آخر الأخبار
The news is by your side.

تفسير لماذا عندي شعر كالحرير

تفسير لماذا عندي شعر كالحرير

بقلم: جعفر عباس

أهم مكسب لي من البقاء في بيت الطاعة بأمر الكورونا، هو أنني لم أجلس في كرسي حلاق منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وكرسي الحلاق في تقديري في نفس درجة كرسي الاسنان حمانا الله وإياكم منه، بل ان كرسي الحلاق أثقل على قلبي من كرسي الاسنان، لأننا نضطر الى الجلوس عليه عدة مرات في السنة، بينما من حقنا ان نزوغ من كرسي الأسنان، ولا نجلس عليه الا مرة كل بضع سنوات، أو لا نجلس عليه اطلاقا.

ولكنني “شعفت” خلال الأسابيع الماضية بمعنى ان شعري طال وصار يضايقني في منطقة الأذن والعنقرة (القفا)، ولا يسهم المشط في زحزحة الشعر من الأذنين لأن شعري ناعم جدا (قولوا ما شاء الله) مما يؤكد فعلا ما جاء في ملفات الفيفا والانتربول بأن جدي الخامس عشر جيفري “ماسي” من المانيا، والماسي هو من يسمونهم في السودان المحس، وهم جزء أصيل من الشعب النوبي، ويقولون عن أنفسهم انهم ماسي وماسري وماسوكي، وزج الجغرافيون الذين استقدمهم الانجليز بحرف الحاء في اسمهم وهو حرف يسبب بواسير الحنجرة للنوبي، فجعلونا “محس”.


جدي الماسي جاء من بادن بادن في ألمانيا بالقرب من الحدود الفرنسية واقام في جزيرة صغيرة في منطقة كرمة اسماها “بادن بادن”، ولكن احفاده ومن باب ترشيد الانفاق جعلوها بادن واحدة ثم صارت بدين، أحد إخوة جدي وكان اسمه “سا” سافر غربا من المانيا وأقام فرنا/ مخبزا لبيع القراصة هناك وصار الناس من مختلف انحاء اوربا يتوافدون على فرن سا، وشيئا فشيئا صار اسم المنطقة كلها فرنسا.

أما شقيقه الأصغر وكان رطانيا لكة فقد رحل الى الشمال وأقام مساكن عشوائية كثيرة وقام بتأجيرها للناس حتى صارت عنده مستعمرة كبيرة، وجاءت السلطات وحاولت هدم تلك المساكن ولكن الرجل ثبت وردد مقولة حفظها التاريخ “هو لنا دا” والتي الهمت الشاعر قول “هذه الأرض لنا” في نشيدنا الوطني، وبمرور الزمن صارت “هو لنا دا” دولة اسمها هولندا، ثم انتبه الى ان الكيزان يتآمرون عليه فلاحقهم فهربوا غربا، ولكنه طاردهم وجماعته يرددون شعار ال” بل جاييكم”، واختفى الكيزان من المنطقة ولكنها صارت معروفة ب بل- جاييكم، ثم بلجيكم ثم بلجيكا.


أعطيتكم هذا الدرس في التاريخ لأؤكد ان شعري سبيبي واسود كالليل وناعم كالحنان وطويل كنظرات المتطفلين، وبعد ان صار يضايقني حملت المقص وشيك شيك قصيت المنطقة حول الأذنين اللتين تشبهان رفرف السيارة.

وفوجئت بأم الجعافر تقف من خلفي وهي تصيح: علي بالطلاق انت خرفت.. دا شنو؟ وأتت بالمراية ونظرت الى جسمي المنحول وهتفت: براي سويتها في نفسي، ولكنها تكرمت مشكورة بالإمساك بالمقص وتولت عملية التهذيب والتشطيب، ثم وضعت كريما على شعري وأمسكت بفرشاة خشنة ومررتها على شعري عشر مرات حتى صار مسبسبا وملتصقا بفروة الراس ونظرت الى نفسي في المرآة وهتفت ويدي تمر برقة على شعري: سنة يا جافر يا هندية – ألمانية.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.