر.

س: كيف تقيّمين العائد من الاستثمار في القطاع السياحي؟
ج: العائد كبير جدًا، فمثلًا الاقتصاديون يقدرون أن الدولار السياحي يعادل 2.5 من الدولار العادي، لأنه لا يحتاج إلى خدمات لوجستية مكلفة، والسائح عادة يدفع مقدمًا. أيضًا الإنفاق السياحي يعزز الحركة التجارية بشكل واسع – حتى على مستوى بسيط كقارورة ماء تُباع في موقع سياحي بسعر مختلف عن السوق العادي.

س: هناك من يرى أن الدولة يجب أن تكون مسؤولة عن تنمية السياحة، ما رأيك؟
ج: هذا فهم غير دقيق. الدولة تضع السياسات والتشريعات، لكن تنفيذ النشاط السياحي تقوم به القطاع الخاص من مستثمرين ورجال أعمال. نحن كإدارة دورنا التخطيط والإشراف والمتابعة، أما عملية “صناعة السياحة” فتبدأ من السوق والمجتمع والمستثمر.

س: حدثينا عن الأنماط السياحية الموجودة بالقضارف؟
ج: لدينا أنماط متعددة منها: السياحة البيئية، وسياحة الخريف، والسياحة العلاجية، وسياحة البر والسفاري. كما أن سهل البطانة يُعد من أكبر وأهم السهول في السودان، ويشترك فيه خمس ولايات، لكن نصيب القضارف الأكبر. وهو مناسب لإقامة فعاليات دولية مثل سباقات الهجن، ما يجذب مستثمرين من الخليج وشمال إفريقيا.

س: ما هي خطتكم القادمة للترويج السياحي؟
ج: نُطلق برنامجًا ميدانيًا يوم الاثنين 7 يوليو 2025، للوقوف على المواقع السياحية بالولاية والترويج لها إعلاميًا. سنبدأ من غابة أم زبل بمحلية الرهد، وسيرافقنا ممثلو إذاعة وتلفزيون الولاية، ومراسلو القنوات الفضائية، ومنصات السوشال ميديا، إضافة إلى شركات متخصصة في السياحة والفنادق.

س: كيف ترين مستقبل السياحة بولاية القضارف؟
ج: إذا قام المجلس بدوره كما يجب، فالمستقبل مشرق. نحن نرى أن السياحة “هم دولة”، ولهذا ضم المجلس ممثلين من مختلف القطاعات حتى نحقق التكامل المطلوب. وهدفنا أن تصبح القضارف ولاية سياحية من الطراز الأول، ونمتلك كل المقومات لذلك.

س: كلمة أخيرة؟
ج: نتمنى أن يتبنى أعضاء المجلس همّ السياحة كقضية أساسية، وأن تنجح الجهود الحالية في تجميل ونظافة المدينة، خاصة في ظل موسم زراعي واعد، ما يعزز البيئة السياحية. كما نأمل أن يُفعّل مطار القضارف في القريب العاجل لأنه مفتاح رئيسي لجذب السياح والمستثمرين. وشكرًا لكم على هذه المساحة المهمة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.